حديث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من كثرة السؤال والتنطع والغلو في الدين

عن وراد، كاتب المغيرة، قال: كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي ما سمعت
من رسول اللَّه ﷺ، فكتب إليه: إن نبي اللَّه ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة: «لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم! لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» وكتب إليه إنه كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، وكان ينهى عن عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٩٢) عن موسى، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا عبد الملك، عن ورّاد، كاتب المغيرة، قال: فذكره.

عن وراد، كاتب المغيرة، قال: كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي ما سمعت
من رسول اللَّه ﷺ، فكتب إليه: إن نبي اللَّه ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة: «لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم! لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» وكتب إليه إنه كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، وكان ينهى عن عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مفيدًا، مستندًا إلى ما جاء في كتب أهل السنة والجماعة المعتمدة.

الحديث بلفظه:


عن وراد كاتب المغيرة قال: كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي ما سمعت من رسول الله ﷺ، فكتب إليه: إن نبي الله ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم! لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد». وكتب إليه: إنه كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، وكان ينهى عن عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات.


1. شرح المفردات:


● دبر كل صلاة: أي بعد الانتهاء من الصلاة، وقبل السلام أو بعده على خلاف بين العلماء، والأكثرون أنه بعد السلام.
● لا إله إلا الله وحده لا شريك له: كلمة التوحيد، وهي أصل الدين.
● له الملك: أي الملك المطلق لله تعالى.
● وله الحمد: أي هو المستحق للحمد كله.
● وهو على كل شيء قدير: أي قادر على كل شيء.
● لا مانع لما أعطيت: لا يستطيع أحد منع ما قدّر الله إعطاءه.
● ولا معطي لما منعت: لا يستطيع أحد إععطاء ما منعه الله.
● ولا ينفع ذا الجد منك الجد: "الجد" هنا بمعنى الغنى والحظوظ الدنيوية، أي لا ينفع صاحب الغنى والمال غناه عند الله إذا لم يتقِ الله.
● قيل وقال: أي الكلام الذي لا فائدة منه، والإشاعات والغيبة.
● كثرة السؤال: السؤال عن أمور لا طائل تحتها، أو السؤال بتعنت.
● إضاعة المال: تبذير المال وإنفاقه في غير وجهه الشرعي.
● عقوق الأمهات: إيذاء الأم وعدم برها.
● وأد البنات: دفن البنات أحياءً في الجاهلية خوفًا من العار أو الفقر.
● منع وهات: "منع" أي بخل الإنسان بما عليه من حقوق، و"هات" أي طلب ما ليس له من حقوق.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كتب إلى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يطلب منه أن يكتب له ما سمعه من رسول الله ﷺ، فكتب إليه المغيرة بهذه الوصايا النبوية العظيمة، والتي تشمل قسمين:
القسم الأول: الأذكار بعد الصلاة:
كان النبي ﷺ يداوم على قول هذا الذكر العظيم بعد كل صلاة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". وهذا الذكر يجمع بين التوحيد والثناء على الله تعالى، والإقرار بقدرته المطلقة، وأنه المتصرف في الأمور، فلا يعطي أحد إلا ما أعطاه الله، ولا يمنع أحد إلا ما منعه الله. وقوله "ولا ينفع ذا الجد منك الجد" تذكير بأن الغنى والقوة لا تغني عن الإنسان من الله شيئًا إذا لم يلتزم بطاعته.
القسم الثاني: النهي عن أمور سيئة:
وذكر المغيرة لمعاوية أن النبي ﷺ كان ينهى عن:
● قيل وقال: وهو الكلام الذي لا فائدة منه، والغيبة والنميمة، والاشتغال بأمور الناس من غير حاجة.
● كثرة السؤال: وهو السؤال عن تفاصيل غير ضرورية، أو التعمق في الدين بما لا ينفع، أو السؤال بتكلف.
● إضاعة المال: وهو إنفاق المال في المعاصي أو في غير حاجة، أو تبذيره من غير فائدة.
● عقوق الأمهات: وهو إيذاء الأم أو التقصير في حقها، وهو من كبائر الذنوب.
● وأد البنات: وهي عادة جاهلية قبيحة، والنهي عنها للتحذير من قتل الأولاد أو ظلمهم.
● منع وهات: وهو البخل بحقوق الله أو حقوق الناس، والطمع في أخذ ما ليس للإنسان حق فيه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على ذكر الله بعد الصلاة: وهذا الذكر المذكور في الحديث من أعظم الأذكار، وهو سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
2- التذكير بقدرة الله المطلقة: وأنه لا راد لقضائه، ولا معطي لما منعه.
3- التحذير من آفات اللسان: مثل القيل والقال، والغيبة، والنميمة.
4- النهي عن التعمق في الدين بما لا ينفع: وكثرة الأسئلة التي قد تؤدي إلى التشديد أوالحرج.
5- الحث على الحفاظ على المال: وعدم إضاعته أو إنفاقه في غير وجهه الشرعي.
6- التأكيد على بر الوالدين: خاصة الأم، والتحذير من عقوقها.
7- التحذير من الظلم والقتل: كوأد البنات، وهو تحذير من أي شكل من أشكال الإيذاء للأطفال.
8- النهي عن البخل والطمع: فـ"منع وهات" يمثلان صفتين ذميمتين: البخل والجشع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على حفظ سنة النبي ﷺ ونقلها بدقة.
- الذكر الوارد بعد الصلاة مستحبٌّ بعد كل صلاة، وهو من أسباب تكفير السيئات.
- النهي عن "قيل وقال" يشمل أيضًا النهي
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٩٢) عن موسى، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا عبد الملك، عن ورّاد، كاتب المغيرة، قال: فذكره. ورواه مسلم في المساجد (٥٩٣) وفي الأقضية (٥٩٣) عقب (١٧١٥) من طرق عن ورّاد مفرقا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1081 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال

  • 📜 حديث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب