حديث: الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الوصل والوشم وغيرها

عن ابن عباس قال: لُعنت الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة من غير داء.

حسن: رواه أبو داود (٤١٧٠) عن ابن السرح، حدّثنا ابن وهب، عن أسامة، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: لُعنت الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة من غير داء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لُعنت الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة من غير داء".

أولا:

شرح المفردات:
● لُعنت: اللَّعْن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، وهو وعيد شديد يدل على كبر الجرم.
● الوَاصِلَة: هي التي تصل شعرها بشعر آخر (كالبشرية أو الاصطناعية) لتطويله.
● المستوصلة: هي التي تطلب من غيرها أن يصل لها شعرها.
● النَّامِصَة: هي التي تنتف الشعر من الوجه (خاصة الحواجب) لتغيير شكلها.
● المتنمصة: هي التي تطلب من غيرها أن تنتف شعر وجهها.
● الوَاشِمَة: هي التي توشم الجلد (أي تغرز إبرة وتضع صبغة لتظهر رسومًا أو كتابات).
● المستوشمة: هي التي تطلب من غيرها أن يوشم جلدها.
● من غير داء: أي من غير حاجة طبية شرعية، وإنما لأجل التجميل والتزين المحرم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يُحذر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من أفعال تتعلق بتغيير خلق الله تعالى بغير حق، ويُعلن أن فاعلاتها ومستفيداتهن مُستحقات للطرد من رحمة الله (والعياذ بالله)، وذلك لعدة أسباب:
1- الوَصْل: وهو إلصاق شعر مستعار (أصلي أو صناعي) بالشعر الطبيعي، وكان شائعًا في الجاهلية للتباهي والغش، حيث تُظهر المرأة شعرها أطول وأكثف مما هو في الواقع. وهذا يتضمن الغش والكذب في المظهر، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه أيضًا في أحاديث أخرى.
2- النَّمْص: وهو نتف شعر الحاجبين أو تخفيفهما لتغيير شكلهما الطبيعي، أو لترقيقهما، أو لتجعيلهما بشكل قوس. وهذا من التغيير لخلق الله بغير حق، وقد فسره العلماء بأنه من "الوشر" المنهي عنه.
3- الوَشْم: وهو غرز الجلد بإبرة وحقنه بصبغة لتظهر رسومًا أو كتابات زرقاء دائمة. وكانت عادة جاهلية، وهي تتضمن تغييرًا دائمًا لخلق الله، وتسبب ألمًا دون ضرورة، وتشبهًا بغير المسلمين في عاداتهم.
وقيد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك "من غير داء"، استثناء للحالات الطبية الضرورية التي يقرها الشرع، مثل العلاج لضرورة صحية، أو إصلاح عيب خَلقي كالحروق أو الجروح، بشرط ألا يكون فيها تشبه محرم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم تغيير خلق الله بغير حق: فالله تعالى هو المصوِّر، وتغيير الخلقة الأصلية اعتراض على قضاء الله وقدره، إلا لضرورة مشروعة.
2- النهي عن الغش والكذب: كغش المرأة لزوجها أو للخاطبين بإظهار جمال لم تخلق به.
3- التحذير من التشبه بالكافرات والفاسقات: فإن هذه الأفعال كانت من عادات الجاهليات قديمًا وحديثًا.
4- أن الإثم يشمل الفاعل والراضي به والمشارك: فلُعنت الفاعلة والطالبة معًا.
5- التوسط في الزينة والجمال: فالإسلام لا يمنع المرأة من التجميل الحلال لزوجها، ولكن يمنع الوسائل المحرمة التي تفسد الفطرة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "النهي عن الوشر والوصلة" الذي ذكره الفقهاء في كتب النكاح والزينة.
- بعض العلماء استثنى من النمص ما كان من الشعر الزائد حول الحاجب الطبيعي (ليس من الحاجب نفسه)، إذا كان مشوها للمظهر، ولكن الأولى تركه إلا للضرورة.
- الوشم المحرم هو الدائم، أما الرسم المؤقت (كالحناء) فلا بأس به للزينة إذا خلا من صور ذوات الأرواح أو رموز محرمة.
- الحديث وعيد شديد، لكن من فعلت ذلك جهالةً ثم تابت، فالله تعالى تواب رحيم.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين، والالتزام بحدود الله، وأن يجنبنا مواضع اللعنة والغضب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤١٧٠) عن ابن السرح، حدّثنا ابن وهب، عن أسامة، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أسامة وهو ابن زيد الليثي.
وقوله: «لُعنت» له حكم الرفع كقوله: «أمرنا أو نهينا». وقد جاء مرفوعا من طريق آخر عن ابن عباس: أن رسول اللَّه ﷺ لعن الواصلة، والموصولة، والمتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.
رواه أحمد (٢٢٦٣)، والطبراني في الكبير (١١/ ٢٠٤) كلاهما من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وفي الإسناد ابن لهيعة سيء الحفظ إلا أنه يتقوى بالإسناد الأول.
قال أبو داود عقب حديث ابن عباس المذكور: «وتفسير الواصلة: التي تصل الشعر بشعر
النساء، والمستوصلة: المعمول بها، والنامصة: التي تنقش الحاجب حتى ترقه، والمتنمصة: المعمول بها، والواشمة: التي تجعل الخيلان في وجهها بكحل أو مداد، والمستوشمة: المعمول بها» انتهى.
والواصلة: في الأصل التي تصل الشعر بشعر النساء، وأما إن كان الوصل من خيوط الحرير وغيرها فلا بأس به كما روي عن سعيد بن جبير أنه قال: لا بأس بالقرامل.
رواه أبو داود (٤١٧١) بإسناد فيه شريك بن عبد اللَّه النخعي سيء الحفظ.
قال أبو داود عقب قول سعيد بن جبير هذا: «كأنه يذهب إلى المنهي عنه شعور النساء. ثم قال أبو داود: كان أحمد يقول: القرامل ليس به بأس.
والقرامل: هي ضفائر من شعر، أو صوف، أو إبريسم تصل به المرأة شعرها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 243 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء

  • 📜 حديث: الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب