حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١)﴾

عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأصاب عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق، فلما كان في جوف الليل انطلقت عائشة لحاجة، فانحلت قلادتها، فذهبت في طلبها، وكان مسطح يتيما لأبي بكر، وفي عياله. فلما رجعت عائشة لم تر العسكر، قال: وكان صفوان بن المعطل السلمي يتخلف من الناس، فيصيب القدح والجراب والإداوة، - أحسبه قال: - فيحمله، قال: فنظر، فإذا عائشة، فغطى - أحسبه قال: - وجهه عنها، ثم أدنى بعيره منها. قال: فانتهى إلى العسكر، فقالوا قولا - أو قالوا فيه - ثم ذكر الحديث حتى انتهى. قال:
وكان رسول الله ﷺ يجيء، فيقوم على الباب، فيقول: «كيف تيكم؟». حتى جاء يوما، فقال: «أبشري، يا عائشة! فقد أنزل الله عذرك». فقالت: بحمد الله لا بحمدك. قال: وأنزل في ذلك عشر آيات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ قال: فحدّ رسول الله ﷺ مسطح وحمنة وحسان.

حسن: رواه البزار (٨٠١١) واللفظ له، وأبو يعلى (٣٠٧)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ١٢٩) كلهم من طريق عمرو بن خليفة البكراوي، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأصاب عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق، فلما كان في جوف الليل انطلقت عائشة لحاجة، فانحلت قلادتها، فذهبت في طلبها، وكان مسطح يتيما لأبي بكر، وفي عياله. فلما رجعت عائشة لم تر العسكر، قال: وكان صفوان بن المعطل السلمي يتخلف من الناس، فيصيب القدح والجراب والإداوة، - أحسبه قال: - فيحمله، قال: فنظر، فإذا عائشة، فغطى - أحسبه قال: - وجهه عنها، ثم أدنى بعيره منها. قال: فانتهى إلى العسكر، فقالوا قولا - أو قالوا فيه - ثم ذكر الحديث حتى انتهى. قال:
وكان رسول الله ﷺ يجيء، فيقوم على الباب، فيقول: «كيف تيكم؟». حتى جاء يوما، فقال: «أبشري، يا عائشة! فقد أنزل الله عذرك». فقالت: بحمد الله لا بحمدك. قال: وأنزل في ذلك عشر آيات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ قال: فحدّ رسول الله ﷺ مسطح وحمنة وحسان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه يتعلق بحادثة الإفك، وهي من الأحداث المهمة في السيرة النبوية، والتي نزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة. سأشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا وفق الكتب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، مع التركيز على النقاط المطلوبة.

1. شرح المفردات:


● أقرع بين نسائه: أي أجرى القرعة (أي السهم أو الورقة التي تكتب عليها الأسماء) ليختار من تخرج معه في السفر من زوجاته.
● غزوة بني المصطلق: هي غزوة وقعت في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة ضد قبيلة بني المصطلق.
● انحلت قلادتها: أي انفكت عقدها أو انحلت خيوطه.
● مسطح: هو مسطح بن أثاثة، وكان فقيرًا يتيمًا في كفالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
● صفوان بن المعطل السلمي: هو صحابي جليل، كان يتخلف عن الجيش لجمع ما يسقط من متاعهم.
● الإداوة: إناء صغير من جلد يوضع فيه الماء للوضوء أو الشرب.
● غطى وجهه عنها: أي أدار وجهه أو غطاه احترامًا لها وتحرجًا من النظر إليها.
● أنزل الله عذرك: أي برأك الله مما رميت به من الإفك والبهتان.
● حدّ رسول الله ﷺ: أي أقيم عليه حد القذف (وهو الجلد) لأنه افترى على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بذكر أن النبي ﷺ كان إذا أراد السفر أقرع بين نسائه لاختيار من تصحبه، وذلك تحقيقًا للعدل بينهن. ففي غزوة بني المصطلق، أصابت القرعة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فخرجت معه.
وفي طريق العودة، عندما كان الجيش نازلًا في مكان، خرجت عائشة لحاجتها (للقضاء)، فانحلت قلادتها (وهو عقد من جَزْعٍ ظفاري أهداه لها النبي ﷺ)، فذهبت تبحث عنه. وعندما عادت، وجدت أن الجيش قد ارتحل دون أن يلاحظوا غيابها لأنها كانت في هودجها (محملها) وكانوا يظنونها فيه. وكان من عادة الجيش أن لا ينتبهوا لخفّة الهودج لأنها كانت خفيفة الوزن.
ثم جاء صفوان بن المعطل السلمي، وكان يتخلف عن الجيش لجمع ما يسقط من متاعهم، فرأى عائشة فعرفها، فغطى وجهه عنها أدبًا واحترامًا، ثم قدّم لها بعيره لتركبه، وسار بها حتى أدركا الجيش. فلما رآهما الناس، تكلم بعض المنافقين والضعاف بالإفك والبهتان، واتهموها بما برأها الله منه.
واشتهر هذا الكذب بين الناس، حتى بلغ النبي ﷺ، فحزن حزنًا شديدًا، وكان يأتي إلى عائشة وهي في بيت أبيها، ويقول على الباب: «كيف تيكم؟» (أي كيف حالكم؟)، يسأل عن صحتها وحالها، ولكنه لم يقل لها شيئًا مباشرة عن التهمة.
واستمر الأمر شهرًا كاملًا، حتى أنزل الله براءتها في القرآن الكريم، فجاء النبي ﷺ إلى عائشة وبشرها بنزول الوحي بتبرئتها، فقالت: «بحمد الله لا بحمدك»، تعني أن تبرئتها من الله وليس بفعل أحد، وكان ذلك لحظة فرح عظيم.
ونزل في شأن هذه الحادثة عشر آيات من سورة النور، ابتداء من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ [النور: 11]، إلى قوله تعالى: ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ [النور: 12]، وغيرها.
ثم إن النبي ﷺ أقيم الحد على من شارك في spreading الإفك، وهم مسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش (أخت زينب بنت جحش)، وحسان بن ثابت، لأنهم قذفوا أم المؤمنين، والقذف حدّه ثمانون جلدة.

3. الدروس المستفادة منه:


● عدل النبي ﷺ: حيث كان يقرع بين نسائه في السفر لتحقيق العدل.
● براءة أم المؤمنين عائشة: وهي من أعظم الدروس، حيث برأها الله في القرآن، مما يدل على طهارتها وعفتها.
● خطورة القذف والغيبة: فالإفك هو الكذب والافتراء، وهو من الكبائر، وقد نزل القرآن يحذر منه.
● الصبر على البلاء: فقد صبرت عائشة شهرًا كاملًا على هذه التهمة حتى نزل براءتها.
● الأدب مع النساء: كما فعل صفوان بن المعطل عندما غطى وجهه وأدنى بعيره بأدب.
● عقوبة القذف: حيث أقيم الحد على من تكلم بالإفك، وهذا دليل على أن الحدود شرعت للحفاظ على أعراض الناس.
● قوة الإيمان بالله: حيث قالت عائشة: «بحمد الله لا بحمدك»، مما يدل على توكلها على الله وحده.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الحادثة وردت في صحيح البخاري ومسلم، وهي من الأحاديث المتواترة.
- الآيات التي نزلت في براءة عائشة هي من آيات سورة النور، من الآية 11 إلى الآية 20 تقريبًا.
- صفوان بن المعطل برأه الله مما قيل عنه، وكان من الفضلاء،
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٨٠١١) واللفظ له، وأبو يعلى (٣٠٧)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ١٢٩) كلهم من طريق عمرو بن خليفة البكراوي، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن خليفة البكراوي، وشيخه محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة - فكلاهما حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 988 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك

  • 📜 حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب