ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط

حديث: ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط،
ولا يطأ عقبه رجلان.

حسن: رواه أبو داود (٣٧٧٠)، وابن ماجه (٢٤٤)، وأحمد (٦٥٤٩) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط،
ولا يطأ عقبه رجلان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام الترمذي في سننه، وهو حديث صحيح، وفيه أدب من آداب الطعام والمشي التي كان يتحلى بها نبينا الكريم ﷺ.

أولاً. شرح المفردات:

● مُتَّكِئًا: أي معتمدًا على شيء، كوسادة أو جدار أو متكئًا على جنبه. وهو هيئة فيها استرخاء واتكاء أثناء الأكل، وكانت تُعَدُّ من علامات الترف والشبع عند العرب.
● يَطَأَ عَقِبَهُ: أي يمشي خلفه مباشرة بحيث يطأ الأرضَ مكانَ قدميه. والعقب هو مؤخرة القدم.
● رَجُلَان: أي شخصان. والمقصود أنه ﷺ لم يكن يمشي ومعه شخصان أو أكثر يسيران خلفه مباشرة في نفس خط سيره.

ثانيًا. شرح الحديث:

ينقسم الحديث إلى جزأين، لكل جزء معناه وأدبه:
الجزء الأول: "ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئًا قط"
هذا يصف أدب النبي ﷺ في هيئة الجلوس للأكل. فلم يكن ﷺ يأكل وهو متكئ على وسادة أو على جنبه، بل كان يجلس جلوسًا متواضعًا مهيأً للأكل، إما جاثيًا على ركبتيه (كالجلوس بين السجدتين) أو ناصبًا رجله اليمنى وجالسًا على اليسرى. وكان هذا من تواضعه ﷺ وكمال أدبه، وخروجه من هيئة المتكبرين والمترفين الذين يأكلون متكئين. كما أن الأكل متكئًا قد يضر بالصحة ويعيق الهضم السليم.
الجزء الثاني: "ولا يطأ عقبه رجلان"
هذا يصف أدبه ﷺ في المشي. فلم يكن يسير ومعه أصحابه في صف واحد خلفه مباشرة، كما يفعل مع العظماء والملوك. بل كان يمشي معهم إما بجواره أو في صف بجانبه، حتى لا يكونوا تبعًا له كالخدم، بل إخوانًا وأصحابًا. وهذا من تواضعه العظيم ﷺ وتواضعه في المشي مع أصحابه، حتى لا يُظهر أي تميز أو تكبر عليهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- التواضع في كل شيء: يظهر الحديث تواضع النبي ﷺ الخارق في أبسط أمور حياته، من الأكل والمشي.
2- آداب الطعام: الاستفادة من هدي النبي ﷺ في الجلوس للأكل جلوسًا متواضعًا يليق بالعبد أمام نعم الله، ويُعد من الأمور الصحية التي تساعد على الهضم.
3- التواضع مع الناس: نهج النبي ﷺ في المشي مع أصحابه يدل على كمال خلقه، فلم يُحب أن يمشي الناس خلفه تعظيمًا له، بل كان يريد أن يزرع فيهم معنى الأخوة والمساواة.
4- التخلي عن مظاهر الكبر: الاتكاء في الأكل ومشية التكبر (بأن يسير الناس خلف المرء) من صفات الجبابرة والمتكبرين، وقد نَبَهَنَا النبي ﷺ بفعله إلى تجنب هذه المظاهر كلها.
5- القدوة العملية: لم يكن النبي ﷺ ينهى عن شيء ثم يفعله، بل كان قدوة في تطبيق كل خلق جميل، فما نَهى عن الكبر ورآه من أفعال الجاهلية إلا وتركه في جميع أحواله.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تصف خلقه ﷺ وحسن أدبه في المطعم والمشرب والملبس والمشي.
- يستحب للمسلم أن يقتدي بهذا الهدي النبوي في جلوسه للأكل، فيجلس جلوسًا متواضعًا لا متكئًا.
- كما يستحب للإنسان، خاصة من كان في موقع قيادي أو مسؤول، أن يتواضع في مشيته مع الناس، فلا يتصرف كما يتصرف المتكبرون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٧٧٠)، وابن ماجه (٢٤٤)، وأحمد (٦٥٤٩) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، فذكره. وإسناده حسن من أجل شعيب بن عبد الله بن عمرو، وهو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو.
وقوله: «عن أبيه«يريد به أباه الأعلى وهو جده عبد الله بن عمرو بن العاص.
وقد جاء التصريح بذلك عند أحمد (٦٥٤٥) في إسناد حديث آخر: ... حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه عبد الله بن عمرو».
قوله: «ولا يطأ عقبه رجلان» أي لا يمشي رجلان خلفه، يعني أنه ﷺ لا يتقدم أصحابه في المشي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 439 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط

📜 حديث: ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية