إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه

حديث: إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٥)﴾

عن قيس بن أبي حازم قال: قرأ أبو بكر الصديق هذه الآية ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [سورة المائدة: ١٠٥] قال: إن الناس يضعون هذه الآية على غير موضعها، ألا وإني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم، فلم يأخذوا على يديه -أو قال: المنكر- فلم يغيروه، عمَّهم اللَّه بعقابه».

صحيح: رواه أبو داود (٤٣٣٨)، والترمذي (٢١٦٨ و٣٠٥٧)، وابن ماجه (٤٠٠٥)، وأحمد (١)، وصحّحه ابن حبان (٣٠٤) كلهم من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث ومصدره:

هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

1. شرح المفردات:

● عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ: أي اهتموا بأنفسكم، وأصلحوا شأنكم، وحاسبوا أنفسكم.
● لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ: أي لن يضركم ضلال الضالين وهلاك الهالكين إذا كنتم مهتدين مستقيمين على الطريق الصحيح.
● الظالم: كل من تجاوز حدوده وانتهك حقوق الله أو حقوق العباد.
● فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ: أي لم يمنعوه من ظلمه، ولم يردعوه عن منكره.
● عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ: أي شملهم الله تعالى بعقابه وعذابه، فعمهم جميعًا.

2. شرح الحديث:

يبدأ الحديث بذكر أبي بكر الصديق رضي الله عنه لآية من سورة المائدة، وهي قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾، ويبين أن بعض الناس قد فهموا هذه الآية فهمًا خاطئًا، حيث ظنوا أن المعنى هو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاكتفاء بإصلاح النفس فقط، دون الاهتمام بإصلاح المجتمع.
ثم يرد أبو بكر على هذا الفهم الخاطئ بذكر الحديث النبوي الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يحذر من عاقبة السكوت عن المنكر وترك تغييره. فمعنى الحديث: أن المسلمين إذا رأوا منكرًا أو ظلمًا واقعًا بينهم، فسكتوا عنه ولم يغيروه، ولم يمنعوا فاعله، فإن عقاب الله سيعم الجميع، الصالح والطالح، لأنهم تقاعسوا عن الواجب الشرعي المطلوب منهم.
وهذا لا يتعارض مع معنى الآية، فالآية تأمر بإصلاح النفس والاهتداء، ولكن الاهتداء الكامل يشمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [آل عمران: 104].

3. الدروس المستفادة:

● وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فهو من أعظم شعائر الإسلام، وبه تحفظ الأمة من الفساد والانحراف.
● خطورة السكوت عن المنكر: فإنه يعرض الأمة كلها لغضب الله وعقابه، وليس فقط الظالمين أو المنحرفين.
● تصحيح فهم النصوص الشرعية: فلا يجوز فهم الآيات أو الأحاديث بمعزل عن غيرها، بل يجب جمع النصوص ودراستها معًا لفهم المراد الحقيقي.
● المسؤولية الجماعية: فالأمة الإسلامية أمة واحدة، يسأل بعضها عن بعض، ويؤثر تقصير البعض في الجميع.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، إذا قام به بعض الناس سقط الإثم عن الباقين، وإذا تركوه جميعًا أثموا كلهم.
- يجب تغيير المنكر حسب الاستطاعة: باليد (أي بالسلطة والقوة) لمن له ولاية، ثم باللسان (النصيحة والوعظ)، ثم بالقلب (أي كراهية المنكر)، وذلك كما في الحديث الصحيح: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان خليفة للمسلمين، وقدوة في تطبيق شرع الله، فبيانه هذا يدل على حرصه على هداية الأمة وحمايتها من الانحراف.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويحفظنا من عقابه وغضبه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٣٣٨)، والترمذي (٢١٦٨ و٣٠٥٧)، وابن ماجه (٤٠٠٥)، وأحمد (١)، وصحّحه ابن حبان (٣٠٤) كلهم من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: فذكره. واللفظ لابن حبان.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح». وقال في الموضع الثاني: «وقد رواه غير واحد، عن إسماعيل بن أبي خالد نحو هذا الحديث مرفوعا. وروى بعضهم عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي بكر قوله، ولم يرفعوه».
قال الأعظمي: الرفع فيه زيادة علم وهو حجة عند الجمهور.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 517 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه

📜 حديث: إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية