حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١)﴾
حسن: رواه أبو داود (٢٧٤٠)، واللفظ له، والترمذي (٣٠٧٩)، وأحمد (١٥٣٨)، والحاكم (٢/ ١٣٢) كلهم من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن سعد ابن أبي وقاص، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبينا الكريم.
هذا حديث عظيم من رواية الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وواحد من السابقين الأولين إلى الإسلام. والحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وغيره.
أولاً. شرح المفردات:
● شفى صدري: أي أزال ما كان فيه من غيظ وحزن على الكفار، بانتصاري عليهم.
● فهب لي هذا السيف: أي امنحنيه وأعطنيه هبة.
● لم يُبْلِ بلائي: أي لم يجتهد في القتال مثل اجتهادي، ولم يصب ما أصبت من المشقة.
● فاتال: في بعض الروايات (فقال)، أي فأخبرني الرسول.
● الأنفال: هي الغنائم التي يأخذها المسلمون من العدو بعد القتال.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن موقف حصل معه يوم غزوة بدر العظيمة، حيث جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده سيف من سيوف المشركين التي غنمها المسلمون بعد انتصارهم.
● الطلب الأول والرد: يطلب سعد من النبي صلى الله عليه وسلم أن يهبه هذا السيف، مُستدلاً بشجاعته وبذله في القتال، حيث يقول: "إن الله قد شفى صدري اليوم من العدو"، أي انتصرت على من كان يغيظني من الكفار. فيرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم رداً حازماً: "إن هذا السيف ليس لي ولا لك"، مبيناً أن أمر الغنائم ليس بيده ولا بيد أحد، بل هو لله ورسوله ليوزعاه حسبما يراه الشرع.
● ردة فعل سعد الأولى: خرج سعد رضي الله عنه وهو متأثر، ظاناً أن حقه ضاع، وأنه قد يعطى السيف لأحد لم يبذل مثل ما بذل، فقال في نفسه: "يعطاه اليوم من لم يُبْلِ بلائي!"، أي يعطى لشخص لم يجتهد في القتال مثل اجتهادي.
● الاستدعاء والهبة: ثم جاءه رسول من النبي صلى الله عليه وسلم يستدعيه، فظن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغه كلامه وأنه سيعاتبه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يبين له الحكمة ثم يمنحه السيف. فقال له: "إنك سألتني هذا السيف وليس هو لي ولا لك، وإن الله قد جعله لي فهو لك". أي بين له أن السيف من الأنفال التي هي لله ورسوله يختص بها النبي صلى الله عليه وسلم ليتصرف فيها بمشورة المسلمين ومصلحتهم، ثم منَّ عليه بهبة السيف بعد أن أصبح تحت تصرفه.
● الاستشهاد بالقرآن: ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1]، ليؤكد أن نظام الغنائم وتوزيعها ليس أمراً شخصياً، بل هو تشريع إلهي يجب الالتزام به.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التربية: لم يعنف سعداً رضي الله عنه على كلامه، بل عامله بالحكمة واللين، وبين له الخطأ ثم استرضاه بالهبة، مما يدل على خلقه العظيم وحسن قيادته.
2- العدل في توزيع الغنائم: الشرع الإسلامي نظم أمر الغنائم وجعلها تحت إمرة ولي الأمر ليقسمها بالعدل وفق مصلحة المسلمين، وليس بناء على الرغبات الشخصية.
3- الاعتراف بفضل المجاهدين: النبي صلى الله عليه وسلم أعطى السيف لسعد بعد أن بين الحكم، اعترافاً بفضله وجهاده، مما يشعر المجاهد بقيمة عمله.
4- الاستسلام لحكم الله ورسوله: حتى لو خالف هوى النفس، كما حدث مع سعد رضي الله عنه حين قبل حكم النبي صلى الله عليه وسلم أولاً.
5- التثبت من الأحكام الشرعية: النبي صلى الله عليه وسلم استند إلى القرآن الكريم في تبيان الحكم، مما يدل على أن الأصل في حل الخلافات هو الرجوع إلى الكتاب والسنة.
6- الحرص على وحدة الصف: النبي صلى الله عليه وسلم سارع إلى استدعاء سعد وشرح الموقف حتى لا يبقى في نفسه شيء، مما يحافظ على تماسك الجماعة.
رابعاً. معلومات إضافية:
- غزوة بدر كانت في السنة الثانية للهجرة، وهي من أعظم الغزوات لأنها فرقت بين الحق والباطل.
- سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان من أمهر الرماة في الإسلام، وأول من رمى بسهم في سبيل الله.
- الآية الكريمة التي استشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم هي أول آية في سورة الأنفال، والتي نزلت بعد بدر لتنظيم أمر الغنائم.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يفقهنا في سنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: «إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، فإنه حسن الحديث».
قال أبو داود عقب الحديث (٢٧٤٠): «قرأة ابن مسعود: ﴿يَسْأَلُونَكَ النَّفَلِ﴾.
وقيل: إن قوله تعالى: ﴿قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ منسوخ بقول اللَّه عز وجل: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ [سورة الأنفال: ٤١]، كانت الغنائم يومئذ للنبي ﷺ، فنسخها اللَّه عز وجل بالخمس.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 496 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 471 تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها
- 472 اغلاق باب التوبة بطلوع الشمس من مغربها
- 473 من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة
- 474 إذا ترك السيئة من أجل الله فاكتبوها له حسنة
- 475 من يعيرني تطوافا تجعله على فرجها
- 476 لا أحد أحب إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه
- 477 ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا
- 478 تجلى الله للجبل وأخرج طرف الخنصر
- 479 لا تخيروني من بين الأنبياء
- 480 المسلم يلطم اليهودي عند تفضيل موسى عليه
- 481 إلقاء الألواح لما عاين ما صنع قومه بالعجل
- 482 بُعِثت إلى الناس عامة
- 483 معنى الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين
- 484 ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم
- 485 عمر بن الخطاب يغضب من عيينة بن حصن
- 486 خذ العفو وأمر بالعرف
- 487 ثلاث وصايا نبوية في التعامل مع الناس
- 488 من استمع إلى آية من كتاب الله كتب له حسنة...
- 489 لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم سميع قريب
- 490 سورة الأنفال نزلت في بدر
- 491 بعثت إلى كل أحمر وأسود
- 492 فضلت على الأنبياء بست، أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب
- 493 توزيع الغنائم في غزوة بدر
- 494 الأنفال المغانم كانت لرسول الله خالصة
- 495 ضعه من حيث أخذته
- 496 سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي
- 497 أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم
- 498 عن أبي أيوب: أنزل الله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين...
- 499 لما كان يوم بدر نظر رسول الله إلى المشركين وهم...
- 500 اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم
- 501 أفضل الملائكة هم من شهدوا بدرا
- 502 هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب
- 503 ما فينا إلا نائم إلا رسول الله تحت شجرة يصلي...
- 504 النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد
- 505 تحت الشجر والحجف نستظل من المطر
- 506 قذف المحصنات المؤمنات الغافلات
- 507 من يولهم يومئذ دبره
- 508 رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن...
- 509 رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا
- 510 اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا يعرف فأحنه الغداة
- 511 قتل أبي جهل في غزوة بدر
- 512 يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى...
- 513 شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون
- 514 لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن
- 515 القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن
- 516 من تركوا من يخرق في السفينة هلكوا جميعا
- 517 إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه
- 518 لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
- 519 شاهت الوجوه ثم حصبهم بها
- 520 اجتماع قريش في دار الندوة ومكرهم بالنبي ﷺ
معلومات عن حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي
📜 حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








