حديث: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣)﴾

عن أبى سعيد الخدري، وأبى هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ينادي مناد: إنّ لكم أن تَصِحُّوا، فلا تسقموا أبدًا. وإنّ لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبدًا. وإنّ لكم أن تشبوا، فلا تهرموا أبدًا. وإنّ لكم أن تنعموا، فلا تبتئسوا أبدًا». فذلك قوله عز وجل ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

صحيح: رواه مسلم في الجنة (٢٨٣٧) من طريق عبد الرزاق، قال: قال الثوري: فحدثني أبو إسحاق، أن الأغر حدثه، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، قالا: فذكراه.

عن أبى سعيد الخدري، وأبى هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ينادي مناد: إنّ لكم أن تَصِحُّوا، فلا تسقموا أبدًا. وإنّ لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبدًا. وإنّ لكم أن تشبوا، فلا تهرموا أبدًا. وإنّ لكم أن تنعموا، فلا تبتئسوا أبدًا». فذلك قوله ﷿ ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فيسرني أن أشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي يصور لنا نعيم الجنة وما أعد الله فيها للمتقين من الخلود والصحة والبهجة.

الحديث:


عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «ينادي مناد: إنّ لكم أن تَصِحُّوا، فلا تسقموا أبدًا. وإنّ لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبدًا. وإنّ لكم أن تشبوا، فلا تهرموا أبدًا. وإنّ لكم أن تنعموا، فلا تبتئسوا أبدًا». فذلك قوله تعالى: ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 43].


1. شرح المفردات:


● ينادي مناد: أي يُنادي مُنادٍ، وهو ملك من ملائكة الله تعالى.
● تَصِحُّوا: تكونوا أصحاء.
● تسقموا: تمرضوا.
● تحيوا: تعيشوا.
● تشبوا: تبقوا شبابًا.
● تَهْرَمُوا: تشيخوا وتكبروا في السن.
● تَنعَّموا: تستمتعوا بالنعيم وتتلذذوا به.
● تَبْتَئِسُوا: تحزنوا أو تتضايقوا.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ عن مشهد عظيم في الجنة، حيث ينادي منادٍ من قبل الله تعالى بأربع بشارات عظيمة لأهل الجنة:
1- «إن لكم أن تصحوا، فلا تسقموا أبدًا»: أي أن الله قد منحكم نعمة الصحة الدائمة التي لا يَعْقُبها مرضٌ أبدًا. ففي الدنيا، الصحة قد تعقبها أمراض، ولكن في الجنة صحة كاملة لا ينغصها سقم.
2- «وإن لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبدًا»: في الدنيا، الحياة مؤقتة وينتهي أجل كل حي، ولكن في الجنة حياة أبدية خالدة لا موت فيها.
3- «وإن لكم أن تشبوا، فلا تهرموا أبدًا»: الشباب في الدنيا زائل، ويأتي بعده الهرم والشيخوخة، ولكن في الجنة، يبقى الإنسان في قوة الشباب ونضارته دون أن يهرم أو يضعف.
4- «وإن لكم أن تنعموا، فلا تبتئسوا أبدًا»: النعيم في الجنة دائم لا ينقطع، ولا يوجد فيه حزن أو ضيق أو ملل، بل هو فرح وسرور دائم.
ثم بين النبي ﷺ أن هذا النداء هو تحقيق لقوله تعالى: ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، أي أن هذا النداء يكون في الجنة تخبرهم الملائكة بأن هذه الجنة التي ورثتموها بسبب أعمالكم الصالحة في الدنيا.


3. الدروس المستفادة:


● الجنة دار النعيم الدائم: فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
● الجزاء من جنس العمل: فكما عمل الإنسان في الدنيا من طاعة الله، فإن جزاءه الجنة بما فيها من نعيم مقيم.
● الحث على العمل الصالح: لأن الجنة لا تُنال إلا بالعمل الصالح والإيمان.
● التذكير بنعيم الآخرة: ليعلم المسلم أن الدنيا فانية وأن الآخرة هي دار القرار، فيحرص على ما ينفعه في الآخرة.
● الطمأنينة والرجاء: هذا الحديث يبعث الأمل والطمأنينة في قلوب المؤمنين، بأن ما عند الله خير وأبقى.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- النداء في الجنة يكون للمؤمنين عند دخولهم الجنة، تبشرهم بالخلود والنعيم الدائم.
- الجنة هي الجزاء الأوفى للمؤمنين الذين صبروا على طاعة الله واجتنبوا معاصيه.

أسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياكم الجنة، وأن يمتعنا فيها بالنظر إلى وجهه الكريم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة (٢٨٣٧) من طريق عبد الرزاق، قال: قال الثوري: فحدثني أبو إسحاق، أن الأغر حدثه، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، قالا: فذكراه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 477 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا

  • 📜 حديث: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب