حديث: رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٧)﴾

عن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الأرض، كأنه صوت حصاة وقعت في طست، ورمى رسول اللَّه ﷺ بتلك الحصيات، فانهزموا، فذلك قول اللَّه تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ
الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا﴾.

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٣/ ٢٢٧)، والطبري في تفسيره (١١/ ٨٤)، وابن أبي حاتم في التفسير (٥/ ١٦٧٢)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ٨٠)، كلهم من طرق عن موسى بن يعقوب الزمعي، عن يزيد بن عبد اللَّه، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن حكيم بن حزام فذكره.

عن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الأرض، كأنه صوت حصاة وقعت في طست، ورمى رسول اللَّه ﷺ بتلك الحصيات، فانهزموا، فذلك قول اللَّه تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ
الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره من أصحاب السنن:

الحديث:


عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر سمعنا صوتًا وقع من السماء إلى الأرض، كأنه صوت حصاة وقعت في طست، ورمى رسول الله ﷺ بتلك الحصيات، فانهزموا، فذلك قول الله تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا﴾ [الأنفال: 17].

1. شرح المفردات:


● صوتًا وقع من السماء: صوتٌ نزل من العلو.
● حصاة: حجر صغير.
● طست: إناء من نحاس أو غيره، يشبه الطبق الكبير.
● رمى: ألقى الحصى نحو العدو.
● انهزموا: فروا من أرض المعركة.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يصف معجزةً من معجزات النبي ﷺ التي حدثت في غزوة بدر الكبرى، وذلك عندما أخذ النبي ﷺ حفنة من الحصى ورمى بها نحو المشركين، فكان ذلك سببًا في هزيمتهم، مع أن الحصى في ذاته لا يؤثر في القتال، ولكن الله تعالى هيأ الأمر بأن جعل له تأثيرًا عظيمًا بحوله وقوته.
وقد نزلت الآية الكريمة: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ لتؤكد أن الفعل الظاهري كان من النبي ﷺ، ولكن التأثير الحقيقي والنصر كان من عند الله تعالى، فهو الذي أنزل الملائكة للقتال، وهو الذي جعل للحصى تلك القوة الخارقة التي أفزعت المشركين وشتت شملهم.

3. الدروس المستفادة:


● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ أخذ بالسبب (رمى الحصى)، ولكن النصر كان من عند الله.
● بيان قدرة الله تعالى: حيث يمكن أن يجعل من الأشياء البسيطة أسبابًا لنصر المؤمنين.
● الإيمان بالمعجزات: فهي دليل على نبوة محمد ﷺ وتأييد الله له.
● التذكير بأن النصر من عند الله: فلا يعجب المسلم بنفسه أو بقوته، بل يتوكل على الله ويستعين به.

4. معلومات إضافية:


- غزوة بدر وقعت في السنة الثانية للهجرة، وكانت من أعظم انتصارات المسلمين.
- الآية الكريمة ذكرت في سورة الأنفال، والتي تناولت أحداث غزوة بدر.
- هذا الحديث يدل على أن الله تعالى يختبر المؤمنين ويبلوهم ليميز الصادق من المنافق، وليظهر إيمانهم وصبرهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتوكلين عليه، المستعينين به، وأن ينصرنا على أعداء الدين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٣/ ٢٢٧)، والطبري في تفسيره (١١/ ٨٤)، وابن أبي حاتم في التفسير (٥/ ١٦٧٢)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ٨٠)، كلهم من طرق عن موسى بن يعقوب الزمعي، عن يزيد بن عبد اللَّه، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن حكيم بن حزام فذكره. واللفظ لابن أبي حاتم.
قال الهيثمي في المجمع (٦/ ٨٤): «إسناده حسن».
قال الأعظمي: موسى بن يعقوب الزمعي حسن الحديث، وفيه أيضًا يزيد بن عبد اللَّه. قال البيهقي: «هذا هو ابن وهب بن زمعة عمّ موسى بن يعقوب».
لم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، وقد روى عنه ابن أخيه موسى بن يعقوب، ولحديثه أصل، وهو في المغازي، وقد يتسامح فيه ما لا يتسامح في الأحكام.
ورواه الطبراني في الكبير (٣/ ٢٢٧) عن أحمد بن مابهرام الأيذجي، ثنا محمد بن يزيد الأسفاطي، ثنا إبراهيم بن يحيى الشجري، حدثني أبي، ثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد اللَّه ابن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبي بكر بن سليمان، عن أبي حثمة، عن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر أمر رسول اللَّه ﷺ فأخذ كفا من الحصباء فاستقبلنا به فرمانا بها وقال: «شاهت الوجوه» فانهزمنا فأنزل اللَّه عز وجل: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾.
كذا وقع في هذا الإسناد: «عبد اللَّه بن يزيد مولى الأسود بن سفيان» مع أنه رواه غير واحد عن موسى الزمعي فسمّوا شيخه: «يزيد بن عبد اللَّه» كما في الإسناد السابق، بل رواه ابن أبي حاتم (٥/ ١٦٧٢) من طريق يحيى بن محمد بن هانئ، عن موسى الزمعي به، وسمّاه: «يزيد بن عبد اللَّه» كرواية الجماعة.
فالأشبه أن ما وقع في معجم الطبراني خطأ فإن في إسناده عدة علل.
وقوله: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ أي: ما بلّغتَ إذ رميتَ، ولكن اللَّه بلّغ، فأصاب وجوه جيش الكفار، فما بقي أحدٌ منهم إلّا أصابها منه شيء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 509 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا

  • 📜 حديث: رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب