حديث: العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (١٥)﴾

عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب».

متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٤٧٧)، ومسلم في الزهد والرقائق (٥٠: ٢٩٨٨) كلاهما من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ».

أولاً. شرح المفردات:


● لَيَتَكَلَّمُ: يؤكد الحديث على أن هذا الفعل يقع بكثرة ومن العباد.
● بِالْكَلِمَةِ: الكلمة هنا تعني أي لفظ يخرج من اللسان، قليلاً كان أو كثيراً.
● مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا: أي لا يتأملها ولا يتفكر في عاقبتها وما تؤول إليه من خير أو شر. فهو يتكلم بها بسرعة ودون روية.
● يَهْوِي بِهَا: يسقط ويهوي في النار بسببها.
● أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ: هذا تمثيل لأعظم مسافة يمكن أن يتصورها الإنسان في ذلك الزمان، للدلالة على بعد الغور في النار وعظم العقوبة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن خطر اللسان وعظيم آثاره، حيث قد يتكلم الإنسان بكلمة واحدة يستهين بها، ولا يلقي لها بالاً، ولا يتدبر عاقبتها، فتكون سبباً في دخوله النار وهاويته فيها إلى مسافة بعيدة جداً، كبُعد المشرق عن المغرب.
والكلمة المقصودة هنا هي كلمة الكفر أو كلمة الإثم والعدوان التي تحبط العمل الصالح، أو التي تؤدي إلى فتنة عظيمة، أو التي فيها استهزاء بالدين أو بأهله. وقد فسّرها بعض العلماء بأنها الكلمة التي يرضى بها صاحبها وهو يعلم أنها تسخط الله تعالى.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطر اللسان: الحديث تحذير شديد من الاستهانة بالكلام وعدم التحكم في اللسان، فهو جارحة عظيمة قد تكون سبباً في الهلاك.
2- وجوب التثبت في الكلام: على المسلم أن يتفكر قبل أن يتكلم، ويسأل نفسه: هل في هذه الكلمة رضا لله؟ أم فيها سخطه؟ فإن كانت لله وفي الخير تكلم، وإلا فليمسك لسانه.
3- الكلمة مسؤولية: الكلمات لها أوزار وعواقب، وقد تُكتب للإنسان وهو لا يدري. فالكلمة الطيبة صدقة، والكلمة الخبيثة قد تكون جريمة.
4- لا يستصغر المسلم ذنباً: لا ينبغي للمسلم أن يستقل أي معصية، فالكلمة الواحدة قد تكون سبباً في العذاب العظيم. وهذا يدعو إلى المراقبة الدائمة لله في كل قول وفعل.
5- الحث على حفظ اللسان: من أعظم أسباب حفظ اللسان ذكر الله تعالى، وكثرة الاستغفار، وصحبة الصالحين الذين يذكرونك بالله.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يقرن غالباً بحديث آخر هو قوله ﷺ: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» (رواه الترمذي وهو حسن)، مما يؤكد المعنى نفسه.
- من الأمثلة على هذه الكلمة: السباب والشتائم، الغيبة والنميمة، الكذب، القذف، الاستهزاء بالدين أو بالصالحين، قول الكفر حتى لو كان مازحاً.
- العلاج يكون بالتعود على السكوت إلا من خير، والتفكير قبل النطق، ودعاء الله تعالى بأن يعصم اللسان من الزلل.
نسأل الله تعالى أن يعصم ألسنتنا من الزلل، وأن يجعلها دائماً ذاكرة له وشاكرة لنعمه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٤٧٧)، ومسلم في الزهد والرقائق (٥٠: ٢٩٨٨) كلاهما من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 994 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب

  • 📜 حديث: العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب