حديث: لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا اللَّه، وإن كان أوجع في المسلمين

عن عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار أخبره، أن المقداد بن عمرو الكنديّ -وكان حليفًا لبني زهرة، وكان ممن شهد بدرًا مع رسول اللَّه ﷺ أخبره أنه قال لرسول اللَّه ﷺ: أرأيتَ إن لقيتُ رجلًا من الكفّار فاقتلنا، فضرب إحدى يديَّ بالسّيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمتُ للَّه، أأقتلُه يا رسول اللَّه بعد أن قالها؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقتله». فقال يا رسول اللَّه، إنّه قطع إحدى يديَّ، ثم قال ذلك بعدما قطعها؟ ! فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقتله، فإنْ قتلتَه فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنَّك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٠١٩)، ومسلم في الإيمان (٩٥) من حديث ابن شهاب الزهريّ، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد اللَّه بن عديّ بن الخياريّ، به، فذكره، ولفظهما سواء

عن عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار أخبره، أن المقداد بن عمرو الكنديّ -وكان حليفًا لبني زهرة، وكان ممن شهد بدرًا مع رسول اللَّه ﷺ أخبره أنه قال لرسول اللَّه ﷺ: أرأيتَ إن لقيتُ رجلًا من الكفّار فاقتلنا، فضرب إحدى يديَّ بالسّيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمتُ للَّه، أأقتلُه يا رسول اللَّه بعد أن قالها؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقتله». فقال يا رسول اللَّه، إنّه قطع إحدى يديَّ، ثم قال ذلك بعدما قطعها؟ ! فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقتله، فإنْ قتلتَه فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنَّك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث نبينا الكريم.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن الصحابي الجليل المقداد بن عمرو الكندي رضي الله عنه، وهو من السابقين إلى الإسلام والمشهود لهم بالخير، وممن شهد غزوة بدر العظيمة.
شرح المفردات:
* حليفًا لبني زهرة: أي أنه كان قد حالف قبيلة بني زهرة من قريش، فانضم إليهم ونسب لهم في النصرة والحماية، مع أنه من قبيلة كندة.
* لاذ مني بشجرة: أي اختبأ خلف شجرة واستتر بها من القتال.
* أسلمت لله: أي نطق بالشهادتين وأعلن دخوله في الإسلام.
* لاذ مني: فر مني واعتصم بالشجرة.
* بمنزلتك قبل أن تقتله: أي تكون مثل حاله قبل أن يقتله، أي تكون قاتلاً معتدياً.
* بمنزلته قبل أن يقول كلمته: أي تكون كافرا مثلما كان هو قبل أن يسلم.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي المقداد رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حالة عملية محتملة في ساحة القتال: ماذا لو قاتل رجلاً كافراً فقطع ذلك الكافر يده، ثم فرّ منه واختبأ خلف شجرة وقال "أسلمت لله" (أي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، فهل يجوز له أن يقتله بعد هذا النطق بالشهادة؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي القاطع عن قتله، مؤكداً ذلك حتى بعد استفسار المقداد عن حقّه في القصاص لقطع يده. فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن حرمة دم المسلم تبدأ بلحظة نطقه بالشهادتين، فإذا قتله بعد إسلامه فهو قاتل معتدٍ، ويكون بمنزلة الكافر قبل إسلامه.
الدروس المستفادة والفوائد الشرعية:
1- عصمة دم المسلم: الحديث أصل عظيم في بيان عصمة دم المسلم، وأنها تثبت بمجرد النطق بالشهادتين، حتى لو كان في ذروة القتال وبعد إحداث الأذى.
2- النية والقول المعتبر في الإسلام: يعتبر الإسلام بالقول الظاهر، فمن نطق بالشهادتين وجب احترام دمه وماله وعرضه، وتُترك نيته الباطنة لله تعالى.
3- الرحمة والسماحة في الإسلام: يظهر الحديث السماحة العظيمة للإسلام، حيث يسقط حق القصاص الشخصي (قطع اليد) في مقابل دخول الإنسان في الإسلام ونجاته من الكفر.
4- النهي عن الغدر: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل من أعلن الإسلام، حتى لو بعد قتال، لأن قتله بعد إعلان الإسلام يعتبر غدراً وخيانة.
5- الحكمة من تشريع الجهاد: الهدف من الجهاد هو إعلاء كلمة الله وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وليس القتل والتشفي. فإذا حصل المقصود (وهو الإسلام) زال سبب القتال.
6- قوة الإيمان والتسليم لأمر الله: في الحديث دليل على قوة إيمان الصحابة وتحرِّيهم للحلال والحرام حتى في أحرج لحظات الحرب والقتال.
خاتمة:
هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قاعدة عظيمة في باب الجهاد وأحكامه، تُظهر رحمة الإسلام وعدله، وأنه دين يقدس الحياة الإنسانية ويضع الضوابط والأخلاق حتى في ساحات الحرب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٠١٩)، ومسلم في الإيمان (٩٥) من حديث ابن شهاب الزهريّ، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد اللَّه بن عديّ بن الخياريّ، به، فذكره، ولفظهما سواء

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 164 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله

  • 📜 حديث: لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب