حديث: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون وجيها يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذمّ ذي الوجهين

عن عائشة تقول: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون وجيها يوم القيامة»

حسن: رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (٢٩٤) عن أبي يوسف القلوسي، ثنا محمد بن عباد المكي، ثنا محمد بن سليمان، ثنا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي ملكية قال: سمعت عائشة تقول: فذكرتْه.

عن عائشة تقول: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون وجيها يوم القيامة»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: قال رسول الله ﷺ: «لَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ وَجِيهًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
(أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما).


1. شرح المفردات:


* لَا يَنْبَغِي: لا يصح، لا يليق، أو لا يجوز. وهي كلمة تدل على التحريم والمنع الشديد.
* ذِي الْوَجْهَيْنِ: هو الشخص ذو الوجهين، أي الذي له وجهان (معنويًا وليس حسيًا). وهو الرجل الذي يأتي كل طائفة من الناس بوجه غير الوجه الذي يأتي به الأخرى، فيظهر لهم المحبة والموافقة ويبطن خلاف ذلك. وهو المعروف بـ "النمام" أو "المنافق" في تعاملاته.
* وَجِيهًا: من الوجاهة، أي ذا مكانةٍ وعزٍّ وجاهٍ بين الناس، محترمًا ومُكرَّمًا.
* يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يوم الحساب والجزاء، حيث يُعَزُّ المؤمن ويُذَلُّ الكافر والمنافق.


2. شرح الحديث:


يُحذِّرنا النبي ﷺ في هذا الحديث من خُلُقٍ ذميمٍ وخطير، وهو صفة "ذو الوجهين". وهذا الرجل هو من يداري الناس ويتلون معهم، فيأتي مجموعة من الناس ويمدحهم ويوافقهم ويظهر لهم المحبة والولاء، ثم يذهب إلى مجموعة أخرى (غالبًا ما تكون خصوم الأولى) فيذم أولئك ويوافق هؤلاء، ناقلًا الكلام وباعثًا للفتنة والعداوة بينهم.
* حقيقة ذي الوجهين: هو ليس مجرد كذاب عادي، بل هو منافق يخفي في قلبه ما يظهر خلافه، يبني علاقاته على الكذب والخداع والتلاعب بمشاعر الناس لتحقيق مصلحة دنيوية، كمنصب أو مال أو جاه.
* الوعيد في الحديث: يخبرنا النبي ﷺ أن هذا السلوك الخادع سيكون سببًا في سقوط قيمته ومكانته عند الله تعالى يوم القيامة، وهو اليوم الذي تزول فيه كل الجاهات الدنيوية ولا يبقى إلا وجه الله تعالى والعمل الصالح. فمن كان "وجيها" (مكرمًا محترمًا) بين الناس بالكذب والنفاق، فلن يكون "وجيها" (مكرمًا) عند الله، بل سيكون ذليلًا مهانًا، لأنه خان الأمانة وأضمر السوء وأفسد بين الناس.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم النفاق العملي: الحديث يدل على تحريم هذه الصفة تحريمًا شديدًا، فهي من صفات المنافقين التي تُبعد صاحبها عن رحمة الله وتجعله من الأخسرين أعمالًا في الآخرة.
2- الإخلاص في التعامل: يجب على المسلم أن يكون صادقًا وواضحًا في جميع علاقاته، لا يتلون ولا ينافق، بل يكون له مبدأ واحد ووجه واحد مع الجميع، وهو وجه الحق والصدق.
3- التحذير من إثارة الفتن: "ذي الوجهين" هو وقود للفتن وزرع العداوة بين الناس، فهو ينقل الكلام ويفسد ذات البين، وهذا من أكبر الكبائر.
4- الجزاء من جنس العمل: من يتخذ الوجاهة الكاذبة في الدنيا وسيلة للتعالي على الناس، سُلب الوجاهة الحقيقية في الآخرة. والعزة الحقيقية هي بعزة الله وطاعته.
5- سلامة الصدر: ينبغي للمسلم أن يكون صافي القلب، سليم الصدر، لا يحمل الحقد أو الكره لأحد، ولا يحاول إيذاء الآخرين بالمكر والخداع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* فرق العلماء بين "الكذب" و"ذو الوجهين"، فذو الوجهين أخص، فهو كاذب ونمام ومنافق في نفس الوقت.
* من الأمثلة العملية لـ "ذي الوجهين" في عصرنا: الشخص الذي يمدح شخصًا في مجموعة واتساب أو على وسائل التواصل، ثم يذهب لمجموعة أخرى ينتقده ويذمه، أو الذي يوافق الجميع على آرائهم المتناقضة لينال رضاهم.
* العلاج لهذا الداء:
* تقوى الله تعالى والخوف من يوم القيامة.
* تذكر عاقبة هذا الخلق الذميم.
* إصلاح القلب وإرادة الخير للناس.
* التزام الصدق في القول والعمل.
* مجاهدة النفس على ترك النفاق والرياء.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصادقين، وأن يقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (٢٩٤) عن أبي يوسف القلوسي، ثنا محمد بن عباد المكي، ثنا محمد بن سليمان، ثنا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي ملكية قال: سمعت عائشة تقول: فذكرتْه.
وإسناده حسن من أجل محمد بن سليمان بن أبي ضمرة القاص الحمصي، قال أبو حاتم: حدّثنا عنه الوحاظي بأحاديث مستقمة، وذكره ابن حبان في الثقات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1094 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون وجيها يوم القيامة

  • 📜 حديث: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون وجيها يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون وجيها يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون وجيها يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون وجيها يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب