حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩)﴾

عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول اللَّه ﷺ وهو متوسد بردة له فى ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو اللَّه لنا؟ قال: «كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، واللَّه ليُتمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا اللَّه أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».

صحيح: رواه البخاريّ في المناقب (٣٦١٢) عن محمد بن المثنى، حدّثنا يحيى، عن إسماعيل، حدّثنا قيس، عن خباب بن الأرت، قال: فذكره.

عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول اللَّه ﷺ وهو متوسد بردة له فى ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو اللَّه لنا؟ قال: «كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، واللَّه ليُتمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا اللَّه أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: رواه البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل خباب بن الأرت رضي الله عنه.
شرح المفردات:
* متوسد بردة: متكئًا على بردته (رداء له) كوسادة.
* في ظل الكعبة: في مكان ظليل بجوار الكعبة المشرفة.
* ألا تستنصر لنا؟: ألا تطلب لنا النصرة والنصر من الله؟
* ألا تدعو الله لنا؟: ألا ترفع يديك بالدعاء لنا بأن يخفف عنا العذاب؟
* يحفر له في الأرض: يحفر له حفرة ليُعذَّب فيها.
* فيجاء بالمنشار... فيشق باثنتين: يُؤتى بمنشار حديدي ويوضع على رأسه فيُشَقُّ نصفين.
* وما يصده ذلك عن دينه: لا يرده ذلك العذاب الشديد عن دينه وإيمانه.
* ويمشط بأمشاط الحديد: يُمرر المشط الحديدي الحاد على جسده.
* ما دون لحمه من عظم أو عصب: حتى يصل العظم والعصب.
* ليتمن هذا الأمر: سيكمل الله هذا الدين (الإسلام) وينصره ويظهره.
* من صنعاء إلى حضرموت: مسافة كبيرة في اليمن، كناية عن انتشار الأمن في جميع أرجاء الدولة الإسلامية.
* لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه: لا يخاف الإنسان في سيره من ظالم أو عدو، بل يخاف فقط من الله بأن يعصيه، أو من الذئب الذي قد يفترس غنمه.
* ولكنكم تستعجلون: لكنكم -أيها الصحابة- تستعجلون النصر والفرج.
شرح الحديث:
يشكو الصحابة الكرام، وهم في مكة في بداية الدعوة الإسلامية، ما يعانونه من أذى وعذاب شديد من كفار قريش، حتى إن خبابًا رضي الله عنه كان يُكوى بالنار على ظهره من شدة التعذيب. يلجؤون إلى رسول الله ﷺ طالبين منه أن يدعو الله لينصرهم ويرفع عنهم هذا البلاء.
فكان جواب النبي ﷺ موجهاً ومعلماً ومواسياً:
1- ضرب الأمثلة بصبر السابقين: ذكّرهم ﷺ بمن كان قبلهم من المؤمنين (كأصحاب الأخدود) الذين بلغ بهم العذاب مبلغاً لا يُطاق، من تشقيق بالمنشار وتعذيب بمشاط الحديد، ومع ذلك لم يتراجعوا عن دينهم ذرة واحدة. كان الهدف تهيئة نفوسهم للصبر وبيان أن طريق الدعوة محفوف بالمكاره، وأن الثبات على الدين تحت التعذيب هو شأن الأنبياء والصالحين.
2- بشرى النصر والتمكين: أخبرهم ﷺ بأن هذا الدين سينتصر ويعلو، بوعد من الله لا يتخلف، حتى سيعم الأمن والأمان الأرض في ظل دولة الإسلام، فلا يخاف المسافر إلا من الله تعالى بمعصيته، أو من wild animal كالذئب على ماشيته. هذه بشارة عظيمة لتثبيت قلوبهم.
3- التنبيه على عيب الاستعجال: ختم ﷺ حديثه بتوجيه لطيف لهم بأن سبب شكواهم واستعجالهم للنصر هو طبيعة البشر في الاستعجال، بينما تقدير الله تعالى يأتي في وقته المحكم الذي فيه الخير والمصلحة.
الدروس المستفادة والعبر:
1- الصبر على أذى الطريق: طريق الدعوة إلى الله وعمل الخير لا يخلو من المشاق والابتلاءات، والصبر عليها هو سبيل النجاح.
2- الثبات على الم principle: الإيمان الحقيقي يجعلك ثابتاً كالجبل، لا تزعزعه المصاعب ولا تنال منه الشدائد، بل تزيده قوة وثباتاً.
3- الثقة في نصر الله: الوعد الإلهي بنصرة الدين وتحقيق الأمن للمسلمين وعد حق، يجب أن يملأ قلوب المؤمنين ثقة وأملاً، خاصة في أوقات الشدة.
4- الاستعجال من طبيعة البشر: ينبغي على المسلم أن يتجنب الاستعجال ويتحلى بالصبر، ويتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب.
5- رفع الهمم: الحديث يرفع همة الداعية والمؤمن، ويذكره بأن ما يعانيه من أجل دينه هو جزء من سنة الابتلاء، وأن العاقبة للمتقين.
6- حسن التربية والتوجيه: أسلوب النبي ﷺ في الرد على شكوى أصحابه كان تربوياً عظيماً، بالمواساة والتبشير والتنبيه، دون توبيخ أو تقريع.
خاتمة:
هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، وهو مشتمل على التسلية للصابرين، والوعد الصادق للمؤمنين، والتحذير من الاستعجال، وهو نور لكل داعية ومسلم يواجه صعوبات في سبيل إيمانه ودعوته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المناقب (٣٦١٢) عن محمد بن المثنى، حدّثنا يحيى، عن إسماعيل، حدّثنا قيس، عن خباب بن الأرت، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 512 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت

  • 📜 حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب