حديث: من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٦٠)﴾

عن ابن عباس عن النبي ﷺ فيما يرُوي عن ربه عز وجل قال: «إنّ اللَّه كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن همَّ بحسبة فلم يعملها كتبها اللَّه له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها اللَّه له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها اللَّه له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها اللَّه له سيئة واحدة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٩١)، ومسلم في الإيمان (١٣١) كلاهما من حديث عبد الوارث، عن الجعد أبي عثمان، حدّثنا أبو رجاء العُطاردي، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس عن النبي ﷺ فيما يرُوي عن ربه ﷿ قال: «إنّ اللَّه كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن همَّ بحسبة فلم يعملها كتبها اللَّه له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها اللَّه له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها اللَّه له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها اللَّه له سيئة واحدة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونفهم.
هذا الحديث العظيم الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأحاديث القدسية، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه تبارك وتعالى. وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:


● كُتِبَ: قَدَّرَ وأثبت في اللوح المحفوظ.
● الحسنات: الطاعات والأعمال الصالحة.
● السَّيِّئات: المعاصي والذنوب.
● هَمَّ: عزم في نفسه وقصد فعل الشيء.
● حسنة كاملة: ثواب تام غير منقوص.
● إلى سبعمائة ضعف: هذا هو الحد الأدنى للمضاعفة، وقد تزيد إلى أضعاف كثيرة بفضله تعالى.
● إلى أضعاف كثيرة: لا حد لأعلى المضاعفة، فهي فضل الله الواسع.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أن الله تعالى قد قدّر الأعمال الصالحة والسيئة، وبيّن جزاءها وثوابها وعقابها للناس.
ثم فصل الحديث حال الإنسان مع النية والعمل في أربع حالات:
1- من هم بحسنة فلم يعملها: أي نوى في نفسه وعزم على فعل عمل صالح (كالصدقة، أو صلاة نافلة، أو زيارة قريب) ثم عرض له عارض منعه من التنفيذ (كمرض، أو فقر، أو عجز)، فإن الله تعالى يكتب له أجر هذه الحسنة كاملة. وهذا من فضل الله تعالى وجوده وكرمه، حيث جازى العبد على مجرد النية الصادقة.
2- من هم بها فعملها: أي نوى العمل الصالح ثم قام بتنفيذه، فهذا يكتب له الله تعالى أجرها بعشر حسنات على الأقل، وقد يضاعفها الله تعالى إلى سبعمائة ضعف وإلى أضعاف كثيرة لا حصر لها، بحسب إخلاصه وإتقانه للعمل وكونه على السنة.
3- من هم بسيئة فلم يعملها: أي خطرت بباله معصية وهمّ بفعلها، ثم تركها لله عز وجل، خوفاً منه ورجاءً لثوابه، وليس لعجزه أو خوف من المخلوقين، فإن الله تعالى يكتب له بها حسنة كاملة. وذلك لأنه جاهد نفسه وكبح هواه وانتصر على الشيطان.
4- من هم بها فعملها: أي نوى المعصية ثم ارتكبها، فإن الله تعالى لا يكتب عليه إلا سيئة واحدة فقط، ولا يضاعفها عليه، كما قال تعالى: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} [الأنعام: 160]. وهذا من عدل الله تعالى ورحمته.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة فضل الله ورحمته: فالحديث يدل على مدى كرم الله تعالى وعظيم فضله، حيث يجزي على النية الصالحة ويمنح الأجر даже على مجرد العزم على الطاعة، ويعفو عن السيئة إذا تركها العبد خوفاً منه.
2- النية وأهميتها: النية هي روح العمل وبها يثاب الإنسان أو يعاقب. فالعمل الصالح مع النية الخالصة هو الذي يقبل عند الله.
3- التيسير ورفع الحرج: رفع الله الحرج عن الأمة، فلم يحاسب العبد على مجرد الخواطر والوساوس، بل إن السيئة لا تكتب إلا إذا همّ بها العبد وعزم عليها ثم فعلها.
4- حثّ على ترك المعاصي: إذا علم العبد أن مجرد ترك المعصية يكتب له بها حسنة كاملة، فإن هذا يحفزه على مجاهدة نفسه وترك الذنوب طمعاً في هذا الثواب العظيم.
5- الفرق بين عدل الله وفضله: فالسيئة تُكتب واحدة وهذا عدل، والحسنة تضاعف إلى أضعاف كثيرة وهذا فضل. فالله تعالى يعامل عباده بالعدل في العقاب، وبالفضل والجود في الثواب.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "النية" و "الإخلاص"، وهو من الأسس العظيمة في الدين.
- النية هي التي تميز العادة عن العبادة، وتميز الرياء عن الإخلاص.
- يجب على المسلم أن يستحضر النية الصالحة في جميع أعماله المباحة لتحتسب له عبادة.
- الخواطر السيئة التي لا يستقر عليها القلب ولا يرضى بها، ولا يعزم على فعلها، فهي مغفورة ولا يؤاخذ بها العبد، كما جاء في الحديث: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ».
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للنية الصالحة والعمل الصالح، وأن يتجاوز عن سيئاتنا ويغفر زلاتنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٩١)، ومسلم في الإيمان (١٣١) كلاهما من حديث عبد الوارث، عن الجعد أبي عثمان، حدّثنا أبو رجاء العُطاردي، عن ابن عباس فذكره.
وزاد مسلم: «ومحاها اللَّه ولا يهلك على اللَّه إِلَّا هالك».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 473 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة

  • 📜 حديث: من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب