حديث: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (١٦)﴾
حسن: رواه الواحدي في أسباب النزول (ص ٣٣٥) عن أبي عبد الرحمن بن أبي حامد العدل، قال: أخبرنا أبو بكر بن زكريا، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: أخبرنا الهيثم بن خارجة، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت عطاء الخراساني، عن الزهري، عن عروة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يتعلق بحادثة الإفك المشهورة، والتي كانت ابتلاءً عظيماً لها وللمسلمين، وكانت مناسبة لنزول آيات من القرآن تبرئتها وتوضح موقف المؤمن الصادق من الشائعات والأقوال الباطلة.
أولاً. شرح المفردات:
● حديث الإفك: الإفك في اللغة هو الكذب والصدّ عن الحق. والمقصود به هنا الفرية العظيمة التي افتراها المنافقون على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها باتهامها بالفاحشة، وهي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف.
● أبو أيوب الأنصاري: هو خالد بن زيد الأنصاري الخزرجي، من كبار الصحابة، ونزيل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته حين قدم المدينة، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم.
● بهتان عظيم: البهتان هو الكذب والافتراء العظيم الذي يبهت صاحبه (أي يدهشه ويحيره لكذبه الفاضح).
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا هذا الحديث عن موقف نبيل لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وأمه، عندما بلغتهم إشاعة الإفك الكاذبة.
- فقد جاءت زوجة أبي أيوب إليه وقالت له: "يا أبا أيوب! ألم تسمع بما تحدث الناس؟"، أي ألم تبلغك الشائعة التي ينتشرها الناس ويتحدثون بها؟
- فاستفهم منها "وما يتحدثون؟"، ولم يبادر بقبول الخبر أو ترديده، بل سأل عن حقيقة ما يقال.
- فأخبرته "بقول أهل الإفك"، أي نقلت إليه كلام المنافقين وأهل السوء الذين افتروا على أم المؤمنين عائشة.
- هنا كان رد أبي أيوب رضي الله عنه نموذجياً للمؤمن الذي يعقل كلامه، فقال: "ما يكون لنا أن نتكلم بهذا، سبحانك هذا بهتان عظيم".
● "ما يكون لنا أن نتكلم بهذا": أي ليس من الأدب ولا من الدين ولا من المروءة أن نتفوه بمثل هذا الكلام، أو ننقله، أو نصدقه. إنه موقف الرفض المبدئي للكلام القبيح.
● "سبحانك": وهو تنزيه لله تعالى، كأنه يقول: تنزيهاً لك يا الله عن أن يكون هذا الكلام صحيحاً، أو أن يقع مثل هذا من بيت النبوة.
● "هذا بهتان عظيم": أي هذا افتراء وكذب كبير لا شك فيه.
- ثم تخبر أم المؤمنين عائشة أن الله تعالى أنزل آية في القرآن تُثبت هذا الموقف النبيل، وتجعل منه منهجاً للمؤمنين عند سماع الإشاعات، فقال تعالى: ﴿وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: 16].
ومعنى الآية: هلا إذا سمعتم هذا الكلام الباطل قلتم من فوركم: لا ينبغي لنا أن نتكلم بهذا، تنزيهاً لك يا الله، هذا افتراء كبير.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- المنهج الرباني في التعامل مع الشائعات: يضع القرآن الكريم هنا قاعدة ذهبية لكل مؤمن: الرفض الفوري للكلام القبيح، وعدم ترديده أو نشره. فالسكوت عن الباطل مشاركة فيه، والواجب إنكاره والبراءة منه.
2- حماية أعراض المسلمين: خصوصا أعراض الصالحين وأهل بيت النبوة. فمجرد نقل الكلام السيء عنهم جريمة، ولو كان على سبيل الاستفسار أو "الفضول".
3- التثبت وعدم التسرع في تصديق الأخبار: موقف أبي أيوب لم يكن التهويل أو نقل الخبر لآخرين، بل كان السؤال ثم الرد الحكيم والرفض القاطع. وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ [الحجرات: 6].
4- التسبيح والتنزيه عند التعجب من القبح: تعليمنا الأدب مع الله حتى في لحظات الإنكار والتعجب، كما فعل أبو أيوب فقال "سبحانك".
5- جزاء العمل الصالح: أنزل الله تعالى موقف أبي أيوب في القرآن ليبقى ذكرى له ولزوجته إلى يوم القيامة، ويكون قدوة للمؤمنين.
6- عظمة القرآن وأنه يذكر المواقف التفصيلية: ليأخذ الناس منها العبرة، فالله تعالى يذكر لنا رد فعل أبي أيوب بالحرف تقريباً ليكون نبراساً لنا.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- حادثة الإفك وقعت في returning من غزوة بني المصطلق (في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة).
- البراءة الكاملة لأم المؤمنين عائشة جاءت في أكثر من عشر آيات من سورة النور، مما يدل على عظم مكانتها وبراءتها عند الله.
- الآية التي نزلت في حق أبي أيوب (الآية 16 من سورة النور) هي توجيه عام للأمة كلها في كيفية التعامل مع الفاحشة والإشاعات.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة والبهتان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عطاء الخراساني، فإنه حسن الحديث. وقد نقم عليه كثرة الإرسال، فقد نص ابن معين وابن حبان وغيرهما أنه لم يلق أحدا من الصحابة، وأما كونه وصف بالتدليس كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب. فهذا لم أقف على أحد من المتقدمين من قال بذلك، وقد يكون وصفه بالتدليس بمعنى الإرسال.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 995 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 970 أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم
- 971 اللهم إني أعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا
- 972 يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم...
- 973 أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة إني لا أملك لكم...
- 974 العمل الصالح هو الفيصل يوم القيامة
- 975 قراءة سورة المؤمنون على المريض تبرئه
- 976 أمرنا رسول الله ﷺ أن نقول إذا أمسينا وأصبحنا: أفحسبتم...
- 977 القضاء بكتاب الله في حد الزنا والرجم
- 978 مرثد يحمل الأسرى من مكة إلى المدينة ويسأل عن نكاح...
- 979 الزاني لا ينكح إلا زانية
- 980 الزاني المجلود لا ينكح إلا مثله
- 981 رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه
- 982 البيّنة أو حد في ظهرك
- 983 الرجل ينفي الولد من امرأته فيأمرهما النبي ﷺ بالملاعنة.
- 984 لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف
- 985 لو وجدت مع أهلي رجلا لم أمسه حتى آتي بأربعة...
- 986 عن عائشة: خرج سهمي مع رسول الله ﷺ في غزوة
- 987 عذري نزل النبي على المنبر وتلا القرآن
- 988 أنزل الله عذر عائشة في حادثة الإفك
- 989 قالت عائشة: وددت أني كنت نسيا منسيا
- 990 حسان بن ثابت ينشد عائشة شعرا ويشبب بأبيات له
- 991 هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
- 992 عائشة: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ﴾ قالت: عبد الله بن أبي ابن...
- 993 إذ تلقونه بألسنتكم واللق الكذب
- 994 العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار أبعد ما بين...
- 995 ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
- 996 لا يأتل أولو الفضل منكم أن يؤتوا
- 997 كفارة اليمين لمن رأى خيرا من حلفه
- 998 رميت بما رميت به وأنا غافلة
- 999 كنا عند رسول الله ﷺ، فضحك، فقال: هل تدرون مم...
- 1000 فخذه ولحمه وعظامه تنطق بعمله
- 1001 الرجوع عند عدم الاذن بعد الاستئذان ثلاثا
- 1002 من ذا فقلت أنا فقال أنا أنا
- 1003 كان رسول الله ﷺ إذا أتى باب قوم لم يستقبل...
- 1004 سألت رسول الله ﷺ عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف...
- 1005 لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة
- 1006 إعطاء الطريق حقها: غض البصر وكف الأذى ورد السلام
- 1007 العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام
- 1008 من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن...
- 1009 الله أحق أن يستحيا منه من الناس
- 1010 احتجبا منه ألستما تبصرانه
- 1011 يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن...
- 1012 نساء الأنصار أشد تصديقا بكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل
- 1013 ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك
- 1014 عنوان الحديث: "لا يدخل هؤلاء عليكم" قاله رسول الله ﷺ...
- 1015 عن عائشة: لا يدخلن عليكن المخنث
- 1016 أتوب في اليوم إليه مائة مرة
- 1017 ثلاثة حق على الله عونهم: الغازي والمكاتب والناكح يريد العفاف
- 1018 يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج
- 1019 ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا
معلومات عن حديث: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
📜 حديث: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








