حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١)﴾

عن سعد بن أبي وقاص قال: جئت إلى النبي ﷺ يوم بدر بسيف، فقلت: يا رسول اللَّه إن اللَّه قد شفى صدري اليوم من العدو، فهب لي هذا السيف. قال: «إنّ هذا السيف ليس لي ولا لك». فذهبت وأنا أقول: يعطاه اليوم من لم يُبْلِ بلائي! فبينا أنا، إذ جاءني الرسول، فاتال: «أجب». فظننت أنه نزل في شيء بكلامي، فجئت، فقال لى النبي ﷺ: «إنّك سألتنى هذا السيف، وليس هو لي ولا لك، وإن اللَّه قد جعله لي فهو لك، ثم قرأ ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ إلى آخر الآية.

حسن: رواه أبو داود (٢٧٤٠)، واللفظ له، والترمذي (٣٠٧٩)، وأحمد (١٥٣٨)، والحاكم (٢/ ١٣٢) كلهم من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن سعد ابن أبي وقاص، فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص قال: جئت إلى النبي ﷺ يوم بدر بسيف، فقلت: يا رسول اللَّه إن اللَّه قد شفى صدري اليوم من العدو، فهب لي هذا السيف. قال: «إنّ هذا السيف ليس لي ولا لك». فذهبت وأنا أقول: يعطاه اليوم من لم يُبْلِ بلائي! فبينا أنا، إذ جاءني الرسول، فاتال: «أجب». فظننت أنه نزل في شيء بكلامي، فجئت، فقال لى النبي ﷺ: «إنّك سألتنى هذا السيف، وليس هو لي ولا لك، وإن اللَّه قد جعله لي فهو لك، ثم قرأ ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ إلى آخر الآية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبينا الكريم.
هذا حديث عظيم من رواية الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وواحد من السابقين الأولين إلى الإسلام. والحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وغيره.

أولاً. شرح المفردات:


● شفى صدري: أي أزال ما كان فيه من غيظ وحزن على الكفار، بانتصاري عليهم.
● فهب لي هذا السيف: أي امنحنيه وأعطنيه هبة.
● لم يُبْلِ بلائي: أي لم يجتهد في القتال مثل اجتهادي، ولم يصب ما أصبت من المشقة.
● فاتال: في بعض الروايات (فقال)، أي فأخبرني الرسول.
● الأنفال: هي الغنائم التي يأخذها المسلمون من العدو بعد القتال.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن موقف حصل معه يوم غزوة بدر العظيمة، حيث جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده سيف من سيوف المشركين التي غنمها المسلمون بعد انتصارهم.
● الطلب الأول والرد: يطلب سعد من النبي صلى الله عليه وسلم أن يهبه هذا السيف، مُستدلاً بشجاعته وبذله في القتال، حيث يقول: "إن الله قد شفى صدري اليوم من العدو"، أي انتصرت على من كان يغيظني من الكفار. فيرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم رداً حازماً: "إن هذا السيف ليس لي ولا لك"، مبيناً أن أمر الغنائم ليس بيده ولا بيد أحد، بل هو لله ورسوله ليوزعاه حسبما يراه الشرع.
● ردة فعل سعد الأولى: خرج سعد رضي الله عنه وهو متأثر، ظاناً أن حقه ضاع، وأنه قد يعطى السيف لأحد لم يبذل مثل ما بذل، فقال في نفسه: "يعطاه اليوم من لم يُبْلِ بلائي!"، أي يعطى لشخص لم يجتهد في القتال مثل اجتهادي.
● الاستدعاء والهبة: ثم جاءه رسول من النبي صلى الله عليه وسلم يستدعيه، فظن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغه كلامه وأنه سيعاتبه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يبين له الحكمة ثم يمنحه السيف. فقال له: "إنك سألتني هذا السيف وليس هو لي ولا لك، وإن الله قد جعله لي فهو لك". أي بين له أن السيف من الأنفال التي هي لله ورسوله يختص بها النبي صلى الله عليه وسلم ليتصرف فيها بمشورة المسلمين ومصلحتهم، ثم منَّ عليه بهبة السيف بعد أن أصبح تحت تصرفه.
● الاستشهاد بالقرآن: ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1]، ليؤكد أن نظام الغنائم وتوزيعها ليس أمراً شخصياً، بل هو تشريع إلهي يجب الالتزام به.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التربية: لم يعنف سعداً رضي الله عنه على كلامه، بل عامله بالحكمة واللين، وبين له الخطأ ثم استرضاه بالهبة، مما يدل على خلقه العظيم وحسن قيادته.
2- العدل في توزيع الغنائم: الشرع الإسلامي نظم أمر الغنائم وجعلها تحت إمرة ولي الأمر ليقسمها بالعدل وفق مصلحة المسلمين، وليس بناء على الرغبات الشخصية.
3- الاعتراف بفضل المجاهدين: النبي صلى الله عليه وسلم أعطى السيف لسعد بعد أن بين الحكم، اعترافاً بفضله وجهاده، مما يشعر المجاهد بقيمة عمله.
4- الاستسلام لحكم الله ورسوله: حتى لو خالف هوى النفس، كما حدث مع سعد رضي الله عنه حين قبل حكم النبي صلى الله عليه وسلم أولاً.
5- التثبت من الأحكام الشرعية: النبي صلى الله عليه وسلم استند إلى القرآن الكريم في تبيان الحكم، مما يدل على أن الأصل في حل الخلافات هو الرجوع إلى الكتاب والسنة.
6- الحرص على وحدة الصف: النبي صلى الله عليه وسلم سارع إلى استدعاء سعد وشرح الموقف حتى لا يبقى في نفسه شيء، مما يحافظ على تماسك الجماعة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- غزوة بدر كانت في السنة الثانية للهجرة، وهي من أعظم الغزوات لأنها فرقت بين الحق والباطل.
- سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان من أمهر الرماة في الإسلام، وأول من رمى بسهم في سبيل الله.
- الآية الكريمة التي استشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم هي أول آية في سورة الأنفال، والتي نزلت بعد بدر لتنظيم أمر الغنائم.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يفقهنا في سنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٤٠)، واللفظ له، والترمذي (٣٠٧٩)، وأحمد (١٥٣٨)، والحاكم (٢/ ١٣٢) كلهم من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن سعد ابن أبي وقاص، فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: «إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، فإنه حسن الحديث».
قال أبو داود عقب الحديث (٢٧٤٠): «قرأة ابن مسعود: ﴿يَسْأَلُونَكَ النَّفَلِ﴾.
وقيل: إن قوله تعالى: ﴿قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ منسوخ بقول اللَّه عز وجل: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ [سورة الأنفال: ٤١]، كانت الغنائم يومئذ للنبي ﷺ، فنسخها اللَّه عز وجل بالخمس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 496 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي

  • 📜 حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب