حديث: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم الظلم

عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله ﷺ قال: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٧٨: ٥٦) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا داود يعني ابن قيس، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر، فذكره.

عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله ﷺ قال: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحوي تحذيرًا شديدًا من رذيلتين مهلكتين، ووصيتين عظيمتين من النبي ﷺ لأمته. وإليك الشرح المفصل له:

الحديث بنصه:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم». رواه مسلم.


١. شرح المفردات:


● اتقوا: احذروا واجتنبوا، وأصل التقوى هو أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية.
● الظلم: وضعه في غير موضعه، وهو مجاوزة الحد والاعتداء على حقوق الآخرين.
● ظلمات: جمع ظلمة، وهي الإظلام والحيرة والضياع.
● الشح: هو البخل الشديد مع الحرص على ما عند الناس، وهو شدة الحرص على المال ومنع الحقوق الواجبة.
● أهلك: دمر وأهلك بالمعصية والعذاب.
● سفكوا دماءهم: قتل بعضهم بعضًا.
● استحلوا محارمهم: ارتكبوا المحرمات من الزنا وغيرها وحلوها لأنفسهم.


٢. شرح الحديث:


يبدأ النبي ﷺ بالتحذير من الظلم فيقول: «اتقوا الظلم» أي اجتنبوه وخافوا عاقبته، ثم بين سبب ذلك بقوله: «فإن الظلم ظلمات يوم القيامة»، أي أن الظلم يجعل صاحبه في حيرة وضلال وعذاب يوم القيامة، حيث يُحرم من النور الذي يسعى بين أيدي المؤمنين، ويُعاقب بظلمات متعددة حسب ظلمه، وفي هذا ترهيب شديد من الظلم بجميع أنواعه.
ثم ينتقل ﷺ إلى التحذير من رذيلة أخرى وهي الشح فيقول: «واتقوا الشح» أي احذروا الشح واجتنبوه، ثم بين خطورته وعاقبته بقوله: «فإن الشح أهلك من كان قبلكم» أي أن الشح كان سبب هلاك الأمم السابقة، ثم فصّل كيف كان سبب هلاكهم فقال: «حملهم على أن سفكوا دماءهم» أي أن الشح يحمل صاحبه على القتل والاعتداء على الآخرين لأجل المال أو الجاه أو المنصب، «واستحلوا محارمهم» أي أن الشح يؤدي إلى ارتكاب المحرمات كالزنا والربا والغش والسرقة وغيرها، بحيث يزين للمرء فعل المعاصي من أجل جمع المال أو حفظه.


٣. الدروس المستفادة منه:


١- تحريم الظلم وتحذير شديد منه: والظلم يشمل ظلم الإنسان لنفسه بالمعاصي، وظلمه للغير بالاعتداء على الدماء أو الأموال أو الأعراض.
٢- عاقبة الظلم يوم القيامة: حيث يكون الظلم سببًا في حرمان العبد من نور الإيمان وحصوله في الظلمات والندامة.
٣- تحذير من الشح وبيان خطورته: فإن الشح داء عضال يؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة.
٤- الشح سبب للعداوة والقتل: فإنه يُفسد العلاقات بين الناس ويؤدي إلى العداوة والبغضاء وسفك الدماء.
٥- الشح سبب لاستباحة المحرمات: فإنه يدفع صاحبه إلى ارتكاب المعاصي والجرائم من أجل المال أو المنفعة.
٦- العبرة بالأمم السابقة: فإن في هلاكهم بسبب الشح عبرة لأمة محمد ﷺ أن تجتنب هذه الصفة الذميمة.
٧- الحث على التقوى: فإن التقوى هي الخوف من الله واجتناب معاصيه، وهي سبب النجاة من هذه الآفات.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


- الظلم أنواع:
- ظلم بين العبد وربه: بالكفر والشرك والمعاصي.
- ظلم بين العبد ونفسه: بإهمال الطاعات وإرهاقها بالمعاصي.
- ظلم بين العبد والعباد: بالاعتداء على الدماء أو الأموال أو الأعراض.
- الشح هو أشد من البخل، فإن البخل هو منع المال الواجب، أما الشح فهو البخل مع الحرص على ما عند الناس.
- من أعظم الأدلة على ذم الشح قوله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: ٩].
- الحديث يدل على أن الشح هو الدافع الأكبر للجرائم والمعاصي في المجتمعات، ولذلك يجب على المسلم أن يعالج هذا الداء في نفسه.
- من علاج الشح:
- الإيمان بالله واليوم الآخر.
- التعود على البذل والعطاء.
- تذكر عاقبة الشح وآثاره المدمرة.
- الدعاء بأن يقيه الله شح نفسه.

أسأل الله تعالى أن يجنبنا الظلم والشح، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٧٨: ٥٦) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا داود يعني ابن قيس، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 964 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

  • 📜 حديث: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب