حديث: نهى عن الأحمرين العصفر والذهب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بقي الحظر على الرجال دون النساء

عن عمرو بن أبي عمرو قال: سألت القاسم بن محمد قلت: إن ناسا يزعمون أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن الأحمرين العصفر والذهب، فقال: كذبوا، واللَّه لقد رأيتُ عائشة تلبس المعصفرات وتلبس خواتم الذهب.

حسن: رواه ابن سعد (٨/ ٧٠) عن عبد اللَّه بن مسلمة بن قعنب، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، فذكره.

عن عمرو بن أبي عمرو قال: سألت القاسم بن محمد قلت: إن ناسا يزعمون أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن الأحمرين العصفر والذهب، فقال: كذبوا، واللَّه لقد رأيتُ عائشة تلبس المعصفرات وتلبس خواتم الذهب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكره السائل حديثٌ مهمٌ في بيان حقيقة بعض الأحكام الشرعية المتعلقة باللباس والزينة، وردّ بعض الشبهات التي قد تثار حولها. وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● عمرو بن أبي عمرو: راوي الحديث، وهو ثقة من التابعين.
● القاسم بن محمد: هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، أحد فقهاء المدينة السبعة، وهو ثقة فقيه، وحفيد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
● يزعمون: يدّعون أو يقولون.
● الأحمرين: المقصود بهما العصفر والذهب، لأن لونهما أحمر أو يميل إلى الحمرة.
● العصفر: نبات يصبغ به الثياب بلون أحمر أو أصفر، ويُقصد هنا الثياب المصبوغة بالعصفر.
● خواتم الذهب: حلقات من الذهب تُلبس في الأصابع.

2. شرح الحديث:


روى عمرو بن أبي عمرو أنه سأل القاسم بن محمد عن قول بعض الناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الثياب المصبوغة بالعصفر وعن لبس الذهب (وهما ما يُسميان بالأحمرين). فرد عليه القاسم بن محمد بأن هذا القول كذب، واستشهد بأنه رأى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تلبس الثياب المعصفرات (المصبوغة بالعصفر) وتلبس خواتم الذهب.
وهذا الرد من القاسم بن محمد يدل على:
- أن النهي المزعوم عن الأحمرين (العصفر والذهب) غير صحيح، وإلا لما فعلته عائشة رضي الله عنها، وهي من أفقه الناس وأعلمهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أن عائشة رضي الله عنها كانت تلبس الذهب والثياب المعصفرات، وهذا دليل على جواز ذلك للنساء، لأن الذهب حرام على الرجال ومباح للنساء.
- أن القاسم بن محمد أنكر هذا الزعم بشدة وقال "كذبوا"، مما يدل على أن هذا القول باطل ولا أصل له في السنة.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب التحقق من صحة الأحاديث والآثار: فلا يُؤخذ الدين من أقوال الناس بدون دليل صحيح، بل يجب الرجوع إلى العلماء الثقات والأحاديث الصحيحة.
● الرد على الشبهات والبدع: يجب على العلماء بيان الحق وردّ الأقوال الباطلة التي تُنسب إلى الشريعة بدون دليل.
● جواز لبس الذهب والمعصفر للنساء: الحديث يدل على أن النساء يجوز لهن لبس الذهب والثياب المصبوغة بالعصفر، لأن عائشة رضي الله عنها فعلت ذلك، وهي من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأعلم الناس بسنته.
● النهي عن الذهب خاص بالرجال: أما النساء فيجوز لهن لبس الذهب، كما هو مقرر في الفقه الإسلامي.
● الأخذ بعمل الصحابة: فعل عائشة رضي الله عنها يدل على الجواز، لأنها لا تفعل إلا ما هو جائز شرعًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البيهقي في "السنن الكبرى"، وذكره ابن حجر في "فتح الباري" وغيره.
- العصفر من الصبغات المشهورة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يُستخدم في صبغ الثياب، ولم يرد نهي صحيح عن لبس المعصفر، بل وردت أحاديث في جوازه.
- النهي عن الذهب خاص بالرجول، كما في الحديث الصحيح: "حُرِّمَ لِبَاسُ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، وَأُحِلَّ لِإِنَاثِهِمْ" (رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني).
- ينبغي للمسلم أن يتثبت في نقل الأحكام الشرعية، ولا ينقل كل ما يسمعه بدون تحقيق، لأن بعض الناس قد يروي أحاديث ضعيفة أو موضوعة بدون علم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلًا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن سعد (٨/ ٧٠) عن عبد اللَّه بن مسلمة بن قعنب، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد العزيز بن محمد وهو الدراوردي فإنه حسن الحديث.
وجاء في أثر حسن رواه البيهقي في الكبرى (١/ ٢٩) عن أبي عبد اللَّه الحافظ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا سعيد، عن ابن سيرين، عن عمرة أنها قالت: كنا مع عائشة فما زلنا بها حتى رخصت لنا في الحلي، ولم ترخص لنا في الإناء المفضض.
وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف حسن الحديث إذا لم يأت بما ينكر عليه. وسعيد هو ابن أبي عروبة.
وبمعناه ما روي عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول اللَّه ﷺ رأى في إصبعه خاتما من ذهب، فجعل
يقرع يده بعود معه، فغفل النبي ﷺ عنه، فأخذ الخاتم فرمى به. فنظر النبي ﷺ، فلم يره في إصبعه، فقال: «ما أرانا إلا قد أوجعناك وأغرمناك».
رواه أحمد (١٧٧٤٩)، والنسائي (٥١٩٠) كلاهما عن عفان، حدّثنا وهيب، قال: حدّثنا النعمان بن راشد، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي ثعلبة الخشني، فذكره.
وفيه النعمان بن راشد وهو الجزري وصف بأنه سيء الحفظ وكثير الغلط فإن أصحاب الزهري رووه مرسلا، منهم: يونس كما قال النسائي فإنه خالفه فرواه عن الزهري، عن أبي إدريس مرسلا.
رواه عبد اللَّه بن وهب في جامعه (٥٨٩) وعنه النسائي (٥١٩١) قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو إدريس الخولاني أن رجلا ممن أدرك النبي ﷺ لبس خاتما من ذهب، فذكر نحوه.
قال النسائي بعد أن ساق عدة روايات عن أصحاب الزهري: «والمراسيل أشبه بالصواب». وكذلك رجح الدارقطني في علله (٦/ ٣٢٠) المرسل.
وأما ما نقله الحافظ ابن حجر في الفتح (١٠/ ٣١٧): عن يونس، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن رجل له صحبة قال: فذكر الحديث.
فالظاهر أنه وقع فيه تحريف من «أن رجلا» إلى «عن رجل» لأن قوله: عن رجل يجعل الإسناد متصلا، وجميع من نقل عن يونس قال: إن رجلا أي مرسلا.
فقه هذا الباب:
كان الذهب والفضة في أول الإسلام مباحا للرجال والنساء على البراءة الأصلية، فوقع الحظر على الجميع، ثم أبيحت للنساء دون الرجال.
ولقد ثبت عن عائشة أنها كانت تحلّي بنات أختها الذهب، وكانت أم سلمة تكره ذلك، وتنكره. رواه الطحاوي في شرح المشكل (١٢/ ٢٩٩) بإسناد صحيح.
قال الطحاوي: «فكان في إباحة عائشة تحلي بنات أختها الذهب بعد سماعها من النبي ﷺ ما قد ذكرناه عنها في هذا الباب: أن ذلك لم يكن منها إلا بعد وقوفها على حل ذلك لهن ولأمثالهن بعد حرمته كان عليهن وعلى أمثالهن، فثبت بذلك نسخ ما كانت علمته من منع رسول اللَّه ﷺ ما كان منع منه» اهـ.
وقال ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (ص ٤٤٦): «وكان في أول الإسلام يلبس الرجال خواتيم الذهب، وغير ذلك، وكان الحظر قد وقع على الناس كلهم، ثم أباحه رسول اللَّه ﷺ للنساء دون الرجال، فصار ما كان على النساء من الحظر مباحا لهن فنسخت الإباحة الحظر».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٢٥/ ٦٤): «وباب اللباس أوسع من باب الآنية فإن آنية الذهب والفضة تحرم على الرجال والنساء. وأما باب اللباس: فإن لباس الذهب
والفضة يباح للنساء بالاتفاق، ويباح للرجل ما يحتاج إليه من ذلك. ويباح يسير الفضة للزينة وكذلك يسير الذهب التابع لغيره كالطرز ونحوه في أصح القولين في مذهب أحمد وغيره؛ فإن النبي ﷺ نهى عن الذهب إلا مقطعًا«اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 225 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى عن الأحمرين العصفر والذهب

  • 📜 حديث: نهى عن الأحمرين العصفر والذهب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى عن الأحمرين العصفر والذهب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى عن الأحمرين العصفر والذهب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى عن الأحمرين العصفر والذهب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب