لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر

حديث: لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر

عن زيد بن أرقم قال: لقد كنا نقرأ على عهد رسول اللَّه ﷺ: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة، لابتغى إليهما آخر، ولا يملأ بطن آدم إلا التراب، ويتوب اللَّه على من تاب».

صحيح: رواه أحمد (١٩٢٨٠)، والبزار - كشف الأستار (٣٦٣٩)، والطبراني في الكبير (٥/ ٢٠٧) كلهم من طريق يوسف بن صهيب، حدثني حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه، يحمل في طياته حكماً بالغةً ودروساً عظيمةً عن طبيعة النفس البشرية وحبها للدنيا.

أولاً. شرح المفردات:

● واديان: الوادي هو المساحة الواسعة بين جبلين، والمقصود هنا كمية كبيرة جداً من المال.
● لابْتَغَى إليهما آخَر: أي لطلب ثالثاً رغبة في المزيد، فلم يقلبهما وادياً ثالثاً فحسب، بل طلب غيرهما.
● لا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ: الجوف هو البطن، والمقصود أن نهاية الإنسان هي الموت والدفن في التراب، فمهما جمع من مال فلن ينفعه إلا عمله الصالح.
● وَيتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ: فيها بشرى عظيمة بأن باب التوبة مفتوح لمن أراد الرجوع إلى الله وترك التعلق بالدنيا.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي زيد بن أرقم أن هذا كان من القرآن الذي يتلى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نسخ لفظه وبقي حكمه، وهو ما يسمى بـ "المنسوخ تلاوته". والمعنى باقٍ وحكمه ثابت.
يصور الحديث طبيعة الإنسان وحبه الشديد للدنيا ولو كان لديه ما يكفيه من المال، فإن نفسه تتوق للمزيد، وهذا دليل على أن النفس لا تشبع من حطام الدنيا، وكما قال الشاعر:
إذا قلتُ قد ملأتُ الغرورُ فؤادي ** فأخرى تقولُ الدنيا حديثُ جديدِ
ثم يذكر الحديث الحقيقة المطلقة وهي أن كل إنسان سيموت ويرجع إلى التراب، فلا فائدة من جمع المال بدون عمل صالح.
ويختم الحديث ببشرى عظيمة وهي أن الله يتوب على من تاب وأناب إليه، وترك التعلق بالدنيا الفانية.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- ذم الشره والطمع: الحديث يحذر من طمع الإنسان وجشعه، وأن ذلك من طبيعته إلا من رحم الله.
2- التذكير بحقيقة الدنيا: الدنيا فانية والآخرة هي الباقية، والإنسان سيعود إلى التراب فلا ينبغي أن ينشغل بجمع المال عن طاعة الله.
3- باب التوبة مفتوح: مهما بلغ الإنسان من حب الدنيا والانشغال بها، فإن باب التوبة مفتوح له ليعود إلى ربه.
4- الحث على القناعة: ينبغي للمسلم أن يقنع بما رزقه الله ويعلم أن ما عند الله خير وأبقى.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تذكر أن بعض الآيات نسخت تلاوتها وبقي حكمها، وهو ما يعرف عند العلماء بالنسخ.
- يستدل به العلماء على ذم حب الدنيا والطمع فيها.
- فيه توجيه تربوي عظيم لعلاج داء الشره وحب التملك.
أسأل الله أن يجعلنا من القانعين الشاكرين، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٩٢٨٠)، والبزار - كشف الأستار (٣٦٣٩)، والطبراني في الكبير (٥/ ٢٠٧) كلهم من طريق يوسف بن صهيب، حدثني حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٤٣): «رواه أحمد والطبراني والبزار بنحوه، ورجالهم ثقات».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 191 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر

📜 حديث: لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية