حديث: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الوصل والوشم وغيرها

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: لعن اللَّه الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق اللَّه. قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن، فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق اللَّه، فقال عبد اللَّه: وما لي لا ألعن من لعن رسول اللَّه ﷺ؟ وهو في كتاب اللَّه، فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته. فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال اللَّه عز وجل: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [سورة الحشر: ٧] فقالت المرأة: فإني أرى شيئًا من هذا على امرأتك الآن، قال: اذهبي فانظري، قال: فدخلت على امرأة عبد اللَّه فلم تر شيئًا، فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئًا، فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها.

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٩٣٩)، ومسلم في اللباس والزينة (٢١٢٥: ١٢٠) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود قال: لعن اللَّه الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق اللَّه. قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن، فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق اللَّه، فقال عبد اللَّه: وما لي لا ألعن من لعن رسول اللَّه ﷺ؟ وهو في كتاب اللَّه، فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته. فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال اللَّه ﷿: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [سورة الحشر: ٧] فقالت المرأة: فإني أرى شيئًا من هذا على امرأتك الآن، قال: اذهبي فانظري، قال: فدخلت على امرأة عبد اللَّه فلم تر شيئًا، فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئًا، فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن، فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهو في كتاب الله، فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته. فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [سورة الحشر: ٧] فقالت المرأة: فإني أرى شيئًا من هذا على امرأتك الآن، قال: اذهبي فانظري، قال: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئًا، فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئًا، فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها."

1. شرح المفردات:


● الواشمات: النساء اللاتي يضعن الوشم (بكسر الواو) أي يغرزن الإبرة في الجلد ثم يحشون الموضع بالكحل أو غيره فيخضرّ، وجمعها واشمات.
● المستوشمات: الطالبات للوشم، أو اللاتي يطلبن من غيرهن أن يوشمنهن.
● النامصات: اللاتي ينقشن الشعر من الوجه (الخدين والحاجبين وغيرها)، ويقال للناقصة شعر الحاجبين نامصة.
● المتنمصات: اللاتي يطلبن النمص، أي يطلبن من غيرهن أن ينقشن لهن الشعر.
● المتفلجات: اللاتي يفلجن أسنانهن، أي يحددنها ويسوينها ويفرقن بينها لتصير متباعدة؛ طلبًا للحسن.
● المغيرات خلق الله: اللاتي يغيرن الصورة التي خلقها الله تعالى عليهن بفعل هذه الأشياء.
● لعن الله: الطرد والإبعاد من رحمة الله.
● لم نجامعها: أي لم نختلط بها أو نؤاكلها، وفي رواية: "لم نمسها" أي لم نعاشرها زوجية.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفيه أنه لعن فئات من النساء يقمن بتغيير خلق الله تعالى بطرق محرمة، وذلك اتباعًا للعن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن.
وجاءته امرأة من بني أسد - وهي أم يعقوب وكانت قارئة للقرآن - مستنكرة ذلك، حيث قالت إنها لم تجد هذا اللعن في القرآن، فأخبرها ابن مسعود أن الأمر ليس مقصورًا على ما في القرآن فقط، بل يشمل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾.
ثم حاولت أن تتهم امرأة ابن مسعود بأن عليها آثار هذه الأفعال، فطلب منها أن تذهب لترى بنفسها، فلما ذهبت لم تر شيئًا، فأخبرها ابن مسعود أنه لو كانت زوجته تفعل ذلك لما عاشرها.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم التغيير في خلق الله: الحديث يدل على تحريم الوشم والنمص والتفلج لغير حاجة طبية، إذا كان القصد منه التجميل والتزين بشكل يغير خلق الله.
● وجوب اتباع السنة: السنة النبوية مصدر تشريعي يجب الأخذ بها كما يؤخذ بالقرآن، لقوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ﴾.
● الغيرة على محارم الله: كان ابن مسعود رضي الله عنه غيورًا على دين الله، فبلغه اللعن عن النبي صلى الله عليه وسلم فنشره وعمل به.
● الحكمة في الرد على الشبهات: رد ابن مسعود على المرأة كان حكيمًا، حيث بين لها أن السنة جزء من الدين، ولم يغضب أو يتهجم، بل استدل بالقرآن على وجوب اتباع السنة.
● التثبت وعدم التسرع في اتهام الآخرين: عندما اتهمت المرأة زوجة ابن مسعود، لم يغضب بل أمرها أن تذهب لترى بنفسها، مما يدل على أهمية التثبت.
● عفة الصحابة وتنزيه أهليهم: قول ابن مسعود "أما لو كان ذلك لم نجامعها" يدل على شدة تحرزهم من المحرمات وعدم الرضا بها في بيوتهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب الزينة والتحذير من التشبه بالكافرات أو الفاسقات.
- النمص (نتف الشعر من الوجه) محرم عند جمهور العلماء إذا كان للزينة، أما إذا كان الشعر زائدًا يشوه الخلقة فيجوز إزالته.
- التفلج المحرم هو ما كان بغرض التجميل بتفريق الأسنان، أما إذا كان لعلاج مشكلة طبية فيجوز.
- الحديث يدل على أن التجميل المحرم هو ما كان بتغيير الخلقة الطبيعية، أما الزينة المباحة كالحناء والكحل فجائزة.
- يستفاد من الحديث أهمية تعليم النساء أحكام
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٩٣٩)، ومسلم في اللباس والزينة (٢١٢٥: ١٢٠) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، فذكره. والسياق لمسلم.
قوله: «والمتنمّصات» جمع متنمّصة وهي التي تطلب النماص، والنماص إزالة شعر الحاجبين (لتلوينهما كما تفعل المرأة اليوم للتجمل) فهذا لا يجوز أصلا.
وأما إنْ كان الشعر متصلا بين الحاجبين، أوكان كثيفا فوق العادة يشوّه الوجه ويؤذيه فلا بأس بإصلاحها، وإنْ نبتَ الشعرُ في الوجه مثل اللحية والشارب فلا بأس بإزالتها لأنه خلافٌ لفطرة المرأة التي خلقها اللَّهُ عليها.
وقوله: «والمتفلجات» جمع متفلجة وهي التي تطلب الفلج، والفلج انفراج ما بين الثنيتين، والتفلج أن يفرج بين المتلاصقين بالمبرد ونحوه، وهو مختص عادة بالثنايا والرباعيات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 235 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن

  • 📜 حديث: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب