حديث: إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن هذه الأمة يهلك بعضهم بعضا، ويَسبي بعضهم بعضا

عن ثوبان قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه زَوَى لي الأرضَ فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغُ ملكُها ما زَوَى لي منها، وأُعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يُهلِكها بسنة عامة، وأن لا يُسلّط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، فيستبيحَ بيضتَهم، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يُرَدُّ، وإني أعطيتُك لأمتك أن لا أُهلكهم بسنةٍ عامّةٍ، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، يستبيحُ بيضتَهم، ولو اجتمع عليهم مَنْ بأقطارِها -أو قال من بين أقطارها- حتى يكون بعضُهم يهلك بعضًا، ويسبي بعضُهم بعضا».

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٨٨٩) عن أبي الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، فذكره.

عن ثوبان قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه زَوَى لي الأرضَ فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغُ ملكُها ما زَوَى لي منها، وأُعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يُهلِكها بسنة عامة، وأن لا يُسلّط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، فيستبيحَ بيضتَهم، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يُرَدُّ، وإني أعطيتُك لأمتك أن لا أُهلكهم بسنةٍ عامّةٍ، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، يستبيحُ بيضتَهم، ولو اجتمع عليهم مَنْ بأقطارِها -أو قال من بين أقطارها- حتى يكون بعضُهم يهلك بعضًا، ويسبي بعضُهم بعضا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث ثوبان رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بنصه:


عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله زَوَى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زَوِي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم، يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها -أو قال من بين أقطارها- حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا».

شرح المفردات:


● زَوَى: طوى وضم وجمع، أي جمع له ﷺ أجزاء الأرض حتى رآها.
● مشارقها ومغاربها: شرق الأرض وغربها، أي جميع جهاتها.
● الكنزين الأحمر والأبيض: الذهب والفضة، وقيل: كنوز كسرى وقيصر.
● سنة عامة: القحط الشامل أو الجفاف الذي يعم البلاد.
● يستبيح بيضتهم: يهلك جماعتهم ويستولي على حرماتهم وأعراضهم.
● من بأقطارها: من في جميع نواحي الأرض وأطرافها.

شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن فضل الله تعالى عليه وعلى أمته، حيث منَّ الله عليه برؤية مشارق الأرض ومغاربها، إما في حادثة الإسراء والمعراج أو في معجزة أخرى، مما يدل على عظم منزلته عند ربه.
وقد بشّر ﷺ أمته بأن ملكهم وسلطانهم سيمتد إلى جميع هذه الأرجاء التي رآها، وهذا ما تحقق في عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، حيث وصلت الفتوحات الإسلامية من حدود الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا.
ومن فضل الله على هذه الأمة أن أعطى نبيها ﷺ الكنزين: الأحمر (الذهب) والأبيض (الفضة)، أي خيرات الأرض وكنوزها، مما يدل على سعة الرزق والخير الذي سيناله المسلمون.
ثم ذكر ﷺ أنه سأل ربه لأمته ثلاث دعوات مستجابات:
1. أن لا يهلكهم بقحط شامل يعم بلادهم.
2. أن لا يُسلط عليهم عدوًا من خارجهم يستبيح حرماتهم ويستعبدهم.
3. وأجابه الله تعالى بأن هذه الدعوة قد قُبلت، ولن يهلكهم عدو من خارجهم، بل إن الهلاك سيكون من داخلهم، بقتال بعضهم بعضًا وأسر بعضهم بعضًا.

الدروس المستفادة:


1- منزلة النبي ﷺ عند ربه: حيث استجاب الله لدعواته وأعطاه ما سأل لأمته.
2- بشارة بانتشار الإسلام: واتساع رقعة الدولة الإسلامية عبر التاريخ.
3- سعة رزق الأمة: بما أعطاها الله من خيرات الأرض وكنوزها.
4- ضمان حفظ الأمة من الهلاك الشامل: بعدم إهلاكهم بقحط عام، وعدم تسلط عدو خارجي يستأصل شأفتهم.
5- تحذير من الفتن الداخلية: حيث أن الهلاك والاستباحة سيكون من قبل بعضهم لبعض، وهذا ما نراه في الفتن والحروب الداخلية.
6- التنبيه على أهمية الوحدة: واجتناب الفرقة والقتال الداخلي الذي يؤدي إلى الهلاك والاستعباد.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بعلامات النبوة وأخبار المستقبل.
- تحققت نبوءات الحديث عبر التاريخ، حيث انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ولم تهلك الأمة بقحط شامل، ولكنها عانت من الصراعات الداخلية التي أضعفتها.
- يجب على المسلمين أن يتعظوا بهذا الحديث، فيحرصوا على وحدة صفهم، ويجتنبوا الفتنة والاقتتال الداخلي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٨٨٩) عن أبي الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، فذكره.
ورواه معمر عن أيوب بهذا الإسناد إلا أنه جعله من مسند شداد بن أوس، كما عند أحمد (١٧١١٥)، والقول قول حماد بن زيد.
قوله: «فرأيت مشارقها ومغاربها» معناه أن الفتوحات الإسلامية تبلغ من أقصى المشارق إلى أقصى المغارب، ويندرج تحت المشارق والمغارب الشمال والجنوب؛ لأن الأصل في كوكب الأرض جهتان: الشرق والغرب، ووجود الشمال والجنوب باعتبار سكانها لا باعتبار تكوينها، ولذا قال تعالى: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا﴾ [المزمل: ٩] وقال: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ [الرحمن: ١٧] وقال: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ﴾ [المعارج: ٤٠].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 137 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة

  • 📜 حديث: إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب