حديث: سبب نزول: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من صفات المنافقين أنهم يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا

عن أبي سعيد الخدري أن رجالا من المنافقين في عهد رسول اللَّه ﷺ كانوا إذا خرج النبي ﷺ إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول اللَّه ﷺ، فإذا قدم النبي ﷺ اعتذروا إليه، وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ﴾ [آل عمران: ١٨٨].

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٧) ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٧) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري أن رجالا من المنافقين في عهد رسول اللَّه ﷺ كانوا إذا خرج النبي ﷺ إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول اللَّه ﷺ، فإذا قدم النبي ﷺ اعتذروا إليه، وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ﴾ [آل عمران: ١٨٨].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستعينًا بالله تعالى، معتمدًا على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}، وهو حديث صحيح متفق على صحته.

1. شرح المفردات:


● المنافقين: هم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر.
● تخلفوا عنه: تركوا الخروج معه (أي مع النبي صلى الله عليه وسلم) للجهاد.
● فرحوا بمقعدهم: سروا واغتبطوا ببقائهم في بيوتهم وعدم خروجهم للغزو.
● اعتذروا إليه: قدموا الأعذار الكاذبة لتبرير تخلفهم.
● حلفوا: أقسموا كذبًا لتصديق أعذارهم.
● أن يحمدوا بما لم يفعلوا: أن يثنى عليهم ويمدحوا على المشاركة في الجهاد وهم لم يشاركوا.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن حال مجموعة من المنافقين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت سيرتهم:
● الفرح بالتخلف: عندما يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للغزو في سبيل الله، يتخلف هؤلاء المنافقون ويبقون في المدينة، ويفرحون ببقائهم في ديارهم وأموالهم، ويشعرون بالسرور لأنهم نجوا من مشقة الجهاد وخطر القتال.
● الاعتذار الكاذب عند العودة: وعندما يعود النبي صلى الله عليه وسلم منتصرًا بفضل الله، يأتون إليه معتذرين عن تخلفهم، ويختلقون الأعذار الواهية، ويحلفون كذبًا ليُصدقهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
● حب المدح بغير حق: كما أنهم يحبون أن يمدحهم الناس ويشكروهم على "جهادهم" و"بذلهم" وهم في الحقيقة لم يخرجوا ولم يفعلوا شيئًا، بل يريدون أن يأخذوا المجد والثناء دون أن يبذلوا أي ثمن.
فنزلت الآية الكريمة من سورة آل عمران: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} لتبين حقيقة هؤلاء المنافقين وتحذر منهم.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● خبث النفاق وخطر المنافقين: فالمنافقون هم أشد خطرًا على الأمة من الأعداء الظاهرين، لأنهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والخيانة.
● ذم حب الظهور والمدح بغير حق: وهذا داء خطير، فهو من علامات النفاق، وفيه إهدار للصدق والإخلاص.
● التحذير من الكذب واليمين الكاذبة: خصوصا في الأعذار الدينية، فإن الكذب والحلف عليه من كبائر الذنوب.
● فضل الجهاد في سبيل الله: والتخلف عنه بدون عذر شرعي من صفات المنافقين.
● أن الله تعالى يكشف حال المنافقين: ويبين صفاتهم ليعرفهم المؤمنون ويحذروهم.
● وجوب إخلاص العمل لله تعالى: وعدم فعل الأعمال ليمدحك الناس، بل يجب أن يكون العمل خالصًا لوجه الله تعالى.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الآية نزلت في المنافقين، ولكن معناها يعم كل من اتصف بهذه الصفات الذميمة.
- النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلطف مع المنافقين ويحسن إليهم، ولم يكن يقاتلهم لأنهم لم يظهروا الكفر، وهذا من حكمته صلى الله عليه وسلم.
- الإخلاص هو أساس قبول العمل، فمن عمل ليُمدح فقد أشرك في نيته.
- من صفات المؤمن الصادق: الصدق في القول والعمل، والمسارعة إلى الطاعات، والابتعاد عن الكسل والتهاون.
أسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من النفاق، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٦٧) ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٧) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1103 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبب نزول: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا

  • 📜 حديث: سبب نزول: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبب نزول: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبب نزول: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبب نزول: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب