حديث: يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يكون في هذه الأمة رجال معهم سياط يغدون ويروحون في سخط اللَّه

عن أبي أمامة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال -أو قال: يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان- معهم أسياط كأنها أذناب البقر، يغدون في سخط اللَّه، ويروحون في غضبه».

حسن: رواه أحمد (٢٢١٥٠)، والطبراني (٨/ ٣٠٨)، والحاكم (٤/ ٤٣٦) كلهم من طرق عن عبد اللَّه بن بجير، عن سيار الشامي، عن أبي أمامة، فذكره.

عن أبي أمامة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال -أو قال: يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان- معهم أسياط كأنها أذناب البقر، يغدون في سخط اللَّه، ويروحون في غضبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الذي طلبت شرحه: حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ -أَوْ قَالَ: يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ- مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا آذَانُ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ، وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ».
رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.


الشرح التفصيلي:



# أولاً. شرح المفردات:


● يكون في هذه الأمة: أي سيظهر ويوجد بين أفراد أمة الإسلام.
● في آخر الزمان: الزمن القريب من قيام الساعة، حيث تكثر الفتن وتقلِّ العلوم، ويظهر أهل الأهواء.
● معهم أسياط: (السوط) هو ما يُضرب به من جلد أو غيره، وجمعها (أسياط). أي يحملون سياطاً للتعذيب والضرب.
● كأنها أذناب البقر: يشبهون سياطهم هذه في ضخامتها وقساوتها بذيول البقر. وهذا تشبيه للدلالة على غلظتها وكبرها، مما يدل على شدة تعذيبهم وقسوة قلوبهم.
● يغدون: يذهبون في الصباح الباكر لأعمالهم.
● ويروحون: يعودون في المساء.
● في سخط الله... في غضبه: أي أن ذهابهم وإيابهم وعملهم كله واقع تحت سخط الله وغضبه، فهم لا يرضون الله بأفعالهم، بل يسخطونه ويستحقون غضبه.

# ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن فتنة عظيمة ستقع في آخر الزمان، حيث يظهر أناس من جملة أمة الإسلام، لكنهم على خلاف هديها وسماحتها. هؤلاء القوم يتسمون بالقسوة والغلظة والشدة المفرطة، التي تصل إلى حد التعذيب بواسطة سياط كبيرة كذيول البقر.
ليس الأمر مجرد حملهم لهذه الأدوات، بل إنهم يجعلونها وسيلة لعملهم اليومي، فيبدأون نهارهم (يغدون) ويختتمونه (يروحون) وهم في حالة من الإعراض عن طاعة الله، مرتكبين لما يغضبه ويسخطه. فهم لا يخرجون للجهاد المشروع، أو لإقامة حد من حدود الله بالطريقة الشرعية، بل يخرجون لتفريغ غضبهم وتعذيب الناس بغير حق، وإرهابهم بغير وجه شرعي.

# ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحذير من الغلو والقسوة: الحديث تحذير صريح من التطرف والغلو في الدين، والانحراف عن منهج الوسطية والرحمة الذي جاء به الإسلام. فليس من الدين الاعتداء على الناس أو تعذيبهم بغير حق.
2- ذم التعذيب وإرهاب الناس: إرهاب الناس وتعذيبهم بغير موجب شرعي من كبائر الذنوب، وهو من الأفعال التي تجعل صاحبها تحت سخط الله وغضبه في كل أوقاته.
3- الوعيد الشديد لأهل الظلم: يبين الحديث المصير السيء لهؤلاء، حيث أن كل حركاتهم وسكناتهم، من غدوهم ورواحهم، هي في معصية الله وسخطه، مما يدل على عظم جرمهم.
4- من أشراط الساعة: الحديث من أعلام النبوة، حيث أخبر عن أمور ستقع فوقع الكثير منها، وهو من علامات آخر الزمان وكثرة الفتن.
5- الحث على الرحمة واللين: في المقابل، يحثنا الحديث على التحلي بالرحمة واللين والرفق في معاملة الناس، كما كان هدي النبي ﷺ.

# رابعاً. معلومات إضافية:


- هؤلاء قد يكونون من الخوارج أو من يشبههم ممن يتخذون الغلو والعنف وسيلة، ويستحلون دماء المسلمين وأموالهم بغير حق.
- الحديث يندرج تحت أحاديث الفتن التي تحذر الأمة من الوقوع في الشرور والانحرافات التي ستحدث.
- على المسلم أن يتعامل مع مثل هذه النصوص بتعظيم الله وخشيته، والابتعاد عن كل ما يغضبه، والسير على منهج الاعتدال والتيسير الذي دل عليه القرآن والسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢١٥٠)، والطبراني (٨/ ٣٠٨)، والحاكم (٤/ ٤٣٦) كلهم من طرق عن عبد اللَّه بن بجير، عن سيار الشامي، عن أبي أمامة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سيار الشامي ذكره ابن حبان وابن خلفون في الثقات، ولحديثه أصل ثابت، ولا يوجد فيه نكارة، وقد حسّن له الترمذي، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 136 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه

  • 📜 حديث: يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب