حديث: رسول الله ﷺ أخذ العقبة فلا يأخذها أحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اجتماع المنافقين في عقبة للغدر برسول اللَّه ﷺ-

عن أبي الطفيل قال: لما أقبل رسول اللَّه ﷺ من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى: أن رسول اللَّه ﷺ أخذ العقبة، فلا يأخذها أحد. فبينما رسول اللَّه ﷺ يقوده حذيفة، ويسوق به عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، غشوا عمارا وهو يسوق برسول اللَّه ﷺ وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول اللَّه ﷺ لحذيفة: «قد، قد» حتى هبط رسول اللَّه ﷺ، فلما هبط رسول اللَّه ﷺ نزل ورجع عمار، فقال: «يا عمار! هل عرفت القوم؟» فقال: قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون، قال: «هل تدري ما أرادوا؟» قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «أرادوا أن ينفروا برسول اللَّه ﷺ فيطرحوه» قال: فسار عمار رضي الله عنه رجلا من أصحاب رسول اللَّه ﷺ، فقال: نشدتك باللَّه كم تعلم كان أصحاب العقبة؟ فقال: أربعة عشر، فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر، فعذر رسول اللَّه ﷺ منهم ثلاثة، قالوا: واللَّه! ما سمعنا منادي رسول اللَّه ﷺ، وما علمنا ما أراد القوم، فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين منهم حرب للَّه ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
قال أبو الوليد: وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول اللَّه ﷺ قال للناس وذكر له أن في الماء قلة، فأمر رسول اللَّه ﷺ مناديا فنادى: أن لا يرد الماء أحد قبل رسول اللَّه ﷺ، فورده رسول اللَّه ﷺ فوجد رهطا وردوه قبله، فلعنهم رسول اللَّه ﷺ يومئذ.

حسن: رواه أحمد (٢٣٧٩٢) عن يزيد، أخبرنا الوليد، يعني ابن عبد اللَّه بن جميع، عن أبي الطفيل، قال: فذكره.

عن أبي الطفيل قال: لما أقبل رسول اللَّه ﷺ من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى: أن رسول اللَّه ﷺ أخذ العقبة، فلا يأخذها أحد. فبينما رسول اللَّه ﷺ يقوده حذيفة، ويسوق به عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، غشوا عمارا وهو يسوق برسول اللَّه ﷺ وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول اللَّه ﷺ لحذيفة: «قد، قد» حتى هبط رسول اللَّه ﷺ، فلما هبط رسول اللَّه ﷺ نزل ورجع عمار، فقال: «يا عمار! هل عرفت القوم؟» فقال: قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون، قال: «هل تدري ما أرادوا؟» قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «أرادوا أن ينفروا برسول اللَّه ﷺ فيطرحوه» قال: فسار عمار ﵁ رجلا من أصحاب رسول اللَّه ﷺ، فقال: نشدتك باللَّه كم تعلم كان أصحاب العقبة؟ فقال: أربعة عشر، فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر، فعذر رسول اللَّه ﷺ منهم ثلاثة، قالوا: واللَّه! ما سمعنا منادي رسول اللَّه ﷺ، وما علمنا ما أراد القوم، فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين منهم حرب للَّه ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
قال أبو الوليد: وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول اللَّه ﷺ قال للناس وذكر له أن في الماء قلة، فأمر رسول اللَّه ﷺ مناديا فنادى: أن لا يرد الماء أحد قبل رسول اللَّه ﷺ، فورده رسول اللَّه ﷺ فوجد رهطا وردوه قبله، فلعنهم رسول اللَّه ﷺ يومئذ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو الطفيل رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● أخذ العقبة: صعد في الطريق الجبلي الضيق.
● يقوده حذيفة: أي كان حذيفة يسير بالدابة التي يركبها النبي صلى الله عليه وسلم.
● يسوق به عمار: كان عمار يسير خلف الدابة لتحريكها وحمايتها.
● رهط متلثمون: جماعة من الرجال مغطون وجوههم.
● غشوا عمارا: هجموا عليه وأحاطوا به.
● قد، قد: كلمة تقال للتخفيف أو للإشارة إلى التمهل.
● نشدتك بالله: أسألك بحق الله أن تخبرني.
● حرب لله ولرسوله: أعداء لله ورسوله.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا أبو الطفيل رضي الله عنه عن حادثة وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك. فقد أمر النبي منادياً أن ينادي بأنه سيسلك عقبة (ممراً جبلياً) فلا يسلكها أحد غيره. وكان النبي صلى الله عليه وسلم راكباً على دابة، يقودها حذيفة بن اليمان من الأمام، ويسوقها عمار بن ياسر من الخلف.
فجأة ظهرت جماعة من الرجال متلثمين على رواحلهم، فاحاطوا بعمار وهو خلف النبي، وأرادوا أن يروعوا الدابة لتنفر وترمى بالنبي صلى الله عليه وسلم. فأخذ عمار يضرب وجوه رواحلهم ليبعدهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة: "قد، قد" أي تمهل واهدأ حتى نزل من العقبة بأمان.
وبعد أن نزل النبي صلى الله عليه وسلم سال عماراً: هل عرفت هؤلاء القوم؟ فأجاب عمار أنه عرف رواحلهم لكن الرجال كانوا متلثمين. فأخبره النبي أنهم أرادوا أن يفزعوا الدابة فيطرحوه منها. ثم سأل عمار أحد الصحابة عن عدد أصحاب العقبة (أي الذين شاركوا في هذه المؤامرة) فقيل له أربعة عشر، فرد عمار: إن كنت أنت منهم فهم خمسة عشر. فعذر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة منهم لأنهم قالوا: والله ما سمعنا النداء وما علمنا بما أراد القوم. وأما الاثنا عشر الباقون فقد حكم عليهم عمار بأنهم حرب لله ورسوله.
ثم ذكر أبو الطفيل حادثة أخرى في نفس الغزوة، حيث كان الماء قليلاً، فنادى منادٍ أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله، فوجده النبي صلى الله عليه وسلم قد سبقه إليه رهط، فلعنهم يومئذ.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظمة النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ الله له: فقد حماه الله من كيد المنافقين وأعداء الإسلام.
2- خطر المنافقين: فهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والمؤامرات.
3- فضل الصحابة الكرام: مثل حذيفة وعمار الذين كانوا يحمون النبي صلى الله عليه وسلم ويذبون عنه.
4- عدل النبي صلى الله عليه وسلم: حيث قبل عذر الثلاثة الذين لم يعلموا بنية القوم.
5- وجوب طاعة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم: كما في الأمر بعدم سلوك العقبة أو ورود الماء قبله.
6- عقوبة مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم: كما في لعن الذين ورودوا الماء قبله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه الحادثة كانت في غزوة تبوك التي وقعت في السنة التاسعة للهجرة.
- حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر من كبار الصحابة وأبطال الإسلام.
- الحديث يبين أن المنافقين كانوا يحاولون النيل من النبي صلى الله عليه وسلم بأي طريقة.
- الرواية عن أبي الطفيل وهو صحابي جليل، والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده.
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا، وأن يجعلنا من المتحابين فيه، والمتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٧٩٢) عن يزيد، أخبرنا الوليد، يعني ابن عبد اللَّه بن جميع، عن أبي الطفيل، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الوليد بن عبد اللَّه بن جميع، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1108 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ أخذ العقبة فلا يأخذها أحد

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ أخذ العقبة فلا يأخذها أحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ أخذ العقبة فلا يأخذها أحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ أخذ العقبة فلا يأخذها أحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ أخذ العقبة فلا يأخذها أحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب