حديث: الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب المؤمن يأكل ويشرب في معىً واحدٍ، والكافر يأكل ويشرب في سبعة أمعاء
صحيح: رواه أحمد (٢٦٨٤٥) عن وكيع قال: سمعت الأعمش قال: أظن أبا خالد الوالبي، ذكره عن ميمونة بنت الحارث، قالت: فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مَعًى وَاحِدٍ».
أولاً. شرح المفردات:
● الكافر: هو الذي جحد نعمة الله وكفر بها، ولم يشكر الله على رزقه.
● يأكل في سبعة أمعاء: كناية عن كثرة الأكل وشراهته، وعدم القناعة والاكتفاء.
● المؤمن: هو الذي يعترف بنعمة الله ويشكره عليها.
● في معى واحد: كناية عن قلة الأكل، والقناعة بما قسم الله، والاكتفاء باليسير.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حقيقة ظاهرة في سلوك الناس تجاه الطعام والرزق، فيقرر أن الكافر الذي لا يعترف بنعمة الله ولا يشكره، تجده دائم الجشع والشراهة، لا يقنع بما أعطيه، ولا يملأ عينيه إلا كثرة الطعام وتنوعه، وكأنه يأكل بسبعة أمعاء، فلا يشبع ولا يرضى.
أما المؤمن الذي يعلم أن الرزق من الله، ويشكره على نعمه، ويوقن بأن القليل مع القناعة خير من الكثير مع الحرص والطمع، فإنه يكتفي بالقدر القليل الذي يقيم صلبه، ويأكل كما يأكل العبد الذي يعلم أن الطعام وسيلة لا غاية، فيأكل في معى واحد، أي بقدر حاجته فقط دون إسراف أو تبذير.
وهذا ليس وصفاً لحالة الأمعاء البيولوجية بشكل حرفي، بل هو كناية بلاغية عن حالة القلب والنفس تجاه النعمة، فالكافر قلبه فارغ من الإيمان فامتلأ بالشهوات، والمؤمن قلبه مليء بالإيمان فاكتفى باليسير من الدنيا.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الشكر والقناعة من الإيمان: الحديث يربط بين سلوك الأكل وحالة الإيمان والكفر، فالقناعة وشكر النعمة من صفات المؤمن، والجشع والحرص من صفات الكافر.
2- ذم الإسراف في الطعام: النهي عن الإسراف في الأكل والشراب، وأن المؤمن يعتدل في طعامه وشرابه.
3- التوسط والاعتدال في الطعام: أن المؤمن يأكل ليقتات لا ليشبع، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن، بحسب ابن آدم أُكلات يُقمن صلبه».
4- التربية على الزهد: تربية النفس على الزهد في الدنيا وعدم التكالب عليها، فالمؤمن يرضى بما قسم الله له.
5- الفرق بين المؤمن والكافر في السلوك: أن الإيمان يظهر أثره على سلوك الإنسان وتصرفاته حتى في طريقة أكله وشربه.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر الإعجاز النبوي في وصف الحالات النفسية والسلوكية للإنسان.
- يستدل به العلماء على استحباب عدم الإكثار من الطعام، وأن القليل الذي يحصل به الشبع هو الأفضل للمؤمن.
- القناعة لا تعني عدم السعي للرزق، ولكن تعني الرضا بما قسم الله بعد بذل الأسباب.
أسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين القانعين، وأن يرزقنا القصد في الأمور كلها.
والله أعلم.
تخريج الحديث
واختلف على الأعمش فرواه وكيع كما رأيت، ورواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن الأعمش، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ميمونة، فذكرته.
وهذا الذي رجّحه الدارقطني في العلل (٤٠١٨)، وإسناده صحيح، وحصين بن عبد الرحمن هو السلمي أبو الهذيل الكوفي من رجال الجماعة.
وفي معناه ما روي عن نضلة بن عمرو الغفاري أنه لقي رسول الله ﷺ بمَريّيْن، فهجم عليه شوائل له فسقى رسول الله ﷺ، ثم شرب فضلة إناء، فامتلأ به، ثم قال: يا رسول الله! إن كنت لأشرب السبعة فما أمتلئ قال: فقال رسول الله ﷺ: «إن المؤمن يشرب في معى واحد وإن الكافر يشرب في سبعة أمعاء».
رواه أحمد (١٨٩٦٢) عن علي بن عبد الله قال: حدثني محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفاري المدني قال: حدثني جدي محمد بن معن، عن أبيه معن بن نضلة، عن نضلة بن عمرو الغفاري، فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل معن بن نضلة لم يرو عنه غير ابنه، ولم يوثق أحد غير ابن حبان ذكره في ثقاته، وهو من رجال التعجيل (١٠٥٧).
وفي معناه ما روي عن أبي بصرة الغفاري.
رواه أحمد (٢٧٢٢٦) عن يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني، عن أبي بصرة الغفاري، قال: فذكره. وفيه قصة.
وإسناده ضعيف من أجل يحيى بن إسحاق وهو السليحيني، ولم أقف من نص على أنه روى عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 463 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 438 لا آكل وأنا متكئ
- 439 ما رُئيَ رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط
- 440 إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا
- 441 إذا سقطت اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم...
- 442 إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها
- 443 إذا أكل أحدكم من الطعام فلا يمسح يده حتى يلعقها
- 444 لا تدرون في أيه البركة
- 445 إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيتهن...
- 446 يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها
- 447 استحباب لعق اليد بعد الطعام قبل مسحها
- 448 لا نتوضأ مما مست النار
- 449 إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط ما كان بها من...
- 450 أريد أن أصلي فأتوضأ؟
- 451 بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده
- 452 من نام وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا...
- 453 ما عاب النبي طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه...
- 454 طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة
- 455 طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية
- 456 المسلم يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 457 أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا، فأسلم، فكان يأكل أكلا...
- 458 كان ابن عمر، لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه
- 459 المؤمن يأكل في معى واحد والكافر في سبعة
- 460 معنى المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة...
- 461 المؤمن يأكل في معى واحد
- 462 المؤمن يشرب في معى واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء
- 463 الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد
- 464 أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا
- 465 من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد...
- 466 توفي النبي ﷺ حين شبعنا من الأسودين: التمر والماء.
- 467 ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟
- 468 ابدءوا بالعشاء ولا تعجلوا حتى تفرغوا منه
- 469 ابدءوا بالعشاء قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم
- 470 ابدءوا بالعشاء إذا وضع وأقيمت الصلاة
- 471 أكل رسول الله معنا وما مس ماء
- 472 أُتيَ النبي ﷺ ونحنُ في بيت ميمونة بضبّين مشويين
- 473 من محرم أكل صيدا وهو محرم
- 474 أكل النبي عرقا من قدر ثم صلى ولم يتوضأ.
- 475 احتز النبي من كتف شاة فدعي إلى الصلاة فألقاها ثم...
- 476 أخذ النبي الشفرة فجعل يحز لي بها من الجنبة المشوية
- 477 أكلنا مع رسول الله ﷺ شواء في المسجد
- 478 انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف
- 479 لا تحقرن شيئا من المعروف ولو أن تلقى أخاك بوجه...
- 480 إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق أو الماء
- 481 إذا ثردت فغطيه حتى يذهب فوره فإنه أعظم للبركة
- 482 الذراع كانت تعجب النبي ﷺ فنهس منها نهسة
- 483 انهسوا اللحم نهسا فإنه أهنأ وأمرأ
- 484 احتزاز النبي ﷺ من كتف شاة ثم صلاته بلا وضوء
- 485 لا تقارنوا فإن رسول الله نهى عن الإقران
- 486 اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم
- 487 ما كان النبي ﷺ يأكل على خوان
معلومات عن حديث: الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد
📜 حديث: الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








