حديث: قذف المحصنات المؤمنات الغافلات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (١٥)﴾

عن أبى هريرة، عن النبي ﷺ قال: «اجتنبوا السبع الموبقات». قالوا: يا رسول اللَّه، وما هن؟ قال: «الشرك باللَّه، والسحر، وقتل النفس التي حرم اللَّه إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٦٦)، ومسلم في الإيمان (٨٩) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد المدني، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبى هريرة، عن النبي ﷺ قال: «اجتنبوا السبع الموبقات». قالوا: يا رسول اللَّه، وما هن؟ قال: «الشرك باللَّه، والسحر، وقتل النفس التي حرم اللَّه إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرتَ من الأحاديث العظيمة التي تحذر من الكبائر المهلكات، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله.
أولاً: شرح المفردات:
● الموبقات: من الإهلاك والهلاك، أي الذنوب التي تهلك صاحبها وتوبقه في النار.
● قذف المحصنات: أي اتهام العفيفات بالزنا.
● الغافلات: أي اللواتي لا يخطر ببالهن فعل الفاحشة.
ثانيًا: شرح الحديث:
جاء الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الشرور العظيمة التي تهلك الإنسان، فبين لهم هذه السبع الكبائر:
1- الشرك بالله: وهو أعظمها وأكبرها، وهو أن تجعل لله ندًا أو شريكًا في العبادة، كالدعاء لغير الله أو الذبح لغير الله. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
2- السحر: وهو كل ما خفي سببه وتأثيره، وهو من أعمال الشياطين، ويتضمن عقد وعزائم وكلامًا مخصوصًا يؤذي الناس ويفرق بين المرء وزوجه.
3- قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق: أي قتل الإنسان بغير حق، كالقتل بدافع الثأر أو العدوان، إلا ما استثناه الشرع كالقصاص أو حد الزنا للمحصن.
4- أكل الربا: وهو الزيادة في القروض أو البيوع المحرمة، وهو من أكل أموال الناس بالباطل، وقد توعد الله آكله بالحرب.
5- أكل مال اليتيم: وهو التصرف في مال اليتيم بغير حق، بالتبذير أو الأكل ظلمًا، وقد شدد الله فيه فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}.
6- التولي يوم الزحف: وهو الهروب من ساحة القتال عند لقاء العدو، وهو من كبائر الذنوب التي تزلزل الإيمان.
7- قذف المحصنات المؤمنات الغافلات: أي اتهام النساء العفيفات المؤمنات بالزنا بغير بينة، وهو من الفواحش العظيمة.
ثالثًا: الدروس المستفادة:
- التحذير من هذه الكبائر التي تهلك صاحبها في الدنيا والآخرة.
- بيان عظم هذه الذنوب وخطورتها على الفرد والمجتمع.
- الحث على التوبة النصوح منها، فإن الله يقبل التوبة عن عباده.
- أهمية حفظ الأعراض والأموال والنفوس، وهي من مقاصد الشريعة.
رابعًا: معلومات إضافية:
- هذه السبع ليست حصرًا للكبائر، بل هناك غيرها، لكنها من أشدها.
- الكبائر كل معصية فيها حد في الدنيا أو توعد عليها بنار أو لعنة أو غضب.
- من تاب من أي كبيرة تاب الله عليه، كما قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}.
نسأل الله أن يجنبنا الموبقات، ويوفقنا لطاعته، ويبعدنا عن معصيته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الوصايا (٢٧٦٦)، ومسلم في الإيمان (٨٩) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد المدني، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، فذكره.
وأما ما روي عن بشير بن الخصاصية السدوسي قال: أتيت النبي ﷺ لأبايعه، قال: فاشترط علي: شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن أقيم الصلاة، وأن أؤدي الزكاة، وأن أحج حجة الإسلام، وأن أصوم شهر رمضان، وأن أجاهد في سبيل اللَّه. فقلت: يا رسول اللَّه، أما اثنتان، فواللَّه ما أطيقهما: الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولى الدبر، فقد باء بغضب من اللَّه، فأخاف إن حضرت تلك جشعت نفسي، وكرهت الموت، والصدقة فواللَّه ما لي إلا غُنيمة وعشر ذود، هن رسل أهلي وحمولتهم. قال: فقبض رسول اللَّه ﷺ يده، ثم حرك يده، ثم قال: «فلا جهاد ولا صدقة، فبم تدخل الجنة إذًا؟». قال: قلت: يا رسول اللَّه، أنا أبايعك. قال: فبايعته عليهن كلهن. فهو غريب.
رواه أحمد (٢١٩٥٢)، والطبراني في الكبير (٢/ ٣٢)، والحاكم (٢/ ٧٩ - ٨٠)، والبيهقي (٩/ ٢٠) كلهم من طرق عن جبلة بن سُحيم، عن أبي المثنى مؤثر بن نفادة الكوفي قال: سمعتُ بشير ابن الخصاصية السدوسي قال: فذكره.
وأبو المثنى مؤثر بن نفادة لم يوثقه إلا ابن حبان والعجلي، ولذا قال عنه الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة. ولم أجد له متابعا. وفي لفظه غرابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 506 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قذف المحصنات المؤمنات الغافلات

  • 📜 حديث: قذف المحصنات المؤمنات الغافلات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قذف المحصنات المؤمنات الغافلات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قذف المحصنات المؤمنات الغافلات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قذف المحصنات المؤمنات الغافلات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب