لا نتوضأ مما مست النار

حديث: لا نتوضأ مما مست النار

عن جابر بن عبد الله أنه سأله عن الوضوء مما مست النار؟ فقال: لا، قد كنا زمان النبي ﷺ لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا قليلا، فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ.

صحيح: رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٥٧) عن إبراهيم بن المنذر، حدثني محمد بن فليح، حدثني أبي، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكره السائل حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وسأشرحه لكم شرحاً وافياً على النحو التالي:

1. شرح المفردات:

● مست النار: أي الطعام الذي طُبخ أو شُوي على النار، كاللحم والخبز.
● المناديل: جمع منديل، وهو ما يُمسح به اليد بعد الأكل.
● الأكف: جمع كف، وهو باطن اليد.
● السواعد: جمع ساعد، وهو من الكوع إلى المرفق.
● الأقدام: جمع قدم، وهي الرجل.

2. شرح الحديث:

يخبر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن شخصاً سأله عن حكم الوضوء من أكل الطعام الذي مسه النار (أي المطبوخ أو المشوي)، فأجابه بأنه لا وضوء من ذلك. ثم شرع في شرح السبب، فقال: إنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يجدون مثل هذا الطعام المطبوخ إلا نادراً وقليلاً، فإذا وجدوه وأكلوا منه، لم يكن عندهم مناديل ليمسحوا بها أيديهم، بل كانوا يمسحون أيديهم بأكفهم (أي يمسحون اليد اليمنى باليسرى والعكس) أو بسواعدهم (أي بالذراع) أو بأقدامهم (أي بالرجل أو النعل)، ثم يصلون دون أن يتوضؤوا من أكل ذلك الطعام.

3. الدروس المستفادة منه:

● عدم وجوب الوضوء من أكل ما مسته النار: وهذا هو الحكم الرئيسي من الحديث، حيث دل على أن الوضوء ليس واجباً من أكل الطعام المطبوخ، خلافاً لرأي بعض الفقهاء الذين أوجبوه.
● بيان حال الصحابة وزهدهم: يظهر من الحديث تواضع الصحابة وبساطة عيشهم، حيث كان الطعام المطبوخ نادراً عندهم، ولم تكن لديهم مناديل كما هو الحال الآن.
● التيسير ورفع الحرج: الحديث يدل على يسر الشريعة ورفعها للحرج، حيث لم توجب الوضوء من أكل المطبوخ مع قلة المناديل وانتقال أثر الطعام إلى اليد.
● الأخذ بالرخصة: الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعملون بالرخصة ويرفعون الحرج عن أنفسهم، وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل في مسألة الوضوء من الطعام المطبوخ، وقد استدل به جمهور العلماء على عدم وجوب الوضوء منه، وهو قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.
- خالف في ذلك أبو حنيفة رحمه الله، حيث رأى وجوب الوضوء من أكل ما مسته النار، ولكن الراجح هو قول الجمهور لقوة أدلتهم ومنها هذا الحديث.
- الحديث يدل على أن الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يجب الوضوء إلا من موجباته المتفق عليها كالنجاسات أو الخروج من الغائط والبول.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بالسنن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٥٧) عن إبراهيم بن المنذر، حدثني محمد بن فليح، حدثني أبي، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
قوله: «لم يكن لنا مناديل«قال ابن حجر: ومفهومه يدل على أنهم لو كانت لهم مناديل لمسحوا بها فيحمل حديث النهي (يعني قوله: لا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه كما في حديث جابر السابق عند مسلم) على من وجد ولا مفهوم له بل الحكم كذلك لو مسح بغير المنديل». فتح الباري (٩/ ٥٧٧).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 448 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا نتوضأ مما مست النار

📜 حديث: لا نتوضأ مما مست النار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا نتوضأ مما مست النار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا نتوضأ مما مست النار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا نتوضأ مما مست النار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية