إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان

حديث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٣٣)، ومسلم في الإيمان (٥٩) كلاهما من حديث إسماعيل ابن جعفر، قال: حدّثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر هو من الأحاديث العظيمة التي بينت أخلاق المنافقين وصفاتهم الذميمة، والتي يجب على كل مسلم أن يتجنبها ويحذر منها.

نص الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ». (متفق عليه: رواه البخاري ومسلم)

أولاً. شرح المفردات:

● آيَةُ المُنَافِقِ: علامته ودليله الظاهر الذي يدل على نفاقه.
● حَدَّثَ: تكلم وأخبر عن شيء.
● كَذَبَ: قال غير الحق عمداً.
● وَعَدَ: أعطى عهداً أو وعداً بفعل شيء.
● أَخْلَفَ: لم يفِ بوعده، بل خالفه.
● ائْتُمِنَ: وُضعت عنده أمانة (مال أو سر أو غير ذلك) وطلب منه حفظها.
● خَانَ: لم يحفظ الأمانة، بل خانها بتسريبها أو الاستيلاء عليها.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن هناك ثلاث صفات إذا وجدت في شخص فهي تدل على نفاقه العملي (أي النفاق الأصغر)، حتى لو كان يظهر الإسلام ويصلي ويصوم. وهذه الصفات هي:
1- «إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ»: أي أن عادته إذا تكلم وأخبر عن شيء أن يكذب، سواء كان الكذب في الأمور الكبيرة أو الصغيرة، في المزاح أو الجد. وهذا دليل على خبث قلبه وفساد طويته.
2- «إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ»: أي إذا أعطى وعداً لأحد، سواء كان وعداً بعمل شيء أو بإعطاء مال، فإنه لا يفي بوعده، بل يخلفه ويتخلف عن تنفيذه من غير عذر شرعي. وهذا دليل على عدم المروءة وعدم احترام للآخرين.
3- «إِذَا ائْتُمِنَ خَانَ»: أي إذا ائتمنه شخص على مال أو سر أو أي شيء يقتضي الحفظ، فإنه يخون الأمانة ولا يحفظها، إما بأخذها لنفسه أو بإفشائها. وهذا دليل على غياب التقوى وضعف الوازع الديني.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:

1- تحذير شديد من هذه الصفات: الحديث يعد تحذيراً عظيماً للمسلم من أن يتصف بهذه الصفات الذميمة، لأنها من صفات المنافقين.
2- الفرق بين النفاق الاعتقادي والعملي: النفاق الاعتقادي (الأكبر) هو إبطان الكفر وإظهار الإسلام، وهو كفر يخرج من الملة. أما النفاق العملي (الأصغر) فهو فعل بعض صفات المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب، وهو من الكبائر لكن لا يخرج من الملة. من فعل هذه الصفات فقد اشتمل على خصلة من خصال النفاق.
3- ضرورة التحلي بضد هذه الصفات: على المسلم أن يتحلى بالصدق في الحديث، والوفاء بالوعد، وأداء الأمانة. فهذه من صفات المؤمنين الكاملين.
4- الصدق منجاة: الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة. والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار.
5- الوفاء بالعهد: الوفاء من صفات عباد الله الصالحين، وهو دليل على قوة الإيمان وصدق التقوى.
6- الأمانة من أعظم الصفات: الأمانة هي رأس مال المجتمع المسلم، فإذا ضاعت الأمانة ضاع المجتمع. وقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي أجمع العلماء على صحتها، وقد رواه جمع كبير من الصحابة غير أبي هريرة رضي الله عنه، مثل عبد الله بن عمرو، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهم.
- هذه الصفات قد تجتمع في شخص وقد تفترق، فمن اتصف بواحدة منها فقد اكتسب خصلة من النفاق حتى يتوب منها.
- ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه ويجاهدها على ترك هذه الصفات، وأن يستعيذ بالله من النفاق.
أسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من النفاق، وأن يزيّن أخلاقنا بالصدق والوفاء والأمانة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (٣٣)، ومسلم في الإيمان (٥٩) كلاهما من حديث إسماعيل ابن جعفر، قال: حدّثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مسلم من وجه آخر من حديث العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة، وزاد فيه: «وإن صام وصلّى وزعم أنه مسلم».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1086 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان

📜 حديث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية