حديث: ما يدري محمد إلا ما كتبت له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المنافق الذي لفظتْه الأرض

عن أنس قال: كان رجل نصرانيا فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي ﷺ فعاد نصرانيا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته اللَّه فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٦١٧) -واللفظ له- عن أبي معمر، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا عبد العزيز، عن أنس، فذكره.

عن أنس قال: كان رجل نصرانيا فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي ﷺ فعاد نصرانيا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته اللَّه فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، يحمل قصة عجيبة فيها عبر وعظات كثيرة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● نصرانيًّا: أي كان على دين النصارى.
● فأسلم: دخل في الإسلام.
● يَكْتب للنبي ﷺ: كان كاتبًا للوحي أو للرسائل.
● عاد نصرانيًّا: ارتد عن الإسلام وعاد إلى النصرانية.
● ما يدري محمد إلا ما كتبت له: أي يزعم أن النبي ﷺ لا يعلم من الوحي إلا ما كان هذا الكاتب يكتبه له.
● أماته الله: قتله الله وأهلكه.
● لفظته الأرض: رفضته الأرض وأخرجته من بطنها.
● نبشوا: نقبوا القبر وأخرجوا الجثة.
● فأعمقوا: حفروا له قبرًا عميقًا.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي لنا أنس بن مالك رضي الله عنه قصة رجل كان نصرانيًا فأسلم وحسن إسلامه، حتى إنه حفظ سورتي البقرة وآل عمران، وكان من كتاب الوحي أو كتاب الرسائل للنبي ﷺ، ثم ارتد عن الإسلام وعاد إلى النصرانية، وبدأ يطعن في نبوة النبي ﷺ زاعمًا أن النبي لا يعلم إلا ما كان هذا الرجل يكتبه له، فأنزل الله عليه عقابًا عاجلاً في الدنيا قبل الآخرة، فأماته الله فمات ودفنه قومه، فلفظته الأرض فأخرجته من القبر، فظنوا أن المسلمين نبشوا قبره، فحفروا له قبرًا أعمق، فلفظته الأرض مرة أخرى، فعلموا أن الأمر ليس من فعل البشر، بل هو عقاب إلهي، فتركوه.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- عظم جريمة الردة عن الإسلام: فالردة من أعظم الكبائر، وهي ناقضة للإيمان، وقد يعجل الله العقاب للمرتد في الدنيا قبل الآخرة.
2- أن الأرض لا تقبل أن تضم جسد مرتد: وهذا من إكرام الله لأرض الإسلام أن ترفض أن تحتضن من كفر بالله بعد إيمانه.
3- براءة النبي ﷺ من ادعاءات الكفار: فقد رد الله على افتراء ذلك المرتد الذي زعم أن النبي لا يعلم إلا ما يكتب له، فأهلكه الله وأظهر كذبه.
4- عظمة القرآن الكريم: فإن هذا الرجل كان يقرأ البقرة وآل عمران، ومع ذلك ارتد، فليس مجرد القراءة أو الحفظ يكفي، بل لا بد من الإيمان والعمل.
5- أن الله يحفظ دينه ونبيه: فالله تعالى يتولى حفظ دينه ورد كيد الكافرين والمشككين.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الله قد يعجل العقوبة للكافر أو المرتد في الدنيا على سبيل الاستئصال والعبرة.
- فيه إثبات لكرمات الأولياء ومعجزات الأنبياء، فإن لفظ الأرض للجثة أمر خارق للعادة.
- التحذير من الغرور بالعلم أو العمل، فإن هذا الرجل كان كاتبًا للوحي وحافظًا لسور عظيمة، لكنه لم ينجه ذلك من الردة.
نسأل الله الثبات على الإيمان، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المناقب (٣٦١٧) -واللفظ له- عن أبي معمر، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا عبد العزيز، عن أنس، فذكره.
ورواه مسلم في صفات المنافقين (٢٧٨١) من وجه آخر عن أنس نحوه. وفيه: كان منّا رجل من بني النجّار.
وقوله: «ما يدري محمد إلا ما كتبت» هو كذبٌ محضٌ، ولذلك أذاقه اللَّه عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة.
وأما ما روي عن أنس أن رجلا كان يكتب للنبي ﷺ، وقد كان قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا -يعني عظم- فكان النبي ﵊ يملي عليه غفورًا رحيمًا فيكتب عليمًا حكيمًا، فيقول له النبي ﵊: اكتب كذا وكذا، اكتب كيف شئت، ويملي عليه عليمًا حكيمًا، فيقول: أكتب سميعًا بصيرًا فيقول: اكتب كيف شئت، فارتد ذلك الرجل عن الإسلام، فلحق بالمشركين، وقال: أنا أعلمكم بمحمد، إن كنت لأكتب كيفما شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبي ﷺ: إن الأرض لم تقبله.
وقال أنس: فحدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل، فوجده منبوذًا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه مرارًا، فلم تقبله الأرض. فهو منكر.
رواه أحمد (١٢٢١٥) -واللفظ له-، وابن حبان (٧٤٤)، والبيهقى فى إثبات عذاب القبر (٥٤) كلهم من حديث حميد، عن أنس، فذكره.
ووجه نكارة هذا الحديث أنه لم يثبت في الأحاديث الصّحيحة عن النبي ﷺ بأنه أجاز للكتاب أن يكتبوا كيف شاؤوا.
ثم أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه في عهده جماعة من الصحابة أن يجمعوا القرآن على حرف واحد كما تلقوه من رسول اللَّه ﷺ ويجدونه مكتوبا في الأجزاء، فما وجدوا موافقا للتلقي والكتابة أثبتوه، وما كان خلاف ذلك تركوه، فلا يجوز لأحد بعد هذا أن يغير شيئًا من القرآن فيجعل مثلا «سميعًا عليمًا» مكان «غفورًا رحيمًا».
وأما ما ذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٨/ ٢٤١) بأن حديث أنس هذا يحمل على أن الرجل كان يكتب رسائل النبي ﷺ إلى الملوك والرؤساء، وأنه كان يغير فيها ما شاء، لا القرآن، ففي هذا التأويل نظر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1102 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما يدري محمد إلا ما كتبت له

  • 📜 حديث: ما يدري محمد إلا ما كتبت له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما يدري محمد إلا ما كتبت له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما يدري محمد إلا ما كتبت له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما يدري محمد إلا ما كتبت له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب