حديث: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من تتبع عورات المسلمين

عن المقدام بن معد يكرب وأبي أمامة أن النبي ﷺ قال: «إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم»

حسن: رواه الطبراني في مسند الشاميين (١٦٦٠) عن أحمد بن المعلى (هو الدمشقي)، ثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير، وكثير بن مرة، عن المقدام بن معدي كرب وأبي أمامة، فذكره.

عن المقدام بن معد يكرب وأبي أمامة أن النبي ﷺ قال: «إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن المقدام بن معد يكرب وأبي أمامة رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:
«إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم».


1. شرح المفردات:


● الأمير: الحاكم أو المسؤول الذي له ولاية على الناس.
● ابتغى: طلب وسعى في البحث.
● الريبة: التهمة والاشتباه في الناس دون دليل واضح، أو التفتيش عن عوراتهم وأسرارهم.
● أفسدهم: سبب فسادهم وأدى إلى تدهور أخلاقهم واختلال أمورهم.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث النبوي الشريف يحذر من سلوك ضار قد يتبعه بعض الحكام أو المسؤولين، وهو التفتيش عن عورات الناس والتجسس على خصوصياتهم دون مبرر شرعي أو دليل واضح على جريمة.
فإذا قام الحاكم بالتشكيك في الناس دون سبب، أو أخذ يتجسس على حياتهم الخاصة، فإن هذا السلوك لا يؤدي إلا إلى إفساد المجتمع، لأن الناس سيفقدون الثقة في حاكمهم، وقد يدفعهم ذلك إلى التكتم والخداع، أو حتى إلى ارتكاب المنكرات خفيةً بدلاً من الإصلاح والاستقامة العلنية.
كما أن هذا السلوك يشيع جوًا من الخوف والريبة بين الأفراد، ويُفقد المجتمع طمأنينته واستقراره.


3. الدروس المستفادة منه:


- تحذير الإسلام من التجسس وتتبع عورات المسلمين، قال تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12].
- على الحاكم أن يتحلى بالحكمة والعدل، وأن يبنى أحكامه على الأدلة الواضحة، لا على الظنون والتخمينات.
- المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الحكام والولاة، حيث أن تصرفاتهم直接影响 استقرار المجتمع وصلاحه.
- إفساد الناس قد يكون نتيجة سوء تصرف الحاكم، وليس بسبب فساد ذاتي فيهم، مما يوجب على الحاكم مراجعة سياسته وأسلوبه.
- أهمية بناء مجتمع تسوده الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه أبو داود في سننه، وحسنه بعض العلماء.
- من القواعد الشرعية المقررة: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، وفي هذا الحديث تحذير من مفسدة عظيمة وهي إشاعة الريبة بين الناس.
- ينبغي للحاكم أن يركز على إصلاح الظاهر من أعمال الناس، ويترك سرائرهم لله تعالى، ما لم تظهر منهم مخالفة شرعية واضحة.
- من أسس الحكم في الإسلام: العدل والشفافية، وليس الظن والتجسس.

أسأل الله أن يهدي ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في مسند الشاميين (١٦٦٠) عن أحمد بن المعلى (هو الدمشقي)، ثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير، وكثير بن مرة، عن المقدام بن معدي كرب وأبي أمامة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش فإنه حسن الحديث في روايته عن أهل الشام وهذا منها. وكذلك شيخ الطبراني أحمد بن المعلى الدمشقي وشيخه هشام بن عمار السلمي الدمشقي صدوقان.
ورواه أحمد (٢٣٨١٥) من طريق بقية بن الوليد، حدثني إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عُبيد، عن جبير بن نفير وعمرو بن الأسود، عن المقداد بن الأسود وأبي أمامة به مثله.
وقوله: «المقداد بن الأسود» وهِمَ فيه بقية بن الوليد ولم يُتابع على ذلك، والحديث حديث
المقدام وأبي أمامة.
ورواه أبو داود (٤٨٨٩) عن سعيد بن عمرو الحضرمي، والحاكم (٤/ ٣٧٨) من طريق محمد ابن عبد العزيز الرملي، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، حدّثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير، وكثير بن مرة، وعمرو بن الأسود، والمقدام بن معدي كرب، وأبي أمامة به مثله.
كذا وقع «والمقدام وأبي أمامة» وهو خطأ قديم لأنه مثله في «تحفة الأشراف» وكذا في «السنن الكبرى» للبيهقي.
والصواب: «عن المقدام وأبي أمامة» كما جاء عند الطبراني في «مسند الشاميين»، وعند أحمد في «المسند»، وكذلك ذكره «بالعنعنة» ابنُ حجر في «إتحاف المهرة» (١٧٠٠٩)، و«أطراف المسند» (٧٣٩٢)؛ لأنه غير معقول أن يسمع التابعي من الصحابي ويعطف عليه التابعين، فالصواب كما قلت، فلعل هذا الخطأ يعود إلى إسماعيك بن عياش فإنه ليس من الثقات الحفاظ وكان يهم في رواياته، فلعله هو الذي قال مرة «عن المقدام» وذكر مرة بالواو «والمقدام». واللَّه أعلم بالصواب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 984 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم

  • 📜 حديث: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب