حديث: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من تتبع عورات المسلمين

عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله ﷺ: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتَّبع الله عورته، ومن يتَّبع الله عورته يفضحه في بيته».

حسن: رواه أبو داود (٤٨٨٠) وأحمد (١٩٧٧٦) وأبو يعلى (٧٤٢٣) والبيهقي في الكبرى (١٠/ ٢٤٧) كلهم من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، قال: فذكره.

عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله ﷺ: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتَّبع الله عورته، ومن يتَّبع الله عورته يفضحه في بيته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونسمع. هذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، يحذرنا النبي ﷺ من آفتين خطيرتين، وهما الغيبة وتتبع عورات المسلمين.

أولاً. شرح المفردات:


● «من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه»: يقصد به المنافق أو ضعيف الإيمان، الذي نطق بالشهادتين ولكن إيمانه لم يرسخ في قلبه، فسهل عليه الوقوع في المعاصي.
● «لا تغتابوا المسلمين»: الغيبة هي ذكرك أخاك المسلم في غيبته بما يكره، سواء كان في خلقه، أو جسمه، أو دينه، أو دنياه.
● «ولا تتبعوا عوراتهم»: تتبع العورات يعني البحث عن الزلات والهفوات والأسرار الخفية للمسلمين، والتجسس على ما ستره الله عليهم.
● «يتَّبع الله عورته»: أي أن الله تعالى يكشف ستره ويظهر ما كان يخفيه من الذنوب والعيوب.
● «يفضحه في بيته»: الفضيحة هي إظهار العيب والفضيحة على رؤوس الأشهاد، و"في بيته" كناية عن المكان الذي كان يأمن فيه ويظن نفسه في ستر وأمان.

ثانياً. شرح الحديث:


يوجه النبي ﷺ خطابه هذا إلى فئة من الناس形式上 أظهروا الإسلام بألسنتهم، ولكن قلوبهم لم تذق حلاوة الإيمان ولم تطمئن به. وهؤلاء هم الأكثر عرضة للوقوع في مثل هذه الذنوب القلبية واللسانية.
فيحذرهم ﷺ ويأمرهم بأمرين:
1- ترك الغيبة: وهي من كبائر الذنوب، وشبهها النبي ﷺ بأكل لحم الأخ ميتاً.
2- ترك تتبع عورات المسلمين: وهو البحث عن عيوبهم وزلاتهم التي سترها الله عليهم، بدافع من حب الاطلاع أو التشفي أو احتقار الآخرين.
ثم يذكر ﷺ وعيداً شديداً لمن فعل ذلك، وهو العقوبة من جنس العمل، فكما أنه تجسس على عورات الناس وتتبعها، فإن الله تعالى – وهو القاهر فوق عباده – سيتتبع عورته هو، ويكشف ما ستره عليه من ذنوب وآثام، حتى يفضحه في مكان أمنه وسترته، وهو بيته، فيكون ذلك أبلغ في إهانته وعقوبته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة الغيبة وتتبع العورات: فهما من صفات المنافقين وضعاف الإيمان، وهما يؤديان إلى إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين.
2- العقوبة من جنس العمل: وهو سنة إلهية، فمن تعرض لعورات الناس وعيرهم بها، تعرض هو لعذاب الله وفضيحته.
3- وجوب حفظ عرض المسلم: فالمسلم أخو المسلم، يجب أن يستره وينصحه في السر، لا أن يهتك ستره ويشهر به.
4- التربية على تقوى الله في السر والعلن: فالله مطّلع على كل شيء، ومن اتقى الله في ما بينه وبين الناس، فإن الله سيتقيه ويحفظه من الفضيحة في الدنيا والآخرة.
5- التحذير من النفاق العملي: وهو أن يعمل الإنسان ببعض أعمال المنافقين، كإطلاق اللسان في أعراض الناس، ولو كان مؤمناً في أصله.

رابعاً. معلومات إضافية:


● الحديث رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
- من الأمور التي تساعد على تجنب هذه الآفات:
● تذكر اطلاع الله: فالله يرانا ويسمعنا.
● استحضار الأخوة الإسلامية: فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً.
● الانشغال بعيوب النفس: فمن اشتغل بعيبه لم يجد وقتاً للبحث في عيوب الآخرين.
● الدعاء: بأن يحفظ الله لسانه من الغيبة والبهتان.
نسأل الله أن يعيذنا من الغيبة والنميمة وتتبع العورات، وأن يحفظ ألسنتنا وجوارحنا من كل ما يغضبه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨٨٠) وأحمد (١٩٧٧٦) وأبو يعلى (٧٤٢٣) والبيهقي في الكبرى (١٠/ ٢٤٧) كلهم من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش وسعيد بن عبد الله بن جريج، فكلاهما حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 980 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم

  • 📜 حديث: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب