حديث: المال هو حسب أهل الدنيا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن متاع الدنيا خضرة حلوة

عن بريدة بن الحصيب قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه هذا المال».

حسن: رواه النسائي (٣٢٢٥)، وأحمد (٢٢٩٩٠)، وابن حبان (٦٩٩، ٧٠٠)، والحاكم (٢/ ١٦٣) كلهم من طريق حسين بن واقد، حدثني عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، فذكره.

عن بريدة بن الحصيب قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه هذا المال».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق الكتب المعتمدة عند أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
«إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه هذا المال».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني في صحيح الجامع).


1. شرح المفردات:


● أحساب: جمع "حَسَب"، وهو ما يعتد به الإنسان من نسب وشرف وأصالة في قومه.
● أهل الدنيا: أي الذين همهم الدنيا وزينتها، ويهملون أمر الآخرة.
● يذهبون إليه: أي يعتمدون عليه ويَفْتَخِرون به.
● هذا المال: يشير إلى الأموال والثروات الدنيوية.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أن معيار التفاخر والتباهي عند أهل الدنيا -أي الذين غرّتهم الدنيا وافتتنوا بها- هو المال وحده، فيجعلونه أساس الحسب والشرف، ويتفاخرون بكثرة الأموال والثروات، ويظنون أن المال يرفع منزلتهم بين الناس، ويغفلون عن الحسب الحقيقي الذي هو التقوى والعمل الصالح ونقاء الأصل وسمو الأخلاق.
وهذا ذمّ من النبي ﷺ لهذا المنظور المادي الضيق، وتحذيرٌ من الاغترار بالمال وجعله مقياسًا للقيمة الحقيقية للإنسان.


3. الدروس المستفادة:


1- التحذير من الاغترار بالمال: فالمال زائل، ولا يُعتبر أساسًا للتفاضل بين الناس، بل المعيار الحقيقي هو التقوى كما قال تعالى:
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: 13).
2- عدم جعل المال وسيلة للفخر والتباهي: لأن ذلك من أخلاق الجاهلية، وقد جاء الإسلام ليبطل هذه المفاهيم.
3- الحث على التمسك بالقيم الحقيقية: من إيمان، وتقوى، وأخلاق كريمة، وعمل صالح، فهذه هي bases الشرف الحقيقي.
4- التذكير بحقيقة الدنيا: فهي فانية، والمال متاع زائل، فلا ينبغي أن يُتخذ وسيلة للمفاخرة والتباهي.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يندرج تحت "ذم الدنيا والتحذير من فتنتها"، وهو موضوع متكرر في السنة النبوية.
- جاء في أحاديث أخرى ما يؤكد هذا المعنى، مثل قوله ﷺ:
«إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (رواه مسلم).
- ينبه الحديث إلى خطورة التفاخر بالأنساب والأموال، وهو من أمر الجاهلية الذي نبذه الإسلام.


ختامًا:


فالحديث يحث المسلم على أن يجعل همّه الآخرة، وأن يتخذ التقوى والعمل الصالح معيارًا لتفاضله، لا المال والجاه، فهما لا يغنيان عن الإنسان يوم القيامة، بل يكون المال حجة عليه إذا لم يحسن استخدامه في طاعة الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٢٢٥)، وأحمد (٢٢٩٩٠)، وابن حبان (٦٩٩، ٧٠٠)، والحاكم (٢/ ١٦٣) كلهم من طريق حسين بن واقد، حدثني عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، فذكره. وإسناده حسن من أجل حسين بن واقد فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 176 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المال هو حسب أهل الدنيا

  • 📜 حديث: المال هو حسب أهل الدنيا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المال هو حسب أهل الدنيا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المال هو حسب أهل الدنيا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المال هو حسب أهل الدنيا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب