حديث: لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (١١٨) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (١١٩) وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (١٢٠) وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١)﴾

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ﴾ يقولون: ما ذبح اللَّه فلا تأكلوه، وما ذبحتم أنتم فكلوه. فأنزل اللَّه عز وجل ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾.

حسن: رواه أبو داود (٢٨١٨)، وابن ماجه (٣١٧٣)، والحاكم (٤/ ١١٣) كلهم من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ﴾ يقولون: ما ذبح اللَّه فلا تأكلوه، وما ذبحتم أنتم فكلوه. فأنزل اللَّه ﷿ ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى:
> {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} [الأنعام: 121]
أنه قال: "كانوا يقولون: ما ذبح الله فلا تأكلوه، وما ذبحتم أنتم فكلوه. فأنزل الله: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]".


1. شرح المفردات:


● يُوحُونَ: الإيحاء هنا بمعنى الإلهام الخفي والإغراء بالشر، وهو وسوسة الشيطان لأتباعه.
● أَوْلِيَائِهِمْ: أتباعهم ومحبيهم من الكفار والمنحرفين.
● مَا ذُبِحَ اللَّهُ: يقصدون به ما مات حتف أنفه دون ذكاة، كالميتة.
● مَا ذَبَحْتُمْ أَنْتُمْ: ما ذبحوه هم على اسم آلهتهم أو دون تسمية.


2. شرح الحديث:


كان المشركون في الجاهلية يعتقدون اعتقادًا فاسدًا، حيث زينت لهم الشياطين أن ما مات دون ذكاة (كالميتة) هو ما "ذبحه الله" فلا ينبغي أكله، أما ما ذبحوه هم على اسم أصنامهم أو دون تسمية الله فهو حلال لهم!
فجاء الرد الإلهي بقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} ليبين الحكم الشرعي:
- أن الميتة حرام لأنها لم تذكَّ على اسم الله.
- أن ما ذبح على غير اسم الله حرام.
- أن الذبيحة لا تحل إلا بشرطين: الذكاة الشرعية، والتسمية على الله عند الذبح.


3. الدروس المستفادة:


1- كيد الشيطان ودعوته للضلال: فالشيطان يزين لأتباعه الباطل ويجعلهم ينكرون الحق، كما جعل المشركين يستحلون الحرام ويحرمون الحلال.
2- وجوب التسمية على الذبيحة: فلا تحل الذبيحة إلا بذكر اسم الله عليها، وإلا فهي حرام سواء ذبحت على اسم صنم أو دون تسمية.
3- بطلان تقليد المشركين: فما كان عليه أهل الجاهلية من اعتقادات وأفعال باطلة يجب اجتنابه، ولا يجوز اتباعهم في ضلالهم.
4- الحكمة من تحريم الميتة: أنها قذرة ومضرة، والله تعالى إنما حرمها رحمةً بالعباد وصيانةً لهم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث التفسير التي تبين سبب النزول، وهو يعكس صراع الحق والباطل.
- ذهب جمهور العلماء إلى أن التسمية على الذبيحة شرط لتحليلها، ومن نسيها فأكلها حلال عند البعض، لكن الأفضل التحرز.
- يستفاد من الحديث أن الوسوسة الشيطانية قد تأتي في صورة "نصيحة" مزيفة، فيجب التحقق من مصدر الأفكار والفتاوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨١٨)، وابن ماجه (٣١٧٣)، والحاكم (٤/ ١١٣) كلهم من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل الخلاف في رواية سماك وهو ابن حرب، عن عكرمة. فإنه مضطرب فيه، ولكنه لم يضطرب في هذا الحديث لوجود متابعات له كما ذكرته في كتاب الصيد والذبائح.
في هذه الآيات بيان من اللَّه تعالى للذبيحة التي يحل أكلها والتي لا يحل أكلها، فالتي يحل أكلها بدون خلاف هي الذبيحة التي ذكر اسم اللَّه تعالى عليها بخلاف ما ذبح على النصب، وكذلك الميتات، فإنها محرمة أكلها بدون خلاف.
وأما ما لم يذكر اسم اللَّه عليه فللعلماء فيه أقوال:
القول الأول: لا تحل الذبيحة التي لم يذكر اسم اللَّه عليها سواء ترك التسمية عمدا أو سهوا. وبه قال مالك في رواية، وأحمد في رواية وبعض الشافعية.
والقول الثاني: أن التسمية ليست بواجبة، وإنما هي مستحبة، فإن تركها عمدًا أو سهوًا لم تضر. وبه قال الشافعي وأصحابه ورواية عن مالك وأحمد.
وحملوا الآية: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ على ما ذبح لغير اللَّه لقوله تعالى ﴿أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ وكذلك حملوا الآية على الميتة التي كان أهل الجاهلية يأكلونها. روي عن ابن عباس أنه قال: «إذا ذبح المسلم، ولم يذكر اسم اللَّه فكلوه، فإن المسلم فيه اسم من أسماء اللَّه».
والقول الثالث: إن ترك التسمية نسيانا لم تحرم، وإن تركها عمدا تحرم. وهذا القول مروي عن جمهور أهل العلم منهم: أبو حنيفة ومالك وأحمد. وهو رأي علي وابن عباس وغيرهما من الصحابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 459 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه

  • 📜 حديث: لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب