حديث: ما عاب النبي طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يُعَابُ الطعامُ

عن أبي هريرة، قال: ما عاب النبي ﷺ طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه.
وفي رواية: كان إذا اشتهاه أكله، وإنْ لم يشتهه سكت.

متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٠٩)، ومسلم في الأشربة (٢٠٦٤: ١٨٧) كلاهما من طريق الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: ما عاب النبي ﷺ طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه.
وفي رواية: كان إذا اشتهاه أكله، وإنْ لم يشتهه سكت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تُظهر أدب النبي ﷺ وخلقه الكريم في جميع أحواله، حتى في تناول الطعام. وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● عاب: ذمَّ أو انتقد أو وجّه اللوم والعيب.
● طعاما: أي أي نوع من الأطعمة المقدمة له.
● اشتهاه: رغب فيه وأحبه وشعر بالرغبة في تناوله.
● كرهه: لم يُعجبه أو لم يشتهه.
● سكت: لم يتكلم فيه بسوء، ولم يذمه أو ينتقده.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ لم يكن يذم طعامًا قط، أي لم ينتقد أو يعيب أي طعام قُدّم له. فإذا كان الطعام مما يحبه ويشتهيه، أكله وشكر الله عليه، وإذا كان غير مرغوبٍ فيه أو لم يشتهه، تركه دون أن يعلق عليه تعليقًا سلبيًا أو يذمه.
وفي الرواية الثانية: "كان إذا اشتهاه أكله، وإن لم يشتهه سكت"، أي أنه إذا لم يرغب في الطعام، فإنه لا يذمه ولا ينتقده، بل يسكت ولا يتكلم فيه إلا بخير، أو لا يقول شيئًا على الإطلاق.

3. الدروس المستفادة منه:


● الأدب الرفيع: النبي ﷺ هو قدوتنا في الأدب، حتى في أبسط الأمور مثل الطعام والشراب. فلم يكن يجرح مشاعر من قدّم له الطعام بذمه أو انتقاده.
● مراعاة مشاعر الآخرين: ترك النبي ﷺ للطعام الذي لا يشتهيه دون تعليق سلبي يدل على مراعاة مشاعر من أعده وقدّمه، وحفاظًا على مشاعرهم من الإحراج أو الأذى.
● التقوى في التعامل: السكوت عن الشيء غير المرغوب فيه خير من الكلام الذي قد يؤذي الآخرين، وهذا من التقوى وحسن الخلق.
● الشكر والنعمة: عندما كان النبي ﷺ يشتهي الطعام ويأكله، كان يشكر الله على النعمة، وهذا يعلمنا أن نشكر الله على كل نعمة، كبيرة كانت أم صغيرة.
● التوسط والاعتدال: لم يكن النبي ﷺ يبالغ في المدح إذا أعجبه الطعام، ولا في الذم إذا لم يعجبه، بل كان متوازنًا في تعامله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3563) ومسلم في صحيحه (رقم 2064)، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- من الآداب الإسلامية التي نتعلمها من هذا الحديث: إذا دُعينا إلى طعام أو قُدّم لنا شيء، فلا نذمه إذا لم يعجبنا، بل نشكر ربنا ونشكر من قدّمه لنا، ونتركه بأدب.
- هذا الخلق النبوي يدل على كمال أدبه ﷺ، حتى مع الجماد والطعام، فكيف مع الناس؟!
- يمكن تطبيق هذا الأدب في حياتنا اليومية: في المنزل، عند الأصدقاء، في الدعوات، وغيرها، مما يجعل تعاملنا راقيًا ومؤثرًا إيجابيًا في الآخرين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقتدي بنبيه ﷺ في أدبه وخلقه وتعاملاته، وأن يرزقنا حسن الخلق وحسن المعاملة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٠٩)، ومسلم في الأشربة (٢٠٦٤: ١٨٧) كلاهما من طريق الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
والرواية الأخرى لمسلم (٢٠٦٤: ١٨٨) من طريق أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي يحيى مولى آل جعدة، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 453 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما عاب النبي طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه

  • 📜 حديث: ما عاب النبي طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما عاب النبي طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما عاب النبي طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما عاب النبي طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب