حديث: إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٩٤)﴾

عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «يقول العبد: مالي مالي، إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأمضى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس».

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٥٩) عن سويد بن سعيد، حدثني حفص بن ميسرة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «يقول العبد: مالي مالي، إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأمضى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول العبد: مالي مالي، إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأمضى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس». أخرجه مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● مالي مالي: ترديد الإنسان وتكثيره للحديث عن ماله والافتخار به والاعتماد عليه.
● أفنى: استهلكه وأتى عليه حتى فنِيَ.
● أبلى: أتلفه باللبس حتى بليَ وتهرأ.
● أمضى: أنفقه في سبيل الله أو في البر، فصار ثوابه ممضياً له إلى الآخرة.
● ذاهب: زائل لا محالة، إما بموت صاحبه أو بانتقاله لغيره.
● تاركه للناس: يتركه لورثته أو لغيره من الناس بعد موته، لا ينتفع به.


2. شرح الحديث:


يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم صورة واقعية لحال الإنسان الشحيح الذي يظن أن ماله هو كل شيء، فيلهج لسانه بقوله "مالي مالي"، معتقداً أنه سيخلد له ويستمتع به إلى الأبد.
ثم بين صلى الله عليه وسلم الحقيقة المرة التي يغفل عنها الكثيرون، وهي أن الإنسان لن ينال من هذا المال الذي يجمع ويبخل به إلا ثلاثة أشياء ضئيلة جداً مقارنة بما يجمعه ويتركه:
1- ما أكل فأفنى: وهو الطعام والشراب الذي يتناوله فيعيش به، ثم يزول وينتهي بالهضم والإخراج.
2- ما لبس فأبلى: وهو الثياب التي يلبسها ليستتر بها ويتزين، ثم تبلى وتتهرأ مع الوقت وتصبح بالية لا تنفع.
3- ما أعطى فأمضى: وهو المال الذي ينفقه في طاعة الله تعالى كالصدقة على الفقراء، أو في النفقة على الأهل، أو في أي وجه بر وإحسان. هذا هو النوع الوحيد الذي يبقى لصاحبه، حيث يُمضى له ثوابه عند الله ولا يزول.
أما ما عدا هذه الثلاثة – من الأموال التي يكنزها ويجمعها في الخزائن، أو العقارات التي يملكها ولا ينفق من ريعها، والسيارات التي يقفها ولا ينتفع بها – فهو ذاهب لا محالة، وتاركه للناس من بعده، فينتفع به الورثة أو الآخرون، وهو لا ينال منه إلا الحسرة والندم يوم القيامة على تفريطه وإنفاق عمره في جمعه ثم تركه لغيره.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تصحيح مفهوم الملكية: الحديث يهدم مفهوم الملكية المطلقة لدى الإنسان، ويذكره بأن المال مال الله وهو مستخلف فيه، فليتصرف فيه وفق ما يرضي المالك الحقيقي.
2- ذم الشح والكنز: ذم النبي صلى الله عليه وسلم التعلق بالمال والاغترار به، والحرص على جمعه دون إنفاق في وجوه الخير.
3- الحث على الإنفاق: أعظم درس في الحديث هو الحث على الإنفاق والبذل، فالمال الحقيقي هو ما أنفقه الإنسان فصار قربة إلى الله وذخراً له في آخرته.
4- التقليل من قيمة الدنيا: الحديث يقلل من شأن الدنيا وزينتها ويذكر بحقيقتها وأنها دار فناء لا دار بقاء.
5- التحذير من الغرور: تحذير للإنسان من أن يغتر بما في يديه من أموال، فهي ليست دليلاً على قوته أو مكانته عند الله، بل الامتحان والابتلاء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يشرح معنى قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 7]. فأنت مستخلف في مالك، وسُسْئل عن كيف كسبته وكيف أنفقته.
- من أعظم ما يعين على تطبيق هذا الحديث: الاستعاضة عن حب الدنيا بحب الآخرة، وتذكر الموت وساعة الفراق، ومجاهدة النفس على البذل والعطاء ولو بالقليل.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين إنفاقه على نفسه وأهله (وهو مأجور فيه) وبين إنفاقه في الصدقات (وهو أفضل)، دون إسراف أو تقتير.
نسأل الله أن يرزقنا حكمة في إنفاق المال، وأن يجعل ما في أيدينا سببا لفلاحنا في الدنيا والآخرة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٢٩٥٩) عن سويد بن سعيد، حدثني حفص بن ميسرة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 457 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى

  • 📜 حديث: إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب