حديث: إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المعاصي من أمر الجاهليّة، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إِلَّا بالشّرك

عن أبي أمامة قال: سأل رجلٌ النبيَّ ﷺ فقال: مالإثم؟ فقال: «إذا حكّ في نفسك شيءٌ فدعه». قال: فما الإيمان؟ قال: «إذا ساءتك سيِّئتُك، وسرَتك حسنتُك، فأنت مؤمن».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٢١٥٩)، والطبراني في الكبير (٧٥٣٩)، وصحّحه ابن حبان (١٧٦) كلهم من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، قال: سمعتُ أبا أمامة (فذكر الحديث).

عن أبي أمامة قال: سأل رجلٌ النبيَّ ﷺ فقال: مالإثم؟ فقال: «إذا حكّ في نفسك شيءٌ فدعه». قال: فما الإيمان؟ قال: «إذا ساءتك سيِّئتُك، وسرَتك حسنتُك، فأنت مؤمن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصاراً. رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
أولاً: شرح المفردات:
● حَكَّ في نفسك شيءٌ: أي خطر ببالك وتردد في قلبك واشتبه عليك أمرٌ، هل هو حلال أم حرام؟ هل هو إثم أم ليس بإثم؟ أي صار فيه حكّة وقلق وعدم طمأنينة.
● فدَعْه: أي اترك هذا الفعل وابتعد عنه، ولا تفعله.
● سَاءَتْك: أي أحزنتك وأثقلت على قلبك.
● سَرَّتْك: أي فرحتك وأثلجت صدرك.
ثانياً: المعنى الإجمالي للحديث:
1- في تعريف الإثم: يبين النبي صلى الله عليه وسلم معياراً باطنياً دقيقاً لمعرفة الإثم، حتى لو لم يكن هناك نص صريح يحرم الفعل. فإذا راودتك نفسك على فعل شيء، ووجدت في قلبك قلقاً وتردداً وعدم ارتياح له، فهذا دليل على أنه من الإثم، فيجب عليك أن تتركه وتجتنبه. هذا القلب السليم الذي لم تُلوثه المعاصي يبدأ بالتنفير من الذنب حتى قبل اقترافه.
2- في تعريف الإيمان: يحدد النبي صلى الله عليه وسلم علامة صادقة على وجود الإيمان في القلب، وهي استقبال القلب للطاعات والمعاصي. فالمؤمن الحقيقي هو الذي إذا عمل معصية أحزنته وثقلت على ضميره، وإذا عمل طاعة فرح بها واطمأن قلبه لها. هذه هي حلاوة الإيمان التي يجعلها الله في قلوب عباده المؤمنين.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- الورع وترك الشبهات: الحديث أصل عظيم في باب الورع، وهو ترك ما يخشى أن يكون حراماً أو مما يؤدي إلى الحرام. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه». فالمسلم يربي نفسه على ترك ما يريبه إلى ما لا يريبه.
2- القلب ميزان الأعمال: القلب السليم هو الذي يستطيع تمييز الخير من الشر، والحلال من الحرام، بمجرد ما يرد عليه. وهذا من نعمة الله على عبده.
3- علامة صحة الإيمان: الفرح بالطاعة والحزن على المعصية دليل على أن الإيمان حيٌ نابض في القلب. فإذا قسا القلب ولم يفرح بطاعة ولم يحزن لمعصية، فهذه علامة خطيرة على ضعف الإيمان أو مرض القلب.
4- التفريق بين وسوسة الشيطان ونداء القلب: ليس المقصود الوساوس التي يلقيها الشيطان في الصدور ليشكك الإنسان في الحلال الواضح، فهذه يجب أن يستعيذ الإنسان منها ويُعرض عنها. وإنما المقصود التردد الحقيقي في أمرٍ ما ليس فيه نص قاطع، فيجد القلبُ انقباضاً عنه.
5- التربية على مراقبة الله: الحديث يربي المسلم على مراقبة الله في السر والعلن، وعلى استشعار عظمة الله وخوفه في كل صغيرة وكبيرة.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يجمع بين الجانبين: الجانب الوقائي (بترك الإثم) والجانب البنائي (بتحقيق الإيمان).
- بعض العلماء استدل بهذا الحديث على حجية ما يسمى "بالكراهة الشرعية" أو "انقباض القلب" عند بعض الأفعال التي لم يرد فيها نص صريح بالتحريم، فيكون انقباض القلب دليلاً على حرمتها.
- ينبغي للمسلم أن يجالس الصالحين ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه، فربما يكون انقباض القلب ناتجاً عن جهل بالحكم الشرعي، وليس لأن الفعل حرام في ذاته.
نسأل الله أن يطهر قلوبنا، ويجعلنا من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٢١٥٩)، والطبراني في الكبير (٧٥٣٩)، وصحّحه ابن حبان (١٧٦) كلهم من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، قال: سمعتُ أبا أمامة (فذكر الحديث).
ورواه الحاكم (١/ ١٤) من طرق أخرى وقال: «هذه الأحاديث كلّها صحيحة متصلة على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 161 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن

  • 📜 حديث: إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب