حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في صيامه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاجتناب من قول الزور

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه».

صحيح: رواه البخاري في الأدب (٦٠٥٧) عن أحمد بن يونس، حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».

أولاً. شرح المفردات:


● يَدَعْ: يترك وينزع عنه.
● قَوْلَ الزُّورِ: الكذب والباطل، وكل قول محرم.
● وَالْعَمَلَ بِهِ: أي العمل بالزور، وهو كل فعل باطل ومحرم.
● وَالْجَهْلَ: هنا ليس المقصود عدم العلم، بل السفه والحمق ورداءة الخلق، والتصرفات التي لا تحمد.
● فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ: أي لا يريد الله منه هذا الصوم، ولا يقبله منه.
● أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ: أي أن يمتنع عن الأكل والشرب في نهار رمضان.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب والشهوات المباحة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس فقط، بل هو امتناع عن كل ما حرم الله تعالى.
فمن صام عن الطعام والشراب، ولكن استمر لسانه في الكذب والغيبة والنميمة، واستمرت جوارحه في المعاصي والآثام، ولم يترك السلوكيات السيئة والأخلاق الذميمة، فإن صيامه ناقص جدًا، بل قد لا يقبله الله تعالى، لأنه لم يحقق الغاية الحقيقية من الصوم، وهي تقوى الله تعالى، كما قال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
فالله تعالى غني عن تعب هذا الصائم وعنائه، إذا لم ينتج عنه تقوى وورع عن محارم الله.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الصوم الحقيقي هو صوم الجوارح: فليس الصوم عن الطعام والشراب فقط، بل صوم اللسان عن الكذب والفحش، وصوم البصر عن النظر إلى المحرمات، وصوم السمع عن الاستماع للغيبة والنميمة، وصوم اليد والرجل عن كل ما يغضب الله.
2- الارتباط بين العبادات الظاهرة والباطنة: فلا تنفع العبادة الظاهرة إذا فسدت الباطنة، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة تطهر النفس، والصوم يرقى بالمرء إلى درجة التقوى.
3- تحذير شديد من الاستهانة بحقوق الصوم: فمن استباح المحرمات في نهار رمضان، فقد عرض صومه للبطلان من حيث الأجر والثواب، وإن كان صومه صحيحًا من الناحية الفقهية التي توجب عليه القضاء أو الكفارة في بعض الأمور.
4- بيان عظمة مقام التقوى: فالله لا ينظر إلى صورنا وأجسادنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فإذا لم يكن الصوم باعثًا على التقوى، ففيه نقص كبير.
5- الحث على حفظ اللسان: خاصة في رمضان، فهو شهر الذكر والقرآن، لا شهر الغيبة والنميمة والكلام الباطل.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم في بيان آداب الصوم الواجبة.
- ينبغي للصائم أن يكون حريصًا على تلاوة القرآن، والذكر، والإكثار من الطاعات، والبعد عن كل ما يشين صومه.
- إذا وقع الصائم في معصية، فلا يعني ذلك أنه يفطر فسادًا للصوم من الناحية الفقهية التي توجب القضاء، ولكنها تنقص أجره وتضعفه.
- يستفاد من الحديث أن العبادة إذا خلت من روحها ومقصدها، أصبحت جسدًا بلا روح، لا فائدة منها.
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من المتقين.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦٠٥٧) عن أحمد بن يونس، حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 962 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في صيامه

  • 📜 حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في صيامه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في صيامه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في صيامه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في صيامه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب