حديث: لا يستتر من بوله ويمشي بالنميمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم النميمة

عن عبد الله بن عباس قال: مر رسول الله ﷺ على قبرين، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا: فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا: فكان يمشي بالنميمة«ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين، فغرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثم قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٠٥٢)، ومسلم في الطهارة (٢٩٢) كلاهما من طريق
وكيع، عن الأعمش، قال: سمعت مجاهدا، يحدث، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد الله بن عباس قال: مر رسول الله ﷺ على قبرين، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا: فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا: فكان يمشي بالنميمة«ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين، فغرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثم قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف وفق المنهج المطلوب:

الحديث:


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: مر رسول الله ﷺ على قبرين، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا: فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا: فكان يمشي بالنميمة» ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين، فغرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثم قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا».
رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.


1. شرح المفردات:


● قبرين: مثنى قبر، وهو مكان دفن الميت.
● يعذبان: يُعاقبان في قبريهما بعذاب البرزخ.
● لا يستتر من بوله: لا يتحفظ من بوله ولا يتجنب نَجاسته، أي كان لا يتحرى الطهارة من البول.
● يمشي بالنميمة: ينقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد وإيقاع العداوة.
● عسيب رطب: غصن من النخلة أخضر غير يابس.
● شقه باثنين: قطعه إلى قسمين.
● ييبسا: يجفَّ الغصنان.


2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يمُرُّ على قبرين جديدين، فأخبر ﷺ أن صاحبي هذين القبرين يعذبان في قبريهما، ثم بين سبب عذابهما، مع تأكيده أن السبب ليس بكبير في نظر الناس، لكنه عظيم عند الله تعالى.
● أما الأول: فكان لا يتحرز من بوله، أي كان لا يتحرى النظافة والطهارة من البول، فقد يكون بول على ثوبه أو جسده ولا يغسله، أو لا يستتر عند البول فيصيب بدنه أو ملابسه، وهذا منافٍ للطهارة التي هي شرط صحة الصلاة وغيرها من العبادات.
● أما الثاني: فكان يمشي بين الناس بالنميمة، وهي نقل الكلام بينهم لإيقاع الفتنة والعداوة، وهي من الكبائر لما فيها من إفساد ذات البين.
ثم إن النبي ﷺ دعا بغصن رطب من النخيل، فشقه نصفين، وغرز كل نصف على قبر، ودعا لهما أن يخفف الله عنهما العذاب ما دام الغصنان رطبين لم يجفا.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عذاب القبر حق: يؤخذ من الحديث أن عذاب القبر حقيقي، وهو من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها.
2- خطورة عدم التنزه من البول: فالاستنجاء والطهارة من البول أمر مهم، وإهماله يؤدي إلى العقوبة.
3- تحريم النميمة: النميمة من الكبائر، وهي من أسباب عذاب القبر، لما تسببه من إفساد بين الناس.
4- رحمة النبي ﷺ: حتى بالمعذبين في قبورهم، كان ﷺ يرجو لهم التخفيف، مما يدل على شفقته على الأمة.
5- الدعاء للميت: يجوز الدعاء للميت والترحم عليه، ولو كان عاصياً، فقد دعا النبي ﷺ لهذين المعذبين.
6- أن الأعمال الظاهرة والباطنة محاسب عليها الإنسان: فكما أن النميمة عمل باطن، وعدم الاستتار من البول عمل ظاهر، كلاهما مؤاخذ عليه.
7- أن الذنوب التي يستخف بها الناس قد تكون عظيمة عند الله: كما قال ﷺ: "وما يعذبان في كبير" أي في أمر كبير في نظر الناس، لكنه عند الله عظيم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة على عذاب القبر، وهو من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.
- يستحب الاستبراء من البول والتحرز من نجاسته، وقد وردت أحاديث كثيرة في التحذير من ذلك.
● النميمة محرمة بإجماع العلماء، وهي من أسباب لعنة الله تعالى، كما في قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 10-11].
- فعل النبي ﷺ في غرس الغصن الرطب يدل على جواز الاستشفاع إلى الله تعالى بأعمال صالحة، أو بما يرتبط بالدعاء، كأن يكون سبباً لقبول الدعاء.
- ينبغي للمسلم أن يتجنب الاستخفاف بالذنوب، صغيرها وكبيرها، وأن يحاسب نفسه على تقصيرها.
أسأل الله تعالى أن يعيذنا من عذاب القبر، وأن يوفقنا للطهارة والنظافة، ويبعدنا عن النميمة والفساد، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦٠٥٢)، ومسلم في الطهارة (٢٩٢) كلاهما من طريق
وكيع، عن الأعمش، قال: سمعت مجاهدا، يحدث، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 971 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يستتر من بوله ويمشي بالنميمة

  • 📜 حديث: لا يستتر من بوله ويمشي بالنميمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يستتر من بوله ويمشي بالنميمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يستتر من بوله ويمشي بالنميمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يستتر من بوله ويمشي بالنميمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب