حديث: لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧)﴾
ضعيف: رواه الطبري في تفسيره (١١/ ١٢٢)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٨٩٧٥) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت عبد اللَّه بن أبى قتادة، يقول: فذكره، ولكنه مرسل.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي ذكر يُروى عن عبد الله بن أبي قتادة رضي الله عنه، وهو يتعلق بسبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].
1. شرح المفردات:
● تَخُونُوا: الخيانة هي نقيض الأمانة، وهي التقصير في الوفاء بالعهد والثقة.
● أَمَانَاتِكُمْ: جمع أمانة، وهي كل ما اؤتمن عليه الإنسان من حقوق الله وحقوق العباد.
● أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ: صحابي جليل من الأنصار، كان من نقباء المدينة في بيعة العقبة.
2. شرح الحديث وسبب النزول:
ذكر المفسرون وأهل السير أن هذه الآية نزلت في شأن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه، وذلك في قصة بني قريظة.
القصة بإيجاز:
عندما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني قريظة لخيانتهم العهد، استشاروا أبا لبابة في أمر الاستسلام لحكم النبي صلى الله عليه وسلم. فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه، يعني أن الحكم سيكون القتل. ثم ندم على ذلك ندمًا شديدًا، لأنه شعر بأنه خان أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم وأفشى سرًا عسكريًا، فربط نفسه بسارية المسجد وتاب إلى الله، حتى نزلت الآية تعاتب المؤمنين على الخيانة، وكانت توبة أبي لبابة مقبولة، حيث عفا الله عنه بعد أن تاب توبة نصوحًا.
3. الدروس المستفادة:
● خطورة الخيانة: خصوصا خيانة الله ورسوله والأمانات، فهي من كبائر الذنوب.
● وجوب حفظ الأمانة: سواء كانت أمانة في الكلام، أو في العمل، أو في الأسرار.
● التوبة النصوح: أن باب التوبة مفتوح، وأن الله يقبل توبة التائبين مهما عظم ذنبهم.
● الصدق مع الله والرسول: يجب على المؤمن أن يكون صادقًا مع الله ورسوله في كل الأمور.
4. معلومات إضافية:
- هذه القصة مذكورة في كتب التفسير والسير، كتفسير الطبري وابن كثير، وسيرة ابن هشام.
- أبو لبابة رضي الله عنه تاب توبة عظيمة، وبقي مربوطًا في المسجد ست ليالٍ حتى نزلت توبته بقوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ...} [التوبة: 102]، فحلّه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك.
- الآية تحذر المؤمنين من الخيانة في أي صورة من صورها، سواء في الغنائم، أو في الأسرار، أو في الالتزام بالشرع.
نسأل الله أن يجعلنا من الحافظين للأمانة، البعدين عن الخيانة، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.
تخريج الحديث
وتفصيل القصة كما ذكر ابن إسحاق (السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ٢٣٦ - ٢٣٧)، قال: «ثم إنهم بعثوا (أي بنو قريظة) إلى رسول اللَّه ﷺ أن ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بني عمرو بن عوف. وكانوا حلفاء الأوس، لنستشيره في أمرنا، فأرسله رسول اللَّه ﷺ إليهم. فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه، فرقّ لهم، وقالوا له: يا أبا لبابة! أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه إنه الذبح. قال أبو لبابة: فواللَّه ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنتُ اللَّه ورسوله ﷺ، ثم انطلق أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول اللَّه ﷺ حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده. وقال: لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب اللَّه علي مما صنعت. وعاهد اللَّه أن لا أطأ بني قريظة أبدا، ولا أرى في بلد خنت اللَّه ورسوله فيه أبدا.
قال ابن إسحاق: «فلما بلغ رسول اللَّه ﷺ خبره. وكان قد استبطأه، قال: «أما إنه لو جاءني لاستغفرتُ له، فأما إذ قد فعل ما فعل، فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب اللَّه عليه».
قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط أن توبة أبي لبابة نزلت على رسول اللَّه ﷺ من السحر وهو في بيت أم سلمة. فقالت أم سلمة: فسمعت رسول اللَّه ﷺ من السحر وهو يضحك. قالت، فقلت: مم تضحك، يا رسول اللَّه؟ أضحك اللَّه سنك. قال: «تيب على أبي لبابة». قالت: قلت: أفلا أبشّره يا رسول اللَّه؟ قال: «بلى، إن شئت».
قال: فقامت على باب حجرتها، وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب فقالت: يا أبا لبابة أبشر فقد تاب اللَّه عليك. قالت: «فثار الناس إليه ليطلقوه، فقال: لا، واللَّه حتى يكون رسول اللَّه ﷺ هو الذي يطلقني بيده. فلما مر عليه رسول اللَّه ﷺ خارجا إلى صلاة الصبح أطلقه.
واستغفار النبي ﷺ لمن جاء إليه خاص بحياته، والكلام عليه مبسوط في تفسير سورة النساء: ٦٤.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 518 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 493 توزيع الغنائم في غزوة بدر
- 494 الأنفال المغانم كانت لرسول الله خالصة
- 495 ضعه من حيث أخذته
- 496 سألت النبي سيفاً ليس له ولا لي فوهبه لي
- 497 أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم
- 498 عن أبي أيوب: أنزل الله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين...
- 499 لما كان يوم بدر نظر رسول الله إلى المشركين وهم...
- 500 اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم
- 501 أفضل الملائكة هم من شهدوا بدرا
- 502 هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب
- 503 ما فينا إلا نائم إلا رسول الله تحت شجرة يصلي...
- 504 النعاس في مصاف يوم بدر وسقوط السيف من اليد
- 505 تحت الشجر والحجف نستظل من المطر
- 506 قذف المحصنات المؤمنات الغافلات
- 507 من يولهم يومئذ دبره
- 508 رفع رسول الله يده يوم بدر وقال: يا رب إن...
- 509 رمى رسول الله ﷺ بالحصيات فانهزموا
- 510 اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا يعرف فأحنه الغداة
- 511 قتل أبي جهل في غزوة بدر
- 512 يتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى...
- 513 شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون
- 514 لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن
- 515 القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن
- 516 من تركوا من يخرق في السفينة هلكوا جميعا
- 517 إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمهم الله بعقابه
- 518 لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
- 519 شاهت الوجوه ثم حصبهم بها
- 520 اجتماع قريش في دار الندوة ومكرهم بالنبي ﷺ
- 521 عن أبي جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من...
- 522 لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما...
- 523 ويلكم قد قد
- 524 كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة
- 525 من احسن في الإسلام لم يؤاخذ بعمل الجاهلية
- 526 أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية، من صدقة أو...
- 527 الإسلام يهدم ما كان قبله
- 528 الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه،...
- 529 أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟
- 530 أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا...
- 531 أغتر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي
- 532 كان محمد يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة
- 533 أيما قرية أتيتموها وأقمتم فيها فسهمكم فيها
- 534 صلى النبي ﷺ إلى بعير وقال: لا يحل لي من...
- 535 كان النبي ﷺ أعطاني شارفا من الخمس
- 536 النبي ﷺ يقول: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد
- 537 للفرس سهمان وللرجل سهم
- 538 هل كان رسول الله يغزو بالنساء؟
- 539 من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه
- 540 عن ابن عباس في قوله: إن كنتم آمنتم بالله وما...
- 541 خرج رسول الله ﷺ يريد عير قريش، حتى جمع الله...
- 542 خروج النبي ﷺ لأخذ تجارة قريش مع أبي سفيان
معلومات عن حديث: لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
📜 حديث: لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








