حديث: عن ابن مسعود: نهى رسول الله ﷺ عن الواصلة والواشمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الوصل والوشم وغيرها

عن مسروق أن امرأة جاءت إلى ابن مسعود فقالت: أنبئت أنك تنهى عن الواصلة، قال: نعم. فقالت: أشيء تجده في كتاب اللَّه أم سمعته عن رسول اللَّه ﷺ؟ فقال: أجده في كتاب اللَّه وعن رسول اللَّه ﷺ فقالت: واللَّه لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف، فما وجدت فيه الذي تقول. قال: فهل وجدت فيه ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ قالت: نعم. قال: فإني سمعت رسول اللَّه ﷺ نهى عن النامصة، والواشرة، والواصلة، والواشمة إلا من داء. قالت المرأة: فلعله في بعض
نسائك. قال لها: ادخلي، فدخلت، ثم خرجت، فقالت: ما رأيت بأسا. قال: ما حفظت إذًا وصية العبد الصالح: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ﴾ [سورة هود: ٨٨]

صحيح: رواه أحمد (٣٩٤٥)، والنسائي (٥٠٩٨) كلاهما من حديث قتادة، عن عزرة، عن الحسن العرني، عن يحيى الجزار، عن مسروق، فذكره.

عن مسروق أن امرأة جاءت إلى ابن مسعود فقالت: أنبئت أنك تنهى عن الواصلة، قال: نعم. فقالت: أشيء تجده في كتاب اللَّه أم سمعته عن رسول اللَّه ﷺ؟ فقال: أجده في كتاب اللَّه وعن رسول اللَّه ﷺ فقالت: واللَّه لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف، فما وجدت فيه الذي تقول. قال: فهل وجدت فيه ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ قالت: نعم. قال: فإني سمعت رسول اللَّه ﷺ نهى عن النامصة، والواشرة، والواصلة، والواشمة إلا من داء. قالت المرأة: فلعله في بعض
نسائك. قال لها: ادخلي، فدخلت، ثم خرجت، فقالت: ما رأيت بأسا. قال: ما حفظت إذًا وصية العبد الصالح: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ﴾ [سورة هود: ٨٨]

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من رواية الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يرويه عنه التابعي الثقة مسروق بن الأجدع، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● الواصلة: هي التي تصل شعرها بشعر آخر (كالباروكة أو الشعر المستعار) لتطويله.
● النامصة: هي التي تنتف الشعر من الوجه (كالحواجب).
● الواشرة: هي التي تبرد الأسنان وتحدها لتصغيرها أو تحسين منظرها.
● الواشمة: هي التي تضع الوشم في الجلد (بوخز الجلد وإدخال الصبغ).
● إلا من داء: أي إلا إذا كان هناك ضرورة طبية (كإصلاح تشوه أو علاج جراحي).
● ما بين دفتي المصحف: أي جميع صفحات المصحف.
● وصية العبد الصالح: يقصد شعيب عليه السلام في قوله تعالى.
2. شرح الحديث:
جاءت امرأة إلى ابن مسعود رضي الله عنه وسألته عن نهيه عن الواصلة (وهي وصل الشعر)، فأكد لها النهي، فاستفسرت: هل هذا النهي موجود في القرآن أم سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأجابها أنه موجود في القرآن وفي السنة.
فحاجته بأنها قرأت المصحف كله ولم تجد هذا النهي، فذكّرها ابن مسعود بقوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]. فأقرت بأنها وجدت هذه الآية.
ثم بين لها أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة (إلا للضرورة الطبية). فظنت المرأة أن هذا النهي قد لا ينطبق على زوجات ابن مسعود، فطلب منها أن تدخل لترى بنفسها، فلما دخلت وتأكدت أن نساءه لا يفعلن ذلك، اعترفت بأنها لم تر شيئاً.
فأنكر عليها ابن مسعود ترددها وشكها، واستشهد بقول شعيب عليه السلام: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ﴾ [هود: 88]، أي أنه لا ينهى الناس عن شيء ثم يفعله هو.
3. الدروس المستفادة:
- وجوب الأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما نأخذ بالقرآن، لقوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ﴾.
- تحريم الواصلة والنامصة والواشرة والواشمة لأنها من تغيير خلق الله.
- جواز الاستثناء للضرورة الطبية (إلا من داء).
- أهمية التطبيق العملي للدعاة، وعدم المخالفة بين القول والفعل.
- أدب الحوار والمناقشة بالحكمة والموعظة الحسنة.
4. معلومات إضافية:
- هذه الأفعال (الوصل، النمص، الوشم، etc.) من الكبائر عند بعض العلماء لأنها تتضمن تغيير خلق الله.
- الحديث يدل على فقه ابن مسعود رضي الله عنه وحفظه للسنة، وفطنة المرأة في السؤال.
- يستثنى من النهي ما كان للضرورة العلاجية أو التجميلية المشروعة (كإصلاح التشوهات).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٩٤٥)، والنسائي (٥٠٩٨) كلاهما من حديث قتادة، عن عزرة، عن الحسن العرني، عن يحيى الجزار، عن مسروق، فذكره. وإسناده صحيح.
وقوله: «الواشرة» من الوشر بفتح الواو وسكون الشين وهو معالجة الأسنان بما يحددها، ويرقق أطرافها، تفعلها المرأة المسنة تتشبه بذلك بالشواب.
وفي معناه ما روي عن أبي ريحانة مرفوعا: نهى رسول اللَّه ﷺ عن عشرة: منها الوشر. وفي إسناده كلام. انظر: كتاب النكاح، باب لا تباشر المرأةُ المرأةَ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 236 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن ابن مسعود: نهى رسول الله ﷺ عن الواصلة والواشمة

  • 📜 حديث: عن ابن مسعود: نهى رسول الله ﷺ عن الواصلة والواشمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن ابن مسعود: نهى رسول الله ﷺ عن الواصلة والواشمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن ابن مسعود: نهى رسول الله ﷺ عن الواصلة والواشمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن ابن مسعود: نهى رسول الله ﷺ عن الواصلة والواشمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب