سألت الله أن لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطانيها

حديث: سألت الله أن لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطانيها

عن خَبَّاب بن الأرَتِّ قال: صلى رسول اللَّه ﷺ صلاة فأطالها فقالوا: يا رسول اللَّه! صليتَ صلاة لم تكن تُصليها. قال: «أجل، إنها صلاة رغبةٍ ورهبةٍ، إنّي سألت اللَّه فيها ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً، سألتُه أن لا يُهلك أمتي بسنةٍ فأعطانيها، وسألتُه أن لا يُسلِّط عليهم عدوًّا من غيرهم، فأعطانيها، وسألتُه أن لا يُذيق بعضَهم بأسَ بعضٍ فمنعنيها».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢١٧٥)، والنسائي (١٦٣٨) كلاهما من حديث الزهري، قال: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، عن عبد اللَّه بن خبَّاب بن الْأَرَتِّ، عن أبيه، فذكر الحديث واللفظ للترمذي.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: صلى رسول الله ﷺ صلاة فأطالها، فقالوا: يا رسول الله! صليت صلاة لم تكن تصليها. قال: «أجل، إنها صلاة رغبة ورهبة، إني سألت الله فيها ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً، سألته أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها».
رواية الحديث:
أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، وصححه الألباني.

1. شرح المفردات:

● خباب بن الأرت: صحابي جليل، من السابقين إلى الإسلام، عُذب في الله تعالى.
● أطالها: زاد في طول القيام والركوع والسجود عن المعتاد.
● صلاة رغبة ورهبة: صلاة فيها التضرع إلى الله، رغبة في ثوابه وفضله، ورهبة من عقابه.
● سنة: هنا تعني القحط والمجاعة الشديدة، أو العذاب العام كالريح أو الطوفان.
● أن لا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم: أي أن لا يجعل عليهم عدوًا أجنبيًا يتغلب عليهم.
● أن لا يذيق بعضهم بأس بعض: أي أن لا يوقع بينهم القتال والفتن الداخلية، حيث يحارب بعضهم بعضًا.

2. شرح الحديث:

في هذا الحديث يخبر الصحابي الجليل خباب بن الأرت رضي الله عنه أن النبي ﷺ صلى صلاة أطال فيها القيام والدعاء أكثر من المعتاد، فلما انتهى من الصلاة سأله الصحابة عن سبب هذا الإطالة، فأخبرهم ﷺ أن هذه الصلاة كانت صلاة خاصة فيها دعاء ومسألة من الله تعالى، وهي صلاة "رغبة ورهبة"، أي فيها التضرع والخوف والرجاء.
ثم بين ﷺ أنه سأل الله تعالى ثلاث مسائل:
● الأولى: أن لا يهلك أمته بعذاب عام شامل كالقحط أو الطوفان أو الريح العقيم، فأعطاه الله هذه المسألة.
● الثانية: أن لا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم (كالكفار والملل الأخرى) يستبيح حرماتهم ويستعبدهم، فأعطاه الله هذه أيضًا.
● الثالثة: أن لا يذيق بعضهم بأس بعض، أي أن لا تقع بينهم الفتن والحروب الأهلية، حيث يقاتل بعضهم بعضًا، فمنعه الله هذه المسألة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- جواز إطالة الصلاة النافلة للدعاء والمناجاة: وذلك إذا لم يشق على المأمومين، وقد كان النبي ﷺ يطيل أحيانًا في قيام الليل والدعاء.
2- حرص النبي ﷺ على أمته وشفقته عليها: حيث دعا لهم بهذه الدعوات العظيمة التي تحفظهم من المصائب العامة.
3- استجابة الله لدعاء نبيه ﷺ في الأمرين الأولين: وهذا من فضل الله على هذه الأمة، حيث حفظها من الهلاك العام، ومن تسلط الأعداء الخارجيين تسلطًا كاملًا يستأصل شأفتها.
4- وقوع الفتن والحروب بين المسلمين: وهذا ما أخبر به النبي ﷺ وحذر منه، حيث منع الله هذه المسألة لحكمة يعلمها، وقد وقع ذلك في تاريخ الأمة، من حروب بين الصحابة، والفتن الداخلية، والاقتتال بين المسلمين.
5- الحكمة الإلهية في منع بعض الدعوات: فالله تعالى يعلم ما هو الأصلح لعباده، وقد يكون في منع الدعاء خيرٌ لا نعلمه.
6- التحذير من الفتن والاقتتال الداخلي: وهذا الحديث يحذر المسلمين من الوقوع في الفتن والحروب الأهلية، ويبين أن ذلك من المصائب التي يجب تجنبها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأدلة على أن الله تعالى يحفظ هذه الأمة من الهلاك العام، ومن استئصال العدو الخارجي لها، لكن البلاء والفتن الداخلية قد تقع بسبب ذنوبهم ومعاصيهم.
- ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى أن يحفظ الأمة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوحد صفوفهم.
- يجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى، والتناصح، وعدم التفرق والقتال، حتى لا يذيق بعضهم بأس بعض.

أسأل الله تعالى أن يحفظ الأمة الإسلامية من كل سوء، وأن يوحد صفوفهم، ويجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢١٧٥)، والنسائي (١٦٣٨) كلاهما من حديث الزهري، قال: أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، عن عبد اللَّه بن خبَّاب بن الْأَرَتِّ، عن أبيه، فذكر الحديث واللفظ للترمذي.
والكلام عليه مبسوط في قيام الليل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 140 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سألت الله أن لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطانيها

📜 حديث: سألت الله أن لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطانيها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سألت الله أن لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطانيها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سألت الله أن لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطانيها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سألت الله أن لا يسلط على أمتي عدوا من غيرهم فأعطانيها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية