حديث: العنوان: قال رسول الله ﷺ: إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم النميمة

عن عبد الله بن مسعود، قال: إن محمدا ﷺ قال: «ألا أنبئكم ما العَضه؟ هي النميمة القالة بين الناس» وإن محمدا ﷺ قال: «إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا، ويكذب حتى يكتب كذابا».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٠٦) من طرق عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت أبا إسحاق، يحدث عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره.

عن عبد الله بن مسعود، قال: إن محمدا ﷺ قال: «ألا أنبئكم ما العَضه؟ هي النميمة القالة بين الناس» وإن محمدا ﷺ قال: «إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا، ويكذب حتى يكتب كذابا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يجمع بين تحذيرين عظيمين من آفتين خطيرتين على الفرد والمجتمع. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● أَنْبِئُكُمْ: أخبركم وأعْلِمُكم.
● العَضَه: بكسر العين وفتح الضاد، وهي كلمة تدل على الشيء المذموم والمكروه، وقد فسرها النبي ﷺ بنفسه.
● النميمة: هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم وإيقاع العداوة والبغضاء.
● القَّالَةُ: بفتح القاف وتشديد اللام، وهي الاشتغال بالكلام والقيل والقال، والمراد هنا: الكلام الذي يُقال على وجه التنقص والاغتياب والإفساد.

ثانياً. شرح الحديث:


1- الجزء الأول: النهي عن النميمة (العَضَه):
يقول النبي ﷺ: "ألا أُخبركم ما العَضَه؟" وهو سؤال استنكاري لتنبيه السامعين إلى خطورة هذا الأمر، ثم بين ﷺ أنها "النميمة القالة بين الناس".
● المعنى: أن النميمة هي من أقبح القبائح وأخبث الآفات، وهي أن ينقل الإنسان كلاماً سمعَه من شخصٍ عن آخر إلى ذلك الآخر، بقصد الإفساد وإيقاع العداوة، كأن يقول: "فلان قال فيك كذا وكذا" من غير ضرورة شرعية.
● الحكمة من التحذير: لأن النميمة تفتت المجتمع، وتُهدم الروابط الأسرية والاجتماعية، وتزرع الشحناء والبغضاء بين المسلمين، وهي من كبائر الذنوب.
2- الجزء الثاني: التحذير من الاستمرار في الصدق أو الكذب:
يقول النبي ﷺ: "إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقاً، ويكذب حتى يكتب كذاباً".
● المعنى: أن الإنسان إذا داوم على فعل شيء، واعتاده، فإنه يُوصف به ويُكتب عند الله تعالى كذلك.
- فمن داوم على الصدق في أقواله وأفعاله، حتى صارت عادة له وطبيعة، كُتب في صحائف الملائكة وعند الله صديقاً، وهي منزلة عالية仅次于 منزلة الأنبياء.
- ومن اعتاد الكذب وتجرأ عليه، حتى صار لا يتحراه في كثير من كلامه، كُتب كذاباً، وهي صفة ذميمة تدل على خسة النفس وسقوط المنزلة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم النميمة وشدة خطرها: فهي من الذنوب التي تعجل الفساد في الأرض، وقد توعد الله فاعلها بالعذاب الأليم في القرآن بقوله: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 11].
2- وجوب حفظ اللسان: فالمسلم مأمور بأن لا يتكلم إلا بخير، وأن يسكت عن الشر، ومنه النميمة والغيبة والقيل والقال.
3- التعود على الصدق: فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، كما في الحديث الصحيح.
4- التحذير من التساهل في الكذب: حتى لو كان صغيراً (حتى ولو كان صغيراً)، لأنه يجر إلى الكبائر، ويُكتب صاحبه عند الله كذاباً.
5- أن الأعمال تُكتب وتُحفظ: فلا يستهين الإنسان بذنب، فإنه يتراكم حتى يوصف به.
6- التدريب على الفضائل: فكما أن التعود على الكذب يجعله سجية، فكذلك التعود على الصدق يجعل منه خلقاً راسخاً.

رابعاً. معلومات إضافية:


● الفرق بين النميمة والغيبة: النميمة هي نقل الكلام للإفساد، أما الغيبة فهي ذكر الشخص في غيابه بما يكره.
● حكم النميمة: حرام بإجماع العلماء، وهي من كبائر الذنوب.
● كفارة النميمة: التوبة النصوح، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة، وإن كان الكلام قد وصل ف يجب الاستحلال من صاحبه.
● الحديث يدل على أن الله يكتب للعبد صفة بما يعتاده من عمل، وهذا من عدل الله وحكمته.
نسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من آفاتها، وأن يوفقنا للصدق في الأقوال والأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٠٦) من طرق عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت أبا إسحاق، يحدث عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره.
قوله: «العضْهُ» كالوجه قال ابن الأثير في النهاية: «هكذا يُروى في كتب الحديث، والذي في كتب الغريب: «ألا أنبئكم ما العِضَةُ؟ «بكسر العين، وفتح الضاد، قال الزمخشري: أصلها: العِضْهةُ، فِعْلة من العضْه وهو البَهْتُ، فحذفتْ لامُه كما حُذِفتْ من السنة والشفه، وتُجمع على عِضين، يقال: بينهم عضة قبيحة من العضيهة» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 968 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العنوان: قال رسول الله ﷺ: إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا

  • 📜 حديث: العنوان: قال رسول الله ﷺ: إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العنوان: قال رسول الله ﷺ: إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العنوان: قال رسول الله ﷺ: إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العنوان: قال رسول الله ﷺ: إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب