حديث: لا يأتل أولو الفضل منكم أن يؤتوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢)﴾

عن عائشة قالت في حديث طويل: قال أبو بكر الصديق - وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره -: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال، فأنزل الله: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ﴾ إلى قوله ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ قال أبو بكر الصديق: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه. وقال: والله لا أنزعها منه أبدا ... الحديث:

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٤١)، ومسلم في التوبة (٢٧٧٠) كلاهما من طرق عن الزهري، قال: حدثني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن
عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت في حديث طويل: قال أبو بكر الصديق - وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره -: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال، فأنزل الله: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ﴾ إلى قوله ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ قال أبو بكر الصديق: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه. وقال: والله لا أنزعها منه أبدا ... الحديث:

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث العظيم الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يحكي قصة من قصص الإفك، ويمثل موقفاً أخلاقياً رفيعاً لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويكشف عن عظمة القرآن في توجيه النفوس وتربيتها.

أولاً. شرح المفردات:


● يأتل: من الألية، وهي الحلف واليمين. وقوله (لا يأتل) أي لا يحلف.
● أولو الفضل: أصحاب السعة والغنى والقدرة على العطاء.
● أن يؤتوا: أن يعطوا.
● السعة: الغنى واليسار.
● الفضل: العطاء والإنفاق.
● يعدلوا: يسووا، أي يجعلوا الأمر معتدلاً لا إفراط فيه ولا تفريط.
● ألا تحبون: استفهام بمعنى التقرير والتوبيخ، أي أحقاً لا تحبون أن يغفر الله لكم؟

ثانياً. شرح الحديث:


السياق والقصة:
تدور أحداث هذا الحديث في أعقاب حادثة الإفك الشهيرة، التي اتُهمت فيها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بشبهة باطلة. وكان من بين من تلقف هذه الشبهة وروج لها مسطح بن أثاثة، وهو رجل من فقراء المسلمين وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينفق عليه لقرابته منه وفقره.
رد فعل أبي بكر الصديق:
عندما علم أبو بكر رضي الله عنه أن مسطحاً كان ممن شارك في إيذاء ابنته ورميها بالبهتان، غضب غضباً شديداً لله ولرسوله ولعرض ابنته الطاهر. فحلف بيمين مغلظة (والله لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً بعد الذي قال) قطعاً لمعونته عنه، انتصاراً للعرض والشرف، وغيرة على الدين.
نزول الآية الكريمة:
فأنزل الله تعالى توجيهاً ربانياً وحكمة إلهية، خاطب بها أصحاب الفضل والسعة من المسلمين، ومنهم أبو بكر رضي الله عنه، في قوله تعالى:
> {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22]
معنى الآية:
(ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة) : لا يحلفن أصحاب الغنى واليسار (مثل أبي بكر).
(أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله) : على أن يقطعوا العطاء عن أقاربهم والفقراء والمحتاجين من المهاجرين.
(وليعفوا وليصفحوا) : بل عليهم أن يعفوا عمن أساء إليهم، ويصفحوا عن ذنوبهم.
(ألا تحبون أن يغفر الله لكم) : فهلا تحبون أن يعفو الله عنكم ويصفح كما تعفون أنتم؟
(والله غفور رحيم) : فالله واسع المغفرة والرحمة، وهو يحب العافين عن الناس.
استجابة أبي بكر الفورية:
فما إن سمع أبو بكر رضي الله عنه هذا التوجيه الرباني حتى استجاب بكل روحه وقلبه. فلم يتردد ولم يتلكأ، بل قال: "بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي". فكانت محبته لمغفرة الله أعظم من غضبه لشخصه. فلم يكتف بكسر يمينه والتراجع عن القطع، بل عاد إلى الإنفاق على مسطح وزاد على ذلك، فحلف "والله لا أنزعها منه أبدا"، أي سيواصل الإنفاق عليه دائماً أبداً، تأكيداً على العفو والصفح، وطلباً لمغفرة الله تعالى.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة أبي بكر الصديق واستجابته لله ورسوله: فهو نموذج فريد في التضحية والطاعة المطلقة، حيث فضل رضا الله على انتصاراته الشخصية وغضبه.
2- قوة تأثير القرآن في تربية النفوس: كيف غيرت آية واحدة موقفاً كاملاً، وحولت الغضب إلى عفو، والقطيعة إلى صلة.
3- فضل العفو والصفح عند المقدرة: يحثنا الإسلام على كظم الغيظ والعفو عن الناس، وربط ذلك بمغفرة الله تعالى للعبد، كما في قوله: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}.
4- عدم جواز الحلف على قطيعة رحم أو ترك معروف: نهت الآية عن الحلف على ترك البر والإحسان، وخاصة للفقراء والأقارب.
5- كفارة اليمين: إذا حلف الإنسان على شيء ثم تبين له أن الخير في خلافه، فإنه يكفر عن يمينه ويعمل بما هو خير، كما فعل أبو بكر.
6- الحكمة من إنزال الآية في حق أبي بكر خاصة: لأن مكانته في الأمة عظيمة، فكان توجيهه درساً للأمة كلها في العفو والتصرف عند الغضب.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- **مس
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤١٤١)، ومسلم في التوبة (٢٧٧٠) كلاهما من طرق عن الزهري، قال: حدثني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن
عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عائشة فذكرته.
فمن حلف أنه لا يفعل خيرا فعليه أن يكفر عن يمينه، ويفعل الخير ولا يتركه من أجل اليمين، كما جاء في الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 996 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يأتل أولو الفضل منكم أن يؤتوا

  • 📜 حديث: لا يأتل أولو الفضل منكم أن يؤتوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يأتل أولو الفضل منكم أن يؤتوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يأتل أولو الفضل منكم أن يؤتوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يأتل أولو الفضل منكم أن يؤتوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب