قتل أبي جهل في غزوة بدر

حديث: قتل أبي جهل في غزوة بدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩)﴾

عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: بينا أنا واقف فى الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار، حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما. فقال: يا عم! هل تعرف أبا جهل. قال: قلت: نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي. قال: أخبرت أنه يسبّ رسول اللَّه ﷺ، والذي نفسي بيده لئن رأيته، لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. قال: فتعجبت لذلك فغمزني الآخر، فقال مثلها، قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل، يجول في الناس، فقلت: ألا تريان هذا صاحبكما الذي تسألان عنه قال: فابتدراه فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول اللَّه ﷺ، فأخبراه. فقال: «أيكما قتله». فقال كل واحد منهما: أنا قتلت. فقال: «هل مسحتما سيفيكما». قالا: لا. فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله». وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ ابن عفراء.

متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٤١)، ومسلم في الجهاد والسير (٤٢: ١٧٥٢) كلاهما عن يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف أنه قال، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث غزوة بدر الكبرى، التي فرق الله بها بين الحق والباطل، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:

● حديثة أسنانهما: يعني صغيرين في السن، لم تظهر عليهما بعد علامات الكبر والنضج.
● بين أضلع منهما: أي بين رجلين أقوى وأشدّ منهما جسداً.
● فغمزني: أي نكزني أو لمسني برفق لإلفات انتباهي.
● لا يفارق سوادي سواده: تعبير مجازي يعني أني سألتصق به وأقاتله حتى يموت أحدنا.
● لم أنشب: أي لم أمكث طويلاً حتى رأيته.
● يجول في الناس: أي يتحرك بينهم ويتفقد أحوالهم.
● فابتدراه: أي بادراه و تسارعا إليه.
● بسلبه: السلب هو ما يأخذه المنتصر من عدوه من سلاح أو درع أو غيرها.

ثانياً. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عن موقف عظيم حدث معه في غزوة بدر، حيث كان واقفاً في الصف منتظراً بدء القتال، فنظر حوله فوجد نفسه واقفاً بين فتيين صغيرين من الأنصار. شعر في نفسه بضعفهما نظراً لصغر سنهما، وتمنى لو كان بجوار رجلين أقوى منهما.
إلا أن هذين الفتيين الصغيرين كانا يحملان من الإيمان والعزيمة ما يفوق عمرهما بكثير. فلمح أحدهما – وهو معاذ بن عفراء – أبا جهل (عدو الله ورسوله) يتجول بين الصفوف، فسأل عبد الرحمن بن عوف عنه قائلاً: "يا عم، هل تعرف أبا جهل؟". وعندما أجابه عبد الرحمن بالإيجاب، أقسما لله أنه إذا رأياه سيقاتلانه حتى يموت أحدهم. ثم كرر الآخر – وهو معاذ بن عمرو بن الجموح – نفس الكلام.
وبالفعل، لم يمض وقت طويل حتى ظهر أبو جهل، فأشار له عبد الرحمن بن عوف، فانقضّ عليه الفتيان الشجاعان بسيوفهما وضرباه حتى قتلاه. ثم ذهبا إلى رسول الله ﷺ ليخبراه بما حدث، فتسابقا لأخذ فضل قتله، فقال كل منهما: "أنا قتلته". فسألهما النبي ﷺ إن كانا قد مسحا سيوفهما (أي تنظفاه من الدماء) فأجابا بالنفي. فنظر النبي ﷺ في السيفين ورأى آثار الضربات عليهما، فحكم بأن كليهما شارك في قتله، وأعطى السلب (ما أُخذ من غنائم القتيل) لمعاذ بن عمرو بن الجموح.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- قوة الإيمان تغلب ضعف الجسد: الفتيان كانا صغيرين في السن، لكن إيمانهما العظيم جعلهما من أشدّ المقاتلين شجاعة وإقداماً. الإيمان يمنح القوة حيث تضعف الأجساد.
2- حب النبي ﷺ فوق كل شيء: دافع الفتيان عن رسول الله ﷺ لأنه سبه أبو جهل، فغضبوا لله ولرسوله، وهذا من أوثق عرى الإيمان.
3- الشجاعة والإقدام في سبيل الله: الموقف يظهر الشجاعة النادرة التي كان عليها شباب الصحابة، حيث لم يترددوا في ملاقاة عدو الله ولو كان من أشرس المشركين.
4- العدل والحكمة في حكم النبي ﷺ: عندما اختلف الفتيان في من قتل أبا جهل، لم يحكم النبي ﷺ لأحدهما دون الآخر، بل نظر في الأدلة (آثار الضربات على السيفين) ثم قضى بأن كليهما شارك في قتله، مما يدل على عدله وحكمته ﷺ.
5- التواضع والصدق: اعترف كل من الفتيين بأنه هو القاتل، ليس تفاخراً بل شهادة للحق، ولم ينكر أحدهما فضل الآخر.
6- فضل غزوة بدر: التي كانت فرقاناً بين الحق والباطل، وظهر فيها نصر الله للمؤمنين نصراً مؤزراً.

رابعاً. معلومات إضافية:

● أبو جهل: هو عمرو بن هشام، كان من أشد أعداء الإسلام، وسعى دائماً لإيذاء النبي ﷺ والمسلمين.
● الفتيان الشابان: هما من الأنصار الأبطال، استشهد معاذ بن عفراء في نفس الغزوة، أما معاذ بن عمرو بن الجموح فاستشهد في غزوة أحد.
● قيمة الحديث: الحديث يظهر جانباً من بطولات الصحابة الشباب، وكيف أن الإيمان يغير النفوس ويصنع الأبطال.
نسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ والدفاع عن دينه، وأن يوفق شباب المسلمين ليكونوا مثل أسلافهم في القوة والإيمان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٤١)، ومسلم في الجهاد والسير (٤٢: ١٧٥٢) كلاهما عن يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف أنه قال، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 511 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قتل أبي جهل في غزوة بدر

📜 حديث: قتل أبي جهل في غزوة بدر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قتل أبي جهل في غزوة بدر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قتل أبي جهل في غزوة بدر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قتل أبي جهل في غزوة بدر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية