أخرجوهم من بيوتكم

حديث: أخرجوهم من بيوتكم

عن ابن عباس قال: لعن النبي ﷺ المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء وقال: «أخرجوهم من بيوتكم».
قال: وأخرج النبي ﷺ فلانا، وأخرج عمر فلانا.

صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٨٦) عن معاذ بن فضالة، حدّثنا هشام، عن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن النبي ﷺ المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء وقال: «أخرجوهم من بيوتكم». قال: وأخرج النبي ﷺ فلانًا، وأخرج عمر فلانًا."
(رواه البخاري في صحيحه)

1. شرح المفردات:

● لعن: اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، وهو وعيد شديد يدل على كبر الذنب وعظم الجرم.
● المخنثين من الرجال: هم الذكور الذين يتشبهون بالنساء في هيئاتهم وأصواتهم وتصرفاتهم وملابسهم ومشيتهم وكلامهم، ويتكلمون بالترخيم كالنساء.
● المترجلات من النساء: هن الإناث اللواتي يتشبهن بالرجال في هيئتهن وملبسهن ومشيهن وكلامهن وتصرفاتهن.
● أخرجوهم من بيوتكم: أمر بإبعادهم عن المجالس والبيوت؛ حفظًا للأخلاق ودفعًا للفتنة.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث الشريف يحذر من ظاهرتين خطيرتين تهددان كيان الأسرة والمجتمع، وهما:
أولاً: المخنثون من الرجال:
هم الذين يتعمدون التشبه بالنساء في المظهر والسلوك، وهذا مخالف للفطرة التي فطر الله عليها الناس، حيث جعل لكل جنس هيئة وخصائص تميزه. وهذا الفعل من كبائر الذنوب؛ لأنه تغيير لخلق الله وتشبه بالجنس الآخر، مما يفسد الأخلاق ويؤدي إلى المفاسد.
ثانيًا: المترجلات من النساء:
وهن النساء اللاتي يتشبهن بالرجال في اللباس والمشي والكلام والتصرفات، وهذا أيضًا محرم ومنافٍ للفطرة، وقد جاءت النصوص بالنهي عن تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال.
قوله: «أخرجوهم من بيوتكم»:
هذا أمر نبوي بحماية البيوت من هؤلاء؛ لأن وجودهم قد يكون سببًا في الفتنة والفساد، أو يعطي قدوة سيئة لأهل البيت، خاصة الصغار. وهو ليس إخراجًا من السكنى بالمعنى المطلق دائمًا، بل المقصود إبعادهم عن مجالس الأسرة ومخالطتهم؛ سدًا لذرائع الفساد.
قوله: "وأخرج النبي ﷺ فلانًا، وأخرج عمر فلانًا":
هذا تطبيق عملي من النبي ﷺ وخليفته عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أخرجا شخصين معينين كانا متصفين بهذه الصفات، مما يدل على أهمية التطبيق العملي لهذا الأمر.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- تحريم التشبه بالجنس الآخر: سواء كان رجلاً يتشبه بالنساء أو امرأة تتشبه بالرجال، وهذا من كبائر الذنوب.
2- الحفاظ على الفطرة: الإسلام يحافظ على الفطرة الإنسانية السليمة ويمنع كل ما يعكر صفوها.
3- حماية المجتمع من الانحراف: الأمر بإخراجهم من البيوت يدل على سد الذرائع الموصلة إلى الفساد.
4- واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يجب على ولي الأمر والمجتمع أن يتخذ الإجراءات اللازمة لمنع هذه الظواهر.
5- قدوة القادة في تطبيق الشرع: النبي ﷺ والخلفاء الراشدون طبقوا هذا الأمر عمليًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن المخنث الذي يتعمد التشبه بالنساء ملعون ومطرود من رحمة الله، أما من كان فيه شيء من المخانثة بغير قصد (كخلقة الصوت) فلا إثم عليه، لكن عليه أن يجتهد في تعديل سلوكه ما استطاع.
- بعض الفقهاء استدل بهذا الحديث على تحريم عمل الرجل في مهن النساء والعكس، إذا كان فيه تشبه.
- ينبغي التفريق بين المخنث المتعمد وبين من لديه اضطراب في الهوية (وهذا يحتاج إلى علاج وتربية صحيحة)، مع التأكيد على أن الإسلام يعالج هذه القضايا بالتربية والتوجيه والعلاج الشرعي والنفسي.
- يجب على المسلمين اليوم الحذر من ظاهرة التشبه بالكفار والتي انتشرت في اللباس والتصرفات، فهي داخلة في عموم النهي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٨٦) عن معاذ بن فضالة، حدّثنا هشام، عن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 228 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخرجوهم من بيوتكم

📜 حديث: أخرجوهم من بيوتكم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أخرجوهم من بيوتكم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أخرجوهم من بيوتكم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أخرجوهم من بيوتكم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية