حديث: ريح الذين يغتابون المؤمنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم الغيبة

عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي ﷺ، فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله ﷺ: «أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين».

حسن: رواه أحمد (١٤٧٨٤) والبخاري في الأدب المفرد (٧٣٢) كلاهما من طريق عبد الوارث بن سعيد، حدثنا واصل مولى أبي عيينة، حدثني خالد بن عُرْفُطة، عن طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي ﷺ، فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله ﷺ: «أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحذر من آفة عظيمة من آفات اللسان، وهي الغيبة.

الحديث بلفظه:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي ﷺ، فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله ﷺ: «أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين».
(أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن)


الشرح:



# أولاً. شرح المفردات:


● ارْتَفَعَتْ: ظهرت وعلت وانتشرت.
● رِيح: الرائحة.
● جِيفَة: جثة حيوان ميت، وهي كناية عن شيء شديد النتن والفساد.
● مُنْتِنَة: ذات رائحة كريهة جداً.
● يَغْتَابُونَ: الاغتياب هو ذكر المسلم في غيبته بما يكره.

# ثانياً. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم جالسين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فظهرت فجأة رائحة كريهة جداً ناتجة عن جيفة متعفنة. فانتهز النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة ليعلم أصحابه درساً بليغاً، فسألهم: "أتدرون ما هذه الريح؟" أي هل تعلمون ما سبب هذه الرائحة المقززة؟ ثم بين لهم بنفسه أن هذه الرائحة الكريهة التي تتأذى منها الأنوف وتنفر منها النفوس، هي مثل الرائحة التي تصعد إلى الله تعالى من أفعال الذين يغتابون المؤمنين.
فالحديث يشبه الغيبة في قبحها وشناعتها بتلك الجيفة المنتنة، فكما أن الجيفة تسبب تقززاً ونفوراً في الدنيا، فإن الغيبة تسبب سخطاً وغضباً من الله تعالى في الآخرة، وهي من الأمور التي ينفر منها الملائكة ويستقبحها أهل الإيمان.

# ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- شناعة الغيبة وعظم ذنبها: شبه النبي صلى الله عليه وسلم أثر الغيبة بالرائحة المنتنة ليبين مدى قبح هذا الذنب عند الله تعالى. فالغيبة من الكبائر التي حذر منها القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12]. فكما تكرهون أكل لحم الميت، ينبغي أن تكرهوا اغتياب إخوانكم.
2- التحذير من آفات اللسان: اللسان نعمة عظيمة، ولكنه من أخطر الجوارح إذا لم يُرَاعَ حق الله فيه. والحديث تحذير صريح من الاستهانة بالكلام والحديث عن الناس في غيابهم.
3- التربية بالنموذج المحسوس: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوباً تربوياً رائعاً بربط معنى غيبي (وهو قبح الغيبة في الملأ الأعلى) بشيء محسوس وملموس (رائحة الجيفة) ليثبت المعنى في الأذهان ويؤثر في النفوس.
4- وجوب حفظ عرض المسلم: من كمال إيمان المرء أن يحفظ لسانه عن أعراض المسلمين، وقد قال النبي ﷺ: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
5- الغيبة تنافي الأخوة الإيمانية: من كان يغتاب أخاه فإنه قد خان عهد الأخوة في الدين، وأصاب عرضاً حرماً، وقد يبوء بإثم عظيم إذا لم يتب.

# رابعاً. ما يجب على المسلم:


● التوبة النصوح: على من وقع في الغيبة أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفر، فهي من الذنوب التي لا تكفرها الصلاة والصوم إنما التوبة والاستغثار.
● الاستغفار للمغتاب: ينبغي للمغتاب أن يستغفر لأخيه الذي اغتابه.
● رد الحقوق لأهلها: إن كانت الغيبة قد وصلت إلى صاحبها وأضرت به، وجب على المغتاب أن يذهب إليه ويتحلل منه ويطلب عفوه.
● ضبط اللسان: يجب على المسلم أن يتفكر قبل أن يتكلم، فإن كان الكلام خيراً قاله، وإلا فليمسك لسانه.
نسأل الله تعالى أن يعصم ألسنتنا من الغيبة والنميمة والبهتان، وأن يجعلنا من الذين يحفظون أعراض المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٤٧٨٤) والبخاري في الأدب المفرد (٧٣٢) كلاهما من طريق عبد الوارث بن سعيد، حدثنا واصل مولى أبي عيينة، حدثني خالد بن عُرْفُطة، عن طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل خالد بن عُرفُطة الذي روى عنه عدد منهم قتادة وغيره، ووثقه ابن حبان.
وأما قول أبي حاتم والبزار بأنه مجهول فمعناه قليل الرواية.
وكذلك فيه واصل مولى أبي عيينة حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 975 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ريح الذين يغتابون المؤمنين

  • 📜 حديث: ريح الذين يغتابون المؤمنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ريح الذين يغتابون المؤمنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ريح الذين يغتابون المؤمنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ريح الذين يغتابون المؤمنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب