حديث: رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن تهلك هذه العصابة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٧)﴾

عن ابن عباس قال: رفع رسول اللَّه ﷺ يده يوم بدر. فقال: «يارب! إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض أبدا». فقال له جبريل عليه السلام: خُذْ قبضة من التراب، فأخذ قبضةً من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمَه ترابٌ من تلك القبضة فولّوا مدبرين.

حسن: رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٨٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٧٣) كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: رفع رسول اللَّه ﷺ يده يوم بدر. فقال: «يارب! إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض أبدا». فقال له جبريل ﵇: خُذْ قبضة من التراب، فأخذ قبضةً من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمَه ترابٌ من تلك القبضة فولّوا مدبرين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الغزوات النبوية، يدل على تأييد الله تعالى لنبيه ﷺ وحزبه المؤمنين، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● رفع يده: أي دعا الله تعالى رافعًا كفيه إلى السماء، وهي هيئة من هيئات الدعاء المستجابة.
● العصابة: الجماعة أو الفئة القليلة من المؤمنين الذين كانوا مع النبي ﷺ في غزوة بدر.
● قبضة: ما يملأ الكف من التراب.
● منخريه: فتحتا الأنف.
● فولوا مدبرين: هربوا منهزمين بأدبارهم.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن موقف نبوي عظيم في غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في السنة الثانية للهجرة. كان المسلمون قلة (حوالي 313 مقاتلًا) في مواجهة جيش المشركين الذي كان يفوقهم عددًا وعدة (حوالي 1000 مقاتل).
في ذروة المعركة، ووسط شدة الموقف، توجه النبي ﷺ بقلب مفعم بالإيمان بالله تعالى، ورفع يديه إلى السماء داعيًا ربه بهذا الدعاء الخاشع: "يارب! إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض أبدا".
معنى الدعاء: يا رب، إن تهلك هذه الجماعة المؤمنة القليلة، فلن يبقى في الأرض من يعبدك ويوحدك بعد ذلك، لأنهم هم حماة الدين ونُصَّار التوحيد.
فاستجاب الله تعالى لدعاء نبيه ﷺ على الفور، فأرسل جبريل عليه السلام ليأمر النبي ﷺ بأخذ قبضة من تراب الأرض ويرميها تجاه المشركين. ففعل النبي ﷺ ما أُمِر به، فلم يصب أحد من المشركين إلا ودخل التراب في عينيه وأنفه وفمه، فاضطربت صفوفهم، وانتشر الذعر بينهم، وهُزِموا شر هزيمة، وولوا مدبرين.

3. الدروس المستفادة منه:


● قوة الدعاء وأثره: الحديث يظهر أعظم صور التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب. فالنبي ﷺ لم يعتمد على قوته أو قوة جيشه، بل لجأ إلى ربه في اللحظة الحرجة.
● تأييد الله للصادقين: الله تعالى ينصر أولياءه ولو كانوا قلة، {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].
● أن النصر من عند الله: ليس بالعدد والعدة فقط، بل بتأييد الله ونصره {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7].
● دور الملائكة في نصر المؤمنين: كما جاء في القرآن في نفس الغزوة: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9].
● التفويض لله في الأمور كلها: حتى في أصعب المواقف، يكون الملجأ هو الله تعالى.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- غزوة بدر هي الفرقان بين الحق والباطل، وكانت بداية لعزة الإسلام والمسلمين.
- القصة مذكورة في كتب السيرة والتاريخ مثل "سيرة ابن هشام" و"البداية والنهاية" لابن كثير.
- فيها عبرة للمسلمين في كل زمان ومكان أن لا ينظروا إلى قلة عددهم، ولكن إلى إيمانهم وتأييد الله لهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٨٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٧٣) كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي صالح وهو عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث، مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 508 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن تهلك هذه العصابة

  • 📜 حديث: رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن تهلك هذه العصابة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن تهلك هذه العصابة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن تهلك هذه العصابة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن تهلك هذه العصابة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب