حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١)﴾
وكان رسول الله ﷺ يجيء، فيقوم على الباب، فيقول: «كيف تيكم؟». حتى جاء يوما، فقال: «أبشري، يا عائشة! فقد أنزل الله عذرك». فقالت: بحمد الله لا بحمدك. قال: وأنزل في ذلك عشر آيات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ قال: فحدّ رسول الله ﷺ مسطح وحمنة وحسان.
حسن: رواه البزار (٨٠١١) واللفظ له، وأبو يعلى (٣٠٧)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ١٢٩) كلهم من طريق عمرو بن خليفة البكراوي، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه يتعلق بحادثة الإفك، وهي من الأحداث المهمة في السيرة النبوية، والتي نزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة. سأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا وفق الكتب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، مع التركيز على النقاط المطلوبة.
1. شرح المفردات:
● أقرع بين نسائه: أي أجرى القرعة (أي السهم أو الورقة التي تكتب عليها الأسماء) ليختار من تخرج معه في السفر من زوجاته.
● غزوة بني المصطلق: هي غزوة وقعت في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة ضد قبيلة بني المصطلق.
● انحلت قلادتها: أي انفكت عقدها أو انحلت خيوطه.
● مسطح: هو مسطح بن أثاثة، وكان فقيرًا يتيمًا في كفالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
● صفوان بن المعطل السلمي: هو صحابي جليل، كان يتخلف عن الجيش لجمع ما يسقط من متاعهم.
● الإداوة: إناء صغير من جلد يوضع فيه الماء للوضوء أو الشرب.
● غطى وجهه عنها: أي أدار وجهه أو غطاه احترامًا لها وتحرجًا من النظر إليها.
● أنزل الله عذرك: أي برأك الله مما رميت به من الإفك والبهتان.
● حدّ رسول الله ﷺ: أي أقيم عليه حد القذف (وهو الجلد) لأنه افترى على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
2. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بذكر أن النبي ﷺ كان إذا أراد السفر أقرع بين نسائه لاختيار من تصحبه، وذلك تحقيقًا للعدل بينهن. ففي غزوة بني المصطلق، أصابت القرعة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فخرجت معه.
وفي طريق العودة، عندما كان الجيش نازلًا في مكان، خرجت عائشة لحاجتها (للقضاء)، فانحلت قلادتها (وهو عقد من جَزْعٍ ظفاري أهداه لها النبي ﷺ)، فذهبت تبحث عنه. وعندما عادت، وجدت أن الجيش قد ارتحل دون أن يلاحظوا غيابها لأنها كانت في هودجها (محملها) وكانوا يظنونها فيه. وكان من عادة الجيش أن لا ينتبهوا لخفّة الهودج لأنها كانت خفيفة الوزن.
ثم جاء صفوان بن المعطل السلمي، وكان يتخلف عن الجيش لجمع ما يسقط من متاعهم، فرأى عائشة فعرفها، فغطى وجهه عنها أدبًا واحترامًا، ثم قدّم لها بعيره لتركبه، وسار بها حتى أدركا الجيش. فلما رآهما الناس، تكلم بعض المنافقين والضعاف بالإفك والبهتان، واتهموها بما برأها الله منه.
واشتهر هذا الكذب بين الناس، حتى بلغ النبي ﷺ، فحزن حزنًا شديدًا، وكان يأتي إلى عائشة وهي في بيت أبيها، ويقول على الباب: «كيف تيكم؟» (أي كيف حالكم؟)، يسأل عن صحتها وحالها، ولكنه لم يقل لها شيئًا مباشرة عن التهمة.
واستمر الأمر شهرًا كاملًا، حتى أنزل الله براءتها في القرآن الكريم، فجاء النبي ﷺ إلى عائشة وبشرها بنزول الوحي بتبرئتها، فقالت: «بحمد الله لا بحمدك»، تعني أن تبرئتها من الله وليس بفعل أحد، وكان ذلك لحظة فرح عظيم.
ونزل في شأن هذه الحادثة عشر آيات من سورة النور، ابتداء من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ [النور: 11]، إلى قوله تعالى: ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ [النور: 12]، وغيرها.
ثم إن النبي ﷺ أقيم الحد على من شارك في spreading الإفك، وهم مسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش (أخت زينب بنت جحش)، وحسان بن ثابت، لأنهم قذفوا أم المؤمنين، والقذف حدّه ثمانون جلدة.
3. الدروس المستفادة منه:
● عدل النبي ﷺ: حيث كان يقرع بين نسائه في السفر لتحقيق العدل.
● براءة أم المؤمنين عائشة: وهي من أعظم الدروس، حيث برأها الله في القرآن، مما يدل على طهارتها وعفتها.
● خطورة القذف والغيبة: فالإفك هو الكذب والافتراء، وهو من الكبائر، وقد نزل القرآن يحذر منه.
● الصبر على البلاء: فقد صبرت عائشة شهرًا كاملًا على هذه التهمة حتى نزل براءتها.
● الأدب مع النساء: كما فعل صفوان بن المعطل عندما غطى وجهه وأدنى بعيره بأدب.
● عقوبة القذف: حيث أقيم الحد على من تكلم بالإفك، وهذا دليل على أن الحدود شرعت للحفاظ على أعراض الناس.
● قوة الإيمان بالله: حيث قالت عائشة: «بحمد الله لا بحمدك»، مما يدل على توكلها على الله وحده.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذه الحادثة وردت في صحيح البخاري ومسلم، وهي من الأحاديث المتواترة.
- الآيات التي نزلت في براءة عائشة هي من آيات سورة النور، من الآية 11 إلى الآية 20 تقريبًا.
- صفوان بن المعطل برأه الله مما قيل عنه، وكان من الفضلاء،
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عمرو بن خليفة البكراوي، وشيخه محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة - فكلاهما حسن الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 988 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 963 إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما
- 964 بين النفختين أربعون ويبلي كل شيء إلا عجب الذنب
- 965 ائتدموا بالزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة
- 966 الله طيب لا يقبل إلا طيبا ومطعمه حرام فأنى يستجاب...
- 967 أكلنا العلهز يعني الوبر والدم
- 968 قال الله: ليس أول الخلق بأهون علي من إعادته
- 969 أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين
- 970 أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم
- 971 اللهم إني أعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا
- 972 يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم...
- 973 أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة إني لا أملك لكم...
- 974 العمل الصالح هو الفيصل يوم القيامة
- 975 قراءة سورة المؤمنون على المريض تبرئه
- 976 أمرنا رسول الله ﷺ أن نقول إذا أمسينا وأصبحنا: أفحسبتم...
- 977 القضاء بكتاب الله في حد الزنا والرجم
- 978 مرثد يحمل الأسرى من مكة إلى المدينة ويسأل عن نكاح...
- 979 الزاني لا ينكح إلا زانية
- 980 الزاني المجلود لا ينكح إلا مثله
- 981 رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه
- 982 البيّنة أو حد في ظهرك
- 983 الرجل ينفي الولد من امرأته فيأمرهما النبي ﷺ بالملاعنة.
- 984 لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف
- 985 لو وجدت مع أهلي رجلا لم أمسه حتى آتي بأربعة...
- 986 عن عائشة: خرج سهمي مع رسول الله ﷺ في غزوة
- 987 عذري نزل النبي على المنبر وتلا القرآن
- 988 أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك
- 989 قالت عائشة: وددت أني كنت نسيا منسيا
- 990 حسان بن ثابت ينشد عائشة شعرا ويشبب بأبيات له
- 991 هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
- 992 عائشة: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ﴾ قالت: عبد الله بن أبي ابن...
- 993 إذ تلقونه بألسنتكم واللق الكذب
- 994 العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار أبعد ما بين...
- 995 ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
- 996 لا يأتل أولو الفضل منكم أن يؤتوا
- 997 كفارة اليمين لمن رأى خيرا من حلفه
- 998 رميت بما رميت به وأنا غافلة
- 999 كنا عند رسول الله ﷺ، فضحك، فقال: هل تدرون مم...
- 1000 فخذه ولحمه وعظامه تنطق بعمله
- 1001 الرجوع عند عدم الاذن بعد الاستئذان ثلاثا
- 1002 من ذا فقلت أنا فقال أنا أنا
- 1003 كان رسول الله ﷺ إذا أتى باب قوم لم يستقبل...
- 1004 سألت رسول الله ﷺ عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف...
- 1005 لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة
- 1006 إعطاء الطريق حقها: غض البصر وكف الأذى ورد السلام
- 1007 العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام
- 1008 من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن...
- 1009 الله أحق أن يستحيا منه من الناس
- 1010 احتجبا منه ألستما تبصرانه
- 1011 يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن...
- 1012 نساء الأنصار أشد تصديقا بكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل
معلومات عن حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك
📜 حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








