حديث: حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (١٤٦)﴾

عن جابر بن عبد اللَّه أنه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول عام الفتح وهو بمكة: «إنّ اللَّه ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام». فقيل: يا رسول اللَّه! أرأيت شحوم الميتة. فإنها يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال: «لا هو حرام». ثم قال رسول اللَّه ﷺ عند ذلك: «قاتل اللَّه اليهود إن اللَّه لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في البيوع (٢٢٣٦)، ومسلم في المساقاة (١٥٨١) كلاهما عن قتيبة ابن سعيد، حدّثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه أنه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول عام الفتح وهو بمكة: «إنّ اللَّه ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام». فقيل: يا رسول اللَّه! أرأيت شحوم الميتة. فإنها يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال: «لا هو حرام». ثم قال رسول اللَّه ﷺ عند ذلك: «قاتل اللَّه اليهود إن اللَّه لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله ﷺ يقول عام الفتح وهو بمكة: «إن الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام». فقيل: يا رسول الله! أرأيت شحوم الميتة، فإنها يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال: «لا، هو حرام». ثم قال رسول الله ﷺ عند ذلك: «قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه».


1. شرح المفردات:


● عام الفتح: أي فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.
● حرّم بيع: أي حرم الاتجار فيها والتكسب بثمنها.
● الخمر: كل ما خامر العقل وغطاه من المسكرات.
● الميتة: الحيوان الذي مات حتف أنفه دون ذكاة شرعية.
● الخنزير: معروف، وهو محرم بأكله وبيعه.
● الأصنام: تماثيل الآلهة المعبودة من دون الله، يحرم اتخاذها وبيعها.
● شحوم الميتة: دهن الحيوان الميت.
● يطلى بها السفن: تُدهن به السفن لوقايتها من الماء.
● يدهن بها الجلود: تُدهن به الجلود لليونتها.
● يستصبح بها الناس: يتخذونها وقودًا للمصابيح للإضاءة.
● جملوه: أذابوه وصهروه (من الجَمل وهو الإذابة).
● قاتل الله اليهود: دعاء عليهم باللعنة والعقاب لاحتيالهم على الشرع.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث تحريم بيع هذه الأشياء الأربعة: الخمر والميتة والخنزير والأصنام، لأنها نجسة أو متقوّمة بعبادة غير الله.
ثم يسأل الصحابة عن شحوم الميتة -مع أن تحريم الميتة يشمل جميع أجزائها- لكن السؤال كان لبيان حكم الانتفاع بها في غير الأكل، كالدّهان والإضاءة.
فأجاب النبي ﷺ بأنها حرام، أي يحرم بيعها ولو للانتفاع بها في غير الأكل، لأن العلة هي النجاسة وتحريم الله لها.
ثم ضرب النبي ﷺ مثلاً باليهود الذين احتالوا على تحريم شحوم الميتة بإذابته وبيعه، فأكلوا ثمنه، فاستحقوا اللعنة من الله.


3. الدروس المستفادة:


- تحريم بيع كل ما حرم الله أكله، لأنه لا يجوز التكسب من الحرام.
- النهي عن الاحتيال على الشرع بالحيل والتفاف على النصوص، كما فعل اليهود.
- أن النجس لا يجوز بيعه ولا الانتفاع به بطريقة تتعدى الضرورات التي رخص فيها الشرع.
- التأكيد على طاعة الله ورسوله في التحليل والتحريم دون تميع أو التواء.
- ذمّ من يتعامل بالحرام أو يتكسب منه، وبيان عاقبته السيئة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث المحكمة في تحريم بيع المحرمات.
- العلماء استدلوا به على تحريم بيع كل ما حرم الله، ولو كان المنفعة غير الأكل.
- فيه إشارة إلى أن العبرة في التحريم هي ذات الشيء، لا مجرد كونه مأكولاً أو غير مأكول.
- قوله: «قاتل الله اليهود» ليس دعاءً بالمعنى الشخصي، بل بيانٌ لحكم من احتال على الشرع، وهو تعبير شائع في اللغة العربية للذم والتحذير.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويبعدنا عن الحرام والحيل المحرمة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في البيوع (٢٢٣٦)، ومسلم في المساقاة (١٥٨١) كلاهما عن قتيبة ابن سعيد، حدّثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره. ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 462 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام

  • 📜 حديث: حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب