حديث: إن الله قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب اللَّه على من تاب

عن أبي واقد الليثي قال: كنا نأتي النبي ﷺ إذا أنزل عليه فيحدثنا، فقال لنا ذات يوم: «إن اللَّه عز وجل قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم واد لأحب أدن يكون إليه ثان، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب اللَّه على من تاب».

حسن: رواه أحمد (٢١٩٠٦)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٧٩) كلاهما من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي، فذكره.

عن أبي واقد الليثي قال: كنا نأتي النبي ﷺ إذا أنزل عليه فيحدثنا، فقال لنا ذات يوم: «إن اللَّه ﷿ قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم واد لأحب أدن يكون إليه ثان، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب اللَّه على من تاب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يرشدنا إلى حقيقة الدنيا وزينتها، وإلى طبيعة النفس البشرية وشهواتها. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه. وهو حديث صحيح متفق عليه.
### ثانياً. شرح المفردات
● أنزلنا المال: أي خلقناه وجعلناه وسيلة للعيش والعبادة.
● لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة: أي أن الغاية الأساسية من المال هي أن يقوم صاحبه بالفرائض ويتقرب بالنوافل.
● واد: أي وادٍ من أموال الدنيا وخيراتها.
● أحب أن يكون إليه ثان: أي تمنى أن يكون له وادٍ آخر مثله.
● لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب: كناية عن الموت، فمهما كثر ماله وشبعه فلن يشبع نفسه إلا حين يموت ويدفن في التراب.
● ثم يتوب الله على من تاب: أي أن باب التوبة مفتوح لمن استغرق في حب الدنيا ثم رجع وأناب.
### ثالثاً. شرح الحديث
يحدثنا الصحابي الجليل أبو واقد الليثي رضي الله عنه عن حالهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يلازمونه ويستمعون إليه كلما نزل عليه الوحي، ففي أحد الأيام أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بما أوحى الله إليه، وهو:
1- الغاية من المال: يبدأ الحديث بتعريف الغاية الحقيقية من المال، وهي أنه وسيلة وليس غاية في ذاته. فالله أنزل المال ويسره للعباد ليساعدهم على إقامة الصلاة بإخلاص وطمأنينة، وإيتاء الزكاة للفقراء والمحتاجين. فالمال عبد للدين، وليس الدين عبداً للمال.
2- طبيعة النفس البشرية: ثم ينتقل الحديث إلى كشف حقيقة نفس الإنسان وجبلتها، وهي نهمها وحبها للزيادة من متاع الدنيا، حتى لو كان ما لديه كافياً. فلو أعطي الإنسان وادياً مليئاً بالخير والمال، لتمنى وادياً ثانياً، ولو أعطي واديين لتمنى ثالثاً، وهكذا... لا يشبع الإنسان من حطام الدنيا أبداً. هذه هي الفطرة التي جبل الله عليها الإنسان، والتي تحتاج إلى ترويض بالإيمان والزهد.
3- النهاية المحتومة: ثم يختم الحديث بحقيقة مؤلمة لكنها تذكرة للمؤمن، وهي أن هذا الجوف الذي لا يشبع من الدنيا لن يملأه شيء إلا التراب عند الموت. فهذه الدنيا زائلة، والآخرة هي دار القرار.
4- باب الأمل: رغم هذه الطبيعة الجشعة للإنسان، يفتح الله باب الأمل والتوبة لكل من استغرق في حب الدنيا ثم ذكر فرجع إلى ربه. فالتوبة تجب ما قبلها، والله غفور رحيم.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تذكير بحقيقة الدنيا: الدنيا دار فناء وزوال، والآخرة هي دار البقاء.
2- الوسطية في التعامل مع المال: لا نترك المال فنضيع، ولا نأخذه فنغتر، بل نستخدمه في طاعة الله.
3- محاربة الطمع: الحديث يحثنا على قمع نزعة الطمع في النفس، والرضا بما قسم الله لنا.
4- التوبة والرجوع إلى الله: مهما بلغ الإنسان من حب الدنيا والغفلة، فإن باب التوبة مفتوح لا يغلق.
5- توجيه المال للغاية الصحيحة: أن نستعمل المال في ما يرضي الله، من عبادات ومعاملات وأعمال بر.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحديث يجمع بين الترهيب والترغيب: الترهيب من الغفلة وحب الدنيا، والترغيب في التوبة والرجوع إلى الله.
- ينبهنا إلى أن الشبع الحقيقي ليس بشبع البطن، بل بشبع القلب بالإيمان والطاعة.
- كان السلف الصالح يستعملون هذا الحديث في التذكير والموعظة، خاصة لمن يغلب عليهم حب الدنيا والجشع.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا القناعة والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٩٠٦)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٧٩) كلاهما من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي، فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن سعد فإنه حسن الحديث إذا روى عن زيد بن أسلم فإنه من أثبت الناس فيه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 197 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة

  • 📜 حديث: إن الله قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب