حديث: سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن هذه الأمة يهلك بعضهم بعضا، ويَسبي بعضهم بعضا

عن معاذ قال: صلى رسول اللَّه ﷺ صلاة، فأحسن فيها القيام والخشوع والركوع والسجود، قال: «إنها صلاة رغب ورهب، سألت اللَّه فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين، وزوَى عني واحدة، سألتُه أن لا يبعث على أمتي عدوًّا من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيه. وسألتُه أن لا يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا فأعطانيه. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردَّها عليَّ».

حسن: رواه أحمد (٢٢١٠٨، ٢٢١٢٥) من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، فذكره.

عن معاذ قال: صلى رسول اللَّه ﷺ صلاة، فأحسن فيها القيام والخشوع والركوع والسجود، قال: «إنها صلاة رغب ورهب، سألت اللَّه فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين، وزوَى عني واحدة، سألتُه أن لا يبعث على أمتي عدوًّا من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيه. وسألتُه أن لا يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا فأعطانيه. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردَّها عليَّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه كاملًا:


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: صلى رسول اللَّه ﷺ صلاة، فأحسن فيها القيام والخشوع والركوع والسجود، قال: «إنها صلاة رغب ورهب، سألت اللَّه فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين، وزوَى عني واحدة، سألتُه أن لا يبعث على أمتي عدوًّا من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيه. وسألتُه أن لا يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا فأعطانيه. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردَّها عليَّ».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، وابن حبان، والحاكم، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● صلاة رغب ورهب: أي صلاة ملؤها الرغبة في ثواب الله والخوف (الرهبة) من عقابه.
● زوَى عني: منعني منها وردها، وأصله من الزَّوْي وهو الجمع والضم، فكأنه جمعها وضمها عنه فلم يعطها إياه.
● عدوًّا من غيرهم: أي عدوًا خارجيًا من غير جنس المسلمين.
● يجتاحهم: يهلكهم ويستأصلهم بالكلية.
● سنة: هنا تعني القحط والمجاعة الشديدة.
● بأسهم بينهم: القتال والحرب والفتن الداخلية التي تقع بينهم.


2. شرح الحديث:


يصف معاذ بن جبل رضي الله عنه حال النبي ﷺ في صلاة من صلواته، حيث أطال فيها القيام والركوع والسجود، وأحسن الخشوع فيها، مما يدل على أنها كانت صلاة خاصة فيها مناجاة وابتهال شديد إلى الله تعالى.
وبعد أن انتهى من الصلاة، أخبر أصحابه عن حاله فيها، وأنها كانت صلاة رغب ورهب، أي كان يدعو فيها راغبًا في فضل الله، راهبًا من عذابه.
ثم أفصح ﷺ عن مضمن هذه المناجاة، فقال إنه سأل ربه ثلاث خصال عظيمة تتعلق بمستقبل أمته وأمنها واستقرارها، فاستجاب الله له في اثنتين منها، ومنعه الثالثة.
الخصلة الأولى التي استجيب لها:
"أن لا يبعث على أمتي عدوًّا من غيرهم فيجتاحهم"
أي أن لا يُسلط عليهم عدوًا خارجيًا قويًا (كفارًا أو ظالمين) يستأصل شأفتهم ويقضي عليهم قضاءً مبرمًا، بحيث يهلكهم جميعًا ولا يبقى منهم أحد. وقد استجاب الله تعالى هذه الدعوة لأمته، فالأمة الإسلامية باقية إلى قيام الساعة، لم تُستأصل أبدًا، ولن تستأصل، فهي محفوظة بحفظ الله.
الخصلة الثانية التي استجيب لها:
"أن لا يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا"
أي أن لا ينزل بهم قحطًا عامًا أو مجاعة شاملة تهلكهم جميعًا موتًا جوعًا. وقد استجاب الله هذه الدعوة أيضًا، فلم تقع مجاعة عامة تهلك كل المسلمين في كل أقطارهم، وإن وقعت مجاعات في أماكن دون أخرى، أو في أزمنة محدودة، لكنها لم تشمل الأمة كلها بالهلاك التام.
الخصلة الثالثة التي رُدت عليه:
"أن لا يجعل بأسهم بينهم"
أي أن لا يقع بينهم القتال والفتن الداخلية والحروب الأهلية. فرد الله عليه هذه المسألة، ولم يستجبها له، لحكمة عظيمة يعلمها سبحانه. فوقع في الأمة ما وقع من الفتن والاقتتال الداخلي، وهو واقع إلى يومنا هذا.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرص النبي ﷺ على أمته: يظهر من الحديث شفقة النبي ﷺ العظيمة على أمته، وحرصه على دفع الشرور والمصائب عنها، حتى إنه يخصها في مناجاته ودعائه في صلواته.
2- فضل الدعاء في الصلاة وخاصة في الخشوع: الصلاة التي يكون فيها القلب حاضرًا خاشعًا هي محل إجابة الدعاء.
3- إثبات قدرة الله المطلقة وإرادته النافذة: فالله تعالى يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، وهو الحكيم العليم.
4- الحكمة من منع الخصلة الثالثة: رغم أن اقتتال المسلمين من أعظم المصائب، إلا أن فيه حكمًا إلهية عديدة، منها:
* تمحيص المؤمنين وتمييز الصادق من المنافق.
* رفع درجات الصابرين والمخلصين.
* تكفير السيئات.
* اختبار للعباد وتمحيص لهم.
* إظهار سنن الله في النصر والهزيمة related بالأسباب الشرعية.
5- التنبيه على خطر الفتنة والاقتتال الداخلي: إذ إنه من الشر المستعاذ منه، وهو مما حذر منه النبي ﷺ في أحاديث كثيرة.
6- الاستجابة الجزئية للدعاء: فليس شرطًا أن يستجاب الدعاء كله، بل قد يستجاب بعضه ويمنع بعضه، وهذا لا يعني عدم فضل الدعاء أو عدم الإجابة، بل لله حكمة في ذلك.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أدلة عصمة الأمة من الاستئصال التام، فهي أمة محفوظة لا تُقضى عليها تمامًا، وهذا من تحقق نبوءات النبي ﷺ.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من الفتن والوقوع فيها، وأن يسعى للإصلاح بين المسلمين ما استطاع.
-
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢١٠٨، ٢٢١٢٥) من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، فذكره.
وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل إلا أن له طريقا آخر يتقوى بها.
وهو ما رواه ابن ماجه (٣٩٥١)، وأحمد (٢٢٠٨٢)، وصحّحه ابن خزيمة (١٢١٨) كلهم من طرق عن الأعمش، عن رجاء الأنصاري، عن عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، عن معاذ بن جبل، فذكره. إلا أن فيه: «وسألته أن لا يهلككم غرقا فأعطانيها» وليس فيه: ذكر السنة التي تقتلهم جوعا.
ورجاء الأنصاري لم يرو عنه غير الأعمش، ولم يوثّقه أحد، وقال ابن حجر في التقريب: «مقبول» يعني عند المتابعة، وقد توبع في أصل الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 142 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة

  • 📜 حديث: سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب