حديث: العضباء كانت ناقة رسول الله لا تُسبق فسبقها أعرابي
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما رفع اللَّه شيئًا إلا وضعه
صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٠١) عن محمد قال: أخبرنا الفزاري وأبو خالد الأحمر، عن حميد الطويل، عن أنس، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" والإمام أحمد في مسنده، وغيرهم، وهو حديث صحيح. وها هو شرحه على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
● العَضْبَاء: اسم ناقة النبي ﷺ، والعضباء في اللغة تطلق على الناقة التي في أذنها شق أو قطع، وهي صفة محمودة عند العرب في الإبل.
● لا تُسْبَق: أي لا تسبقها أخرى في السرعة، كانت سريعة جدًا لا تغلَب في السباق.
● قَعُود: هو الفحل من الإبل (الجمل)، ويُطلق على الذكر الذي يُركب.
● اشْتَدَّ ذلك على المسلمين: غُمُّوا وحزنوا وتضايقوا كثيرًا.
● سُبِقَتِ العَضْبَاء: جملة تعجب وحزن على سبقها.
● حَقًّا عَلَى اللَّهِ: أي من حكمته وعدله الثابت الذي أوجبه على نفسه.
● لا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ: الرفع هنا بمعنى الإعلاء والإكرام والتمكين، والوضع بمعنى الخفض والإذلال وزوال النعمة.
2. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن ناقة رسول الله ﷺ، والتي كانت تُعرف بسرعتها الفائقة حتى إنها لم تُهزم في سباق، قد سبقها أعرابي على جمله. فحزن المسلمون حزنًا شديدًا لهذه الهزيمة غير المتوقعة، لما يعتقدونه من بركة وفضل ما يخص النبي ﷺ.
فلما رأى النبي ﷺ تأثير هذا الحادث في نفوسهم، وعظهم بهذه الكلمة الجامعة التي تضع الأمور في نصابها، وتُذَكِّر بحقيقة الدنيا ونظامها الذي وضعه الله تعالى. فبيّن ﷺ أن من سنة الله تعالى المطردة وحكمته النافذة أنه لا يرفع شيئًا من أمور الدنيا (من مال، أو جاه، أو قوة، أو منزلة، أو حتى سرعة ناقة) إلا وسينزله ويوضعه يومًا ما. فالنصر والهزيمة، والعلو والانخفاض، كلها أمور دورية في الدنيا، ولا ينبغي أن يتعلق القلب بها أو يغتر ببقائها.
3. الدروس المستفادة منه:
● التذكير بحقيقة الدنيا: الدنيا دار زوال لا دوام فيها، وما فيها من نعم وأمجاد وعزّ فإنها قابلة للزوال، وهذه سنة إلهية.
● عدم الاغترار بالقوة والمنزلة الدنيوية: يجب على المسلم أن يتواضع ولا يغتر بما آتاه الله من قوة أو مال أو مكانة، فكلها عرضة للزوال بحكم الله.
● المواساة وتهذيب النفوس: كان موقف النبي ﷺ موقفًا تربويًا، حيث واسى أصحابه وهدأ من روعة الحزن الذي أصابهم، ووجههم إلى الحكمة الإلهية من وراء الحدث.
● الثبات على المبدأ regardless of النتائج الدنيوية: لم يحزن النبي ﷺ لهزيمة ناقته كما حزن الصحابة، لأنه يعلم أن القيمة الحقيقية ليست في الانتصارات الدنيوية العابرة، بل في رضا الله تعالى.
● أن خوارق العادات (المعجزات) تكون للحاجة الدينية، لا للأمور الدنيوية: فالناقة كانت سريعة بصفة طبيعية، ولم تكن معجزة دائمة، فسبقها الأعرابي أمر طبيعي ممكن.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، التي جمعت حكمة عظيمة في عبارة موجزة.
- يوضح الحديث الفرق بين نظرة المسلم للدنيا ونظرة الآخرين، فالمسلم يرى فيها دار اختبار وعمل، لا دار خلود واستقرار.
- يمكن ربط هذا الحديث بقوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]. وقوله ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (رواه مسلم).
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يعتبر بهذه الحكم النبوية، ويعلم حقيقة الدنيا فلا يغتر بها، ويجعل آخرته أفضل من دنياه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 159 من أصل 227 حديثاً له شرح
- 134 عنوان الحديث: "لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البراد المتفتقة"
- 135 لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا حاجة...
- 136 التمر والماء طعام النبي ﷺ وأصحابه
- 137 الطعام في عهد رسول الله ﷺ التمر والماء
- 138 عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم...
- 139 ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته
- 140 أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف
- 141 ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة
- 142 الرجل يأخذ بيد الرجلين على قدر طاقته
- 143 طعامنا الأسودان التمر والماء
- 144 ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
- 145 ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من...
- 146 اتقوا الدنيا واتقوا النساء
- 147 في إعطاء المال فتنة وفي إمساكه فتنة
- 148 إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال
- 149 الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم
- 150 الدنيا سجن للمؤمن وجنة للكافر
- 151 الإنسان وأجله محيط به وهذا الذي هو خارج أمله
- 152 هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط...
- 153 هذا ابن آدم وهذا أجله ثم أمله
- 154 هذاك الأمل وهذاك الأجل
- 155 الإنسان وأجله وأمله يتعاطى الأمل يختلجه دون ذلك
- 156 ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منية
- 157 حب الدنيا وطول الأمل
- 158 يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان: الحرص على المال والحرص...
- 159 العضباء كانت ناقة رسول الله لا تُسبق فسبقها أعرابي
- 160 حقا على الله لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه
- 161 فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم
- 162 إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم
- 163 لا يأتي الخير إلا بالخير
- 164 إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة...
- 165 إني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها
- 166 ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر
- 167 إن الله فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبا
- 168 تطالعت عليكم الدنيا تطالعت عليكم الدنيا
- 169 إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك...
- 170 إياكم والتمادح، فإنه الذبح
- 171 من أخذ الدنيا بحقه بورك له فيها
- 172 من أخذ بحق الدنيا يبارك الله له فيها
- 173 المال خضرة حلوة
- 174 يتخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة
- 175 من أخذه بورك له فيه ورب متخوض في مال الله...
- 176 المال هو حسب أهل الدنيا
- 177 الحسَب المال والكرم التقوى
- 178 كرم الرجل دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه
- 179 من كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه...
- 180 من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه
- 181 إلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك
- 182 يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد
- 183 ما أنفقت فلك وما أمسكت فليس لك
معلومات عن حديث: العضباء كانت ناقة رسول الله لا تُسبق فسبقها أعرابي
📜 حديث: العضباء كانت ناقة رسول الله لا تُسبق فسبقها أعرابي
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: العضباء كانت ناقة رسول الله لا تُسبق فسبقها أعرابي
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: العضباء كانت ناقة رسول الله لا تُسبق فسبقها أعرابي
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: العضباء كانت ناقة رسول الله لا تُسبق فسبقها أعرابي
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








