حديث: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤)﴾

عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول اللَّه ﷺ، فلم أجبه، فقلت: يا رسول اللَّه! إني كنت أصلي، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾، ثم قال لي: «لأعلّمنّك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل: «لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن». قال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٧٤)، عن مسدد، حدّثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال: فذكره.

عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول اللَّه ﷺ، فلم أجبه، فقلت: يا رسول اللَّه! إني كنت أصلي، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾، ثم قال لي: «لأعلّمنّك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل: «لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن». قال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر جليلة. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● أبو سعيد بن المعلى: صحابي جليل من الأنصار، رضي الله عنه.
● فلم أجبه: أي لم أستجب لدعوته مباشرة بسبب الصلاة.
● اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ: أي أجيبوا دعاء الله ورسوله وانقادوا لأمرهما.
● لِمَا يُحْيِيكُمْ: لما يحيي قلوبكم بالإيمان والحكمة، أو لما يحيي أبدانكم بالهدى والبركة.
● سورة هي أعظم السور: أي أفضل السور وأعلاها منزلة.
● السَّبْعُ الْمَثَانِي: هي سورة الفاتحة، وسُميت بذلك لأنها سبع آيات، وتُثنى أي تُكرر في كل ركعة.
● الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ: أي القرآن الكريم العظيم الشأن.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد بن المعلى رضي الله عنه أنه كان يصلي في المسجد، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجبّه مباشرة لأنه كان منشغلاً بالصلاة. فلما انتهى من صلاته، اعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إني كنت أصلي"، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجوب الاستجابة لدعوة الله ورسوله، حتى لو كان المرء في الصلاة، إذا كان الدعاء لمصلحة عامة أو أمر مهم، واستشهد بالآية الكريمة: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]. ثم بشرّه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيعلمه سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن يغادر المسجد. فأخذ بيده، وعندما همّ بالخروج، ذكّره أبو سعيد بوعده، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه السورة هي سورة الفاتحة، التي تسمى "السبع المثاني" و"القرآن العظيم".

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب استجابة الدعوة لله ورسوله: وذلك بالانقياد لأوامر الشرع واجتناب نواهيه، وخصوصًا إذا دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لأمر فيه مصلحة.
● فضل سورة الفاتحة: فهي أعظم سورة في القرآن كما في هذا الحديث، وفي حديث آخر: "ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها". وهي ركن من أركان الصلاة لا تصح إلا بها.
● أهمية تعليم العلم ونشره: حيث حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه حتى في اللحظات العابرة.
● التذكير بالوعود والوفاء بها: فقد ذكّر أبو سعيد النبي صلى الله عليه وسلم بوعده، وفىّ النبي به، مما يدل على أهمية الوفاء بالعهد.
● مشروعية الاعتذار بأدب: كما فعل أبو سعيد عندما اعتذر بلطف عن عدم إجابته مباشرة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- سورة الفاتحة لها أسماء كثيرة تدل على عظمتها، منها: "أم القرآن"، و"الشافية"، و"الكافية"، و"الوافية".
- وهي السورة التي لا تصح الصلاة بدونها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
- فيها من المعاني العظيمة ما يجعلها منهج حياة للمسلم: من الثناء على الله، والتوحيد، والعبادة، والاستعانة، والدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٧٤)، عن مسدد، حدّثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 514 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن

  • 📜 حديث: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب